❖ عواطف بن علي
أكد سعادة السيد تيمي ديفيس، سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى دولة قطر، أن السنوات الثلاث التي قضاها في الدوحة كانت حافلة بالإنجازات والتحديات، وأنه يغادر البلاد بقلب مثقل بعدما أصبحت قطر بمثابة وطن ثانٍ له، مشيدًا بمكانتها المتنامية إقليميًا ودوليًا، لا سيما في مجال الوساطة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده السفير بمناسبة انتهاء فترة عمله في الدوحة، حيث قال: «خلال السنوات الثلاث الماضية، عايشنا لحظات من الفرح والحزن. من النجاح المبهر لكأس العالم 2022، الذي كشفت فيه قطر عن هويتها الحقيقية للعالم، إلى الجهود الشاقة والمتواصلة في ملف غزة، والدور الريادي الذي تؤديه الدوحة في هذا الإطار». وأشار سعادته إلى أنه التقى خلال فترة عمله بدبلوماسيين من المجلس الأوروبي لديهم اهتمام طويل الأمد بمجال الوساطة، وقد قدموا إلى قطر لتعلم كيفية إدارتها لهذا الملف. وأضاف: «قلت مرارًا إنني محظوظ كوني السفير الأمريكي في الدوحة، وإنني الأوفر حظًا بين السفراء».
واعتبر السفير ديفيس أن السنوات الثلاث الماضية شكلت تحولًا نوعيًا في العلاقات بين واشنطن والدوحة، قائلاً: «عملت على أولويات الولايات المتحدة مع شريك موثوق، وكان ذلك أمرًا ثمينًا. لكن الأهم أنني تمكنت من إيصال صورة حقيقية عن أهمية قطر، سواء للعالم أو حتى لصناع القرار في بلادي». وقال سعادته: «أغادر قطر بقلب مثقل، لأنها أصبحت بالنسبة لي بيتًا. لكني أيضًا فخور بما أُنجز. ولهذا، يسعدني أن أكون معكم اليوم. آمل ألا تكون هذه نهاية علاقتنا، وأن تتاح لي فرصة أن أكون جزءًا من مستقبل هذا البلد».
وعن أفضل لحظاته في الدوحة، استذكر السفير الأمريكي لحظة مؤثرة عاشها في المطار حين استُقبل عدد من المواطنين الأمريكيين العائدين من غوام بعد إطلاق سراحهم بوساطة قطرية. وقال: «نزل أحدهم من الطائرة، وكان أول ما قاله لي: «هل يمكنني أن أعانقك؟». في تلك اللحظة، شعرت بأن علاقتنا مع قطر تتجاوز الاقتصاد والتعليم، إنها علاقة مبنية على الخير وتغيير حياة الناس».
ورداً على سؤال حول الرسالة التي يوجهها إلى السفير الأمريكي القادم، قال السفير ديفيس: «كنت أتمنى أن أكون آخر سفير للولايات المتحدة في قطر، لكنني واثق أن من سيأتي بعدي عليه مسؤولية كبيرة. أنصحه بأن يحافظ على العلاقة، ويتعرف إلى كل مكونات المجتمع، المواطنين والمقيمين، على حد سواء». وأضاف: «خلال كأس العالم قلت: يمكنك أن تسافر إلى العالم دون أن تغادر الدوحة، لأنها تحتضن جنسيات من كل مكان. على السفير القادم أن يحضر المناسبات الاجتماعية، ويكون صادقًا مع الجمهور القطري».
وأضاف: أقول له «افخر بكونك السفير الأمريكي. وتذكّر أن مهمتك هي ضمان أن تكون هذه العلاقة الثنائية مفيدة للطرفين».
ووجَّه السفير ديفيس تحية خاصة إلى الصحفيين في قطر، وقال: «تابعت عملكم عن كثب خلال السنوات الماضية، وقد قمتم به بنزاهة وحماس من أجل الحقيقة». وختم بالقول: «آمل أن لا تكون هذه نهاية العلاقة، بل بداية لمرحلة جديدة أكون فيها جزءًا من مستقبل هذا البلد».