الدوحة – قنا

 لا يعتبر العقال القطري مكملا للباس التقليدي بل هو أحد أجزائه الرئيسية، إذ لا يكتمل الهندام أو /الكشخة/ دونه، كما أنه يشكل إلى جانب الثوب والبشت والغترة الزي الرسمي للرجال، ما جعله رمزا وجزءا من الهوية وأحد عناصر الثقافة المحلية، كما هو الشأن بالنسبة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وبلاد الشام.

وللعقال، الذي من شأنه تثبيت الغترة أو الشماغ على الرأس، مكانة كبيرة في نفوس القطريين والعرب عموما، حتى إن الشعراء امتدحوه في قصائدهم ومن ذلك قول الشاعر : عقالي عقال الكرم والجود … عقال الشهامة والمروآتي عقال فخر العرب والعالم المشهود … على راس العرب تاج الكراماتي نصون العقال بفعلنا الوافي المحمود … على راس أمجاد الكرامة والبطولاتي.

ويتفاخر القطريون بالعقال لأنه يعكس لباسهم التقليدي الذي يحافظ عليه الكبار والصغار حتى يومنا هذا، فنجده في مختلف المناسبات وفي العمل والمدارس أيضا للطلاب، فضلا عن حضوره في المحافل الدولية من خلال مشاركات المسؤولين في المؤتمرات والملتقيات مرتدين لباسهم القطري.

وفي هذا الصدد، أوضح السيد صالح غريب الباحث في التراث، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن العقال يعتبر في قطر خاصة، وفي منطقة الخليج عموما، مكملا للباس التقليدي وجزءا أساسيا منه، لافتا إلى أنه من المعلوم أن العرب القدماء كانوا يستخدمون قطعة من القماش كعصابة يربطونها على رؤوسهم كضرورة بحكم طبيعة الصحراء الرملية وحرارة الشمس المرتفعة، وهكذا راحوا يضعون عقال البعير فوق الغترة من أجل تثبيتها، قبل أن يصير بشكله الحالي.

وأشار غريب إلى تناقل روايات متعددة حول تاريخ العقال، منها رواية تعيد العقال إلى زمن سقوط الأندلس، إذ إن الجنود كانوا يضعون ربطة بيضاء حول الخوذة حولوها بعد هزيمتهم في الأندلس إلى اللون الأسود دليلا على الحزن، منوها إلى أن العقال المتعارف عليه اليوم كجزء من الزي الشعبي وكرمز لهوية وطنية في قطر ومنطقة الخليج، لم يكن معروفا إلا في فترة متأخرة، كما يرى البعض أنه وصل إلى الخليج عبر بلاد الشام.

ولفت إلى أن للعقال عدة أنواع منها الوبر، والصوف، والمرعز المصنوع من الوبر وصوف الأغنام، مبينا أن العقال القطري يتميز عن غيره في دول الخليج بالكركوشة التي تتدلى عند ظهر الرجل في أربعة خطوط تنتهي بأربع كتل سوداء، ويكون متينا وثخينا بخلاف غيره الذي يكون غالبا دائريا فقط.

كما ذكر الباحث في التراث أن العقال كان يصنع من مواد خام، هي خيوط منسوجة من وبر الماعز وصوف الأغنام، ومع التطور تم استخدام القطن الأبيض والقطن الأسود كحشوة داخلية، فيما يغلف بالوبر أو الصوف من الخارج، في وقت يعتبر العقال المصنوع من الوبر الأكثر طلبا في دولة قطر ويأتي بعده ذلك المصنوع من الصوف، ومن ثم المرعز.

ومن جهته، قال السيد خالد الأكحل ممتهن صناعة العقال، في تصريح مماثل لـ/قنا/، إن ارتداء العقال هو جزء لا يتجزأ من اللباس القطري التقليدي، ويعتبر رئيسيا في الكشخة القطرية، وهو أيضا جزء من الهوية الوطنية للشعب القطري الذي لا يزال يحافظ على هويته في ظل الانفتاح الحاصل والمتداخل عالميا، موضحا أن عملية تفصيل العقال تمر بعدة مراحل ابتداء من الحشوة الداخلية ومن ثم كسوة الحشوة بالخيوط الخارجية التي عادة ما تكون من الوبر الطبيعي وباللون الأسود، والصوف الطبيعي أيضا، وكذلك المرعز.

وأشار إلى أن عملية تفصيل العقال قد تستغرق 4 ساعات متتالية منذ البدء في تفصيله وحتى الانتهاء منه كاملا، فيما تختلف أسعاره من نوع لآخر، إذ يعتبر الوبر الأغلى سعرا، ثم الصوف فالمرع، منوها إلى ارتفاع الإقبال عيله بمختلف أنواعه خلال الفترة التي تسبق المناسبات مثل الأعياد والأعراس، حيث يتم التجهيز لهذه المناسبات قبل مدة باستيراد جميع المحتويات والمكونات التي تدخل في صناعة العقال من سوريا لكونها الدولة التي تشتهر بأجود خيوط صناعته.

شاركها.
Exit mobile version