الجمهور يترقب بشغف معرض الدوحة للكتاب

❖ طه عبدالرحمن

■ ينطلق 8 مايو ومطالب بضبط الأسعار والترويج للإصدارات الجديدة

يترقب المثقفون وعُشاق القراءة، معرض الدوحة الدولي للكتاب، في نسخته الـ 34، والمقرر إقامتها خلال الفترة من 8 إلى 17 مايو المقبل، وسط توقعات بأن تكون الدورة المنتظرة، أكثر تميزاً عن سابقتها، في ظل ما يشهده المعرض من تطور، نسخة بعد أخرى.

وفي هذا السياق، ترصد الشرق تطلعات المثقفين، حيال النسخة المرتقبة للمعرض، وما ينبغي أن تكون عليه، مع بدء العد التنازلي لإقامتها، وما يأمله المثقفون من المعرض، مع بدء العد التنازلي لإقامته، لتحقيق أحد أهم أهدافه في توطين الكتاب، وتشجيع القراءة، واستقطاب الجمهور.

ويشدد المثقفون على ضرورة ضبط أسعار الكتب، والاحتفاء برواد الإبداع القطري، وأن تكون الفعاليات المصاحبة بمثابة مقهى ثقافي، مخصص لاجتماع المثقفين لتبادل الأحاديث والنقاش، حول الإصدارات الجديدة، وقضايا الراهن الثقافي، وأن يتبع المعرض تقليداً جديداً باختيار شخصية ثقافية مع كل نسخة له.

– د.زكية مال الله: يجب دعم أسعار الكتب والاحتفاء بالرواد

تصف الكاتبة د.زكية مال الله العيسى، الكتاب بأنه «الخلّ الوفي والصديق الكريم الذي يجزل بالعطاء ويكتم الأسواء ولا يبخل على قارئه بالمنفعة ولا يحرمه من الفائدة ولا يرده عن النصيحة والمواساة، إذا لجأ إليه شاكياً مهموماً، كما أن الكتب هي الحواضن التي تحتضن المعلومات والخبرات بشتى الأنواع والصور».

وتقول: تعتبر الكتب مؤشراً يعكس ثقافة الأمم وسعة الاطلاع لابنائها وحجم معلوماتهم ومدى تطور الأمة وتحضرها، وكان لزاماً على كل أمه تريد أن تتطور، أن تهتم بالجوانب الثقافية وخاصة صناعة الكتب، ومن هنا أصبحت العلاقة طردية بين الاهتمام بالكتب وتطوير الأمم وازدهارها، ليأتي معرض الدوحة للكتاب منذ بداية تأسيسه في 1972 كأقدم وأكبر معارض الكتب الدولية فى المنطقة، ومن وقتها، واكتست سمعة طيبة وإقبالا كبيرا خليجياً وعربياً.

وتلفت د.زكية مال الله، إلى أن الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض لها دور كبير في إثراء الأجواء الثقافية، وتنويع الثقافة المكتسبة به، والاستماع والنقاش والمحاورة. وتشدد على الاهتمام بترويج الكتب الجديدة الصادرة عن الشباب والمبدعين المحليين، والإشادة بالأقلام الجادة التى تدعو إلى ازدهار سوق الكتب مما يساعد فى النهوض بالأحوال الاقتصاديه للكتاب والناشرين والموزعين ونشر الثقافة المحلية وجعلها عالمية.

وتدعو إلى إنشاء مقهى ثقافي بالمعرض، ليكون مخصصاً لاجتماع المثقفين لتبادل الأحاديث الثقافية والإصدارات الخاصة، مشددة على ضرورة تسليط المعرض الضوء على العدوان على غزة، ليصل صوت النكبة لأكبر شريحة من الحضور. وتشدد على ضرورة دعم أسعار الكتب والناشرين والرسوم المحصلة منهم، لتتحقق الأهداف في تسويق الكتاب والاستفادة منه، وكذلك الاحتفاء بالفائزين بجائزة الدولة التقديرية والتشجيعية فى المجالات الأدبية فى الدورات السابقة، والإشادة بابداعاتهم والاقتداء بأساليبهم في الفوز والتحصيل.

– د. أحمد عبدالملك: التوازن بين الترويج للكتاب وإقامة الفعاليات

يؤكد د.أحمد عبد الملك، كاتب وروائي، أن المعرض يشكل علامةً مهمةً في الحراك الثقافي في دولة قطر، وهو مناسبة لالتقاء المبدعين القطريين بإخوانهم العرب، خصوصاً دور النشر العربية، والتي تساهم في الإثراء الثقافي وتعريف المبدعين القطريين بالقارئ العربي.

ويقول: جرت العادة أن يصاحب المعرض بعض الفعاليات التي تصبُّ في العمق الثقافي، وتُرضي جميع الأذواق والاتجاهات، ولا يرى تعارضاً لتلك الفعاليات مع أهداف المعرض في تقديم الكتاب للقارئ، لخلق حالة من الحراك والسؤال في المجتمع، خاصة وأن التوازن مطلوب بين تقديم الكتاب، وبين تلك الفعاليات، على أساس من المنهجية والتخطيط السليم.

وينوه د.أحمد عبدالملك بجهود وزارة الثقافة في هذا السياق، لخلق تلك الحالة من الحراك، التي تُسعد المبدعين والقرّاء، وتصب في عمق أهداف الوزارة.

– حمد التميمي: دعم النشر المحلي لتعزيز التجربة الثقافية

يقول الكاتب حمد التميمي: إن الأعناق تشرئب ككل سنة لمعرض الدوحة الدولي للكتاب، الذي يتجاوز كونه مجرد حدث ثقافي، ليصبح وجهة للمثقفين من حول العالم كتبًا وقراءً، فبالإضافة إلى كونه مهرجانًا للأدب والفكر والثقافة، فهو أيضًا منصة تعكس التحولات الفكرية الكبرى وساحة للمبدعين لعرض إنتاجاتهم الأدبية والفكرية.

ويتابع: ونحن على أعتاب هذا الحدث الجلل، لابد من التأكيد على أن طبيعة الفعاليات وطابع المعرض يجب أن يظل مرتبطًا بالهوية الوطنية، وأن يجسد روح الثقافة القطرية بتفاصيلها المميزة التي تمزج بين الأصالة والمعاصرة، ليكون التوازن سيد الموقف في تقديم محتوى ثقافي غني ومميز، وتعزيز دور الكتاب كمنتج فكري يحتاج إلى تسويق فعّال.

ويشدد على ضرورة أن تظل الفعاليات الثقافية في خدمة الكاتب، الذي ينبغي أن يكون في مركز اهتمام المعرض، لتدور حوله بقية الفعاليات لتسلط الضوء على نتاج فكره من خلال جلسات توقيع، لقاءات مباشرة بين المؤلفين والقراء، ونقاشات مفتوحة حول توجهات الأدب العربي.

ويقول التميمي: إن إدراج التكنولوجيا الذكية ضمن فعاليات المعرض لتسهيل البحث عن الكتب ودور النشر، وإطلاق مبادرات لدعم النشر المحلي، سيكون له أثر إيجابي في تعزيز التجربة الثقافية، دون الإضرار بأهداف المعرض الأساسية، ليعيد للكتاب مكانته في عصر تزداد فيه التحديات أمام القراءة الورقية.

– سعد الباكر: تدشين شخصية المعرض وتجنب تكرار الضيوف

يشدد الكاتب سعد عبدالرحمن الباكر على ضرورة حشد أكبر عدد من الكتاب والمثقفين القطريين والشخصيات البارزة الإعلامية وأصحاب دور النشر على ألا تكون وجوهاً مكررة فتكرار النسخ يعطي بعض الانطباع بانحسار وحصر التخصص في البعض دون البعض الآخر، مع اختيار شخصيات دولية بارزة ومشهورة ومؤثرة لإلقاء محاضرات وندوات المعرض. كما يشدد على ضرورة طرح آراء وآمال المثقفين بكل شفافية ، وتدشين المعرض بكل عام اسم علم من أعلام الثقافة الإسلامية أو العربية أو العالمية، وينتقى بعناية على أن تكون الشخصية المختارة عنوانا للعام الثقافي مع رصد جائزة قيمة له تضاهي باقي الجوائز والأوسمة العالمية وتقدم للشخصية المختارة كوسام ثقافي قطري.

ويقول الكاتب سعد الباكر: إن عنوان كل مشروع ناجح هو التنظيم وعليه فقد وجب تقسيم المعرض لعدة قاعات وأقسام أحدها خاص بالمؤلفين ودور النشر والآخر خاص بكتاب الطفل والثالث بمؤلفات كبار المفكرين الاسلاميين والسياسيين من دول العالم، لتوفير مساحة فضاء للزائرين.

ويتابع: إن موعد المعرض، تاريخ لا يتعداه عموم جمهور قطر ودول المنطقة خاصة والعالم وأهمهم الكتاب والمؤلفون والأدباء ودور النشر والمؤسسات الإعلامية، بعدما أصبحت دولة قطر محط أنظار دول العالم ومجهر لعشاق الثقافة وفرصة للكتاب وترويج للمؤلفين وقبله لدور النشر وتظاهرة فريدة للعارضين لعرض لآلئ ونتاج وحصيلة كتاباتهم وإبداعاتهم.

– فاطمة المهندي: التوازن بين قراءة الكتب الورقية والإلكترونية

تصف الكاتبة فاطمة أحمد المهندي، معرض الدوحة للكتاب بأنه يعكس حرص دولة قطر على إقامة نسخة مميزة منه، مما يعكس مدى إقبال المجتمع على اقتناء الكتاب وحضور ما يشهده من فعاليات، خاصة وأن الجهة المنظمة للمعرض تنتقي أفضل دور النشر في العالم لعرض مؤلفاتها، كما يتسم هذا التميز بتنوع الكتب المعروضة، حيث تناسب جميع احتياجات القارئ، وبأسعار تناسب الجميع.

وتلفت إلى ما تتميز به الكتب الورقية من دقة، تجعل القارئ يتلقى المعلومات بتسلسل ووعي، «ولست أجهل مخاطر طباعة الورق على البيئة، ولكن أيضاً إن للإشعاع المنعكس من الأجهزة الالكترونية ضرراً لا يقل حدّة عن قطع الأشجار لصناعة الورق، فالشعاع المنبعث من الجهاز الالكتروني يتخلل في خلايا الجلد ويسبب أضراراً بالغة في مستوى المعادن في الجسم والشيخوخة المبكرة، إلا أنه ومع كثرة الأضرار المتعلقة بالإلكترونيات لا نستطيع تركها لضرورتها في مواكبة العالم الحديث، داعية إلى التوازن بين قراءة الكتب الورقية والالكترونية.

وتشير الكاتبة فاطمة المهندي إلى أن مؤلفاتها ستكون حاضرة في المعرض، من خلال جناح الدار العربية للعلوم ناشرون، وهى رواية «أنهار غير آسنة»، وكتاب «الصحة العقلية في الطب الشعبي السريلانكي»، وكتاب «اقتباسات فلكية من الحضارة الهندية».

شاركها.
Exit mobile version