غزة – تقرير : ريما محمد زنادة

لاتزال “أمل فوزي” تترقب – كل يوم – كل خبر يتعلق بفتح المعبر إلى قطاع غزة ليس للحصول على المساعدات الغذائية أو حتى الأدوية، إنما لدخول المعدات الثقيلة، بهدف رفع ركام منزلها عن جثامين عائلتها.

تقول بكلمات ثقيلة على القلب –  لـ”الشرق” – ” لاتزال جميع أفراد عائلتي تحت الركام.. لم أستطع إخراج أي أحد منهم رغم المحاولات العديدة لذلك”.

تضيف: “لقد حُرمت من عائلتي إثر استشهادهم جميعاً بسبب العدوان الإسرائيلي، واليوم أحرم من دفنهم بأن تكون لهم قبور فمنذ أكثر من عام وهم أسفل الركام”.

وتتذكر فوزي –بحسرة – شقيقها “المتزوج” حديثاً، وكذا والدها ووالدتها وشقيقتيها.

وتتذكر الشابة الفلسطينية يوم استشهاد عائلتها حينما تجمع الأب والأم والأشقاء في المنزل، لتناول الطعام وما هي إلا دقائق معدودة حتى غابت عن الوعي، لأفيق بعد ذلك بالمستشفى ولا أعلم ماذا حدث؟!.. تقول ذلك، مشيرة إلى أنها عندما سألت عن العائلة بالمستشفى أخبروها بأن الجميع استشهدوا ما عدا شقيقها الذي فقد الذاكرة .

وتتابع :الوضع كان يؤكد أنه لامجال بالحديث عن وجود ناج من عائلتها ، ففي المنزل المنكوب بصواريخ الاحتلال فقدت جميع ذويها من الأعمام وفاق العدد أكثر من خمسين شهيدا لازالوا تحت الركام.

وكلما نظرت أمل إلى طفل انتفضت لتصيح : يونس .. ويونس هو شقيقها الأصغر بالصف الأول من المرحلة الابتدائية، إلا أن صواريخ الاحتلال لم ترحم طفولته وقطعته أشلاء تحت الركام.

وفي ابتسامة ممزوجة بالدموع، تقول: كنت استعد لمشاركة شقيقتي آية حفل تخرجها، لكنها اليوم حصلت على أعظم شهادة باستشهادها.

وأمل التي عانت النزوح والجوع والخوف وفقدان المنزل بعد قصفه، لتعيش ما بين خيمة ومدرسة خلال شهور عديدة لم تفقد أملها في استخراج أشلاء الشهداء من عائلتها تحت الركام، حالها حال مئات من أهالي غزة الذين فقدوا عائلاتهم، فبعد أن نجوا من صواريخ الاحتلال لم ينجوا من مرارة الفقدان وقسوة العدوان على غزة على الموتى..  وأكثر على الأحياء .

شاركها.
Exit mobile version