أكدت الدكتورة نجاة اليافعي، مديرة قسم صحة الفم والأسنان الوقائية والتعزيزية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أنه نظراً لحرصنا على متابعة علاج الطلبة الذين تم تحويلهم عن طريق برنامج «أسناني» المدرسي، فقد قام الكادر الطبي لبرنامج أسناني خلال عام 2024–2025 بإجراء استبيان هاتفي لمتابعة شملت 329 من أولياء الأمور، وذلك للتعرف على مدى التزامهم باستكمال علاج أطفالهم الذين تلقوا خدمات البرنامج خلال العام الدراسي 2023–2024. وقد أظهرت النتائج أن نحو 70% منهم (أي 230 ولي أمر) امتثلوا لتحويلات البرنامج وبدأوا علاج الأسنان لأطفالهم. ومع ذلك، أكمل 73 طالباً فقط (ما يعادل 32 %) خطة العلاج الموصى بها بالكامل، مما يشير إلى أن الغالبية إما اكتفوا بالزيارة الأولى فقط، أو أن العلاج لا يزال جارياً.
عوائق تتعلق بالوالدين
ذكرت الدكتورة اليافعي أنه فيما يتعلق بـ 99 طفلاً لم يلتزموا بالعلاج المحول، فقد تم التحقيق في أبرز العقبات، ووُجدنا أن 61 % من أسباب عدم الامتثال تعود لعوامل تتعلق بالوالدين. وشملت الأسباب الأكثر شيوعاً: اعتقادات خاطئة لـ 19 من أولياء الأمور، مثل عدم الحاجة للعلاج في حال عدم وجود ألم، أو أن الأسنان اللبنية ستسقط تلقائياً. وسبب آخر كان عدم إدراك الوالدين لوجود حاجة للعلاج، ربما لأن الطفل لم يعرض عليهم ورقة معلومات الحالة التي يعطيها له فريق برنامج أسناني بعد فحص الطفل. بينما لم يُقدّم بعض أولياء الأمور أسباباً واضحة، أشار آخرون إلى أسباب تمنعهم عن تأدية واجبهم تجاه صحة فم أطفالهم كالانشغال، وتزامن الموعد مع فترة الامتحانات، ونسيان الموعد، أو معالجة الألم في المنزل باستخدام مسكنات. وأما القلة القليلة (2%)، فأرجعوا السبب إلى خوف الطفل من طبيب الأسنان.
فقدان فرصة العلاج
أما الأسباب المتعلقة بالمواعيد، فقد شكلت 38 % من حالات عدم الامتثال، وكان السبب الأبرز هو عدم تلقي اتصال أو رسالة نصية بالموعد. وبعد التحقق، تبين أنه خلال عام 2023–2024، تواصل قسم التحويلات بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية مع أولياء الأمور لما يصل إلى ثلاث مرات لتحديد موعد، إلا أن ثلثهم تقريباً لم يستجب، ما أدى إلى فقدان فرصة العلاج.
أهمية برنامج أسناني
وأكدت الدكتورة نجاة اليافعي، مديرة قسم صحة الفم والأسنان الوقائية والتعزيزية، أن «برنامج أسناني» المدرسي لرياض الأطفال والمرحلة الابتدائية في المدارس الحكومية يُعد نموذجاً فعّالاً وقوياً في مجال الوقاية الصحية المدرسية، لما يقدمه من فحوصات دورية وتدخلات مبكرة تهدف إلى الحد من مشاكل الفم والأسنان منذ الصغر. إلا أن نجاح هذا النموذج يعتمد بشكل أساسي على التعاون بين الأسرة والمدرسة والنظام الصحي. فتسوس الأسنان غالباً ما يكون مرضاً صامتاً، لا يُظهر أعراضاً واضحة في بداياته، وغياب الألم لا يعني بالضرورة غياب المرض، مما يحتم على أولياء الأمور الالتزام الكامل بخطة العلاج لضمان صحة فموية أفضل لأطفالهم.