مريم عبدالله المهندي، الرئيس التنفيذي لجائزة التميز العلمي
❖ الدوحة – قنا
كشفت السيدة مريم عبدالله المهندي الرئيس التنفيذي لجائزة التميز العلمي، اليوم، عن انتهاء كافة الاستعدادات لحفل جائزة التميز العلمي الذي يعد بمثابة مناسبة علمية رفيعة المستوى تحظى بالرعاية الكريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، معتبرة الجائزة تتويجا لجهود المتميزين الذين اجتهدوا وثابروا لتحقيق هذا الإنجاز، ونقطة انطلاق لرحلة تميز مستمرة.
وقالت المهندي، في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية “قنا”، “إن الدورة الثامنة عشرة من جائزة التميز العلمي هي محطة جديدة وهامة تضاف لمسيرة جائزة التميز العلمي”، موضحة أن لحظة التتويج المنتظرة يوم الأحد المقبل تحظى بطابع خاص ليس فقط للفائزين بل لكل من أسهم في تحقيق هذا التميز من أفراد ومؤسسات ومدارس وجامعات.
ولفتت إلى أنه لم يكن هدف الجائزة منذ انطلاقها في عام 2006 مجرد تكريم الفائزين، بل بناء جيل من الكوادر المتميزة القادرة على المساهمة بفاعلية في مسيرة التنمية، مضيفة أن فوز أكثر من 1000 مشارك بالجائزة على مدار الدورات يمثل ثروة وطنية حقيقية تتجسد اليوم في تقلد العديد منهم مناصب قيادية في مختلف القطاعات، مما يثبت أن التميز الذي حققوه لم يكن مجرد لقب بل إنجازا مترجما إلى أثر حقيقي.
وأبرزت أن الجائزة أصبحت اليوم منصة لصقل الكفاءات وتعزيز الطموح، مؤكدة أن القائمين على الجائزة ينظرون إلى التميز على أنه رحلة مستدامة لا تنتهي بانتهاء التكريم، ومشددة على أهمية الاستثمار في هذا التميز بشكل أكبر من خلال تعزيز دور الفائزين في دعم الأجيال القادمة لتحقيق التميز تجسيدا لشعار الجائزة: “بالتميز نبني الأجيال”، والمساهمة في رسم ملامح المستقبل، بما يعزز مكانة قطر كمركز للإبداع والابتكار العلمي.
وعن الطموحات القائمة على هذه الدورة، أشارت الرئيس التنفيذي لجائزة التميز العلمي إلى أن التطلعات في هذه الدورة تكمن في استقبال فوج جديد من المتميزين الذين لا يكتفون بتحقيق الإنجاز الأكاديمي فحسب، بل يدركون مسؤوليتهم الوطنية والمجتمعية في توظيف تميزهم لإحداث أثر ملموس في مختلف الأصعدة.
وبينت أن هذه الدورة تمثل صفحة جديدة تضاف إلى سجل إنجازات الجائزة وإرثها الذي امتد لأكثر من 18 سنة متوجا أكثر من ألف متميز ومتميزة، وهذه العوامل بمثابة تأكيد واضح على التزام دولة قطر بالاستثمار في رأس المال البشري الوطني.
وفي سياق ذي صلة، شددت السيدة مريم عبدالله المهندي على أهمية مواصلة هذا الفوج رحلته في التميز ليس فقط بتحقيق الجائزة بل بترك بصمات واضحة تسهم في تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، خاصة أنه لطالما يظل التميز المستدام والفاعل هو الغاية التي يسعى إليها الجميع من خلال هذه الجائزة.
كما أكدت أن رعاية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لهذه الجائزة ما هي إلا رسالة واضحة لهؤلاء المتميزين بأن الوطن بحاجة إلى عقولهم وسواعدهم في بناء نهضته وازدهار مستقبله، مبينة أن القيمة المعنوية الكبيرة لجائزة التميز العلمي تتمثل في هذه الرعاية الكريمة والتي ليست مجرد تشريف للفائزين، بل هي تقدير لكل منتسبي القطاع التعليمي في دولة قطر، ودليل على الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة لمسيرة العلم والتميز.
وفي سياق آخر، تحدثت الرئيس التنفيذي لجائزة التميز العلمي، عن زيادة أعداد الفائزين بهذه الدورة مقارنة بالدورة الماضية، معتبرة أن تنامي عدد المشاركين والفائزين في جائزة التميز العلمي هو انعكاس طبيعي لأحد أهدافها الرئيسية، وإسهام حقيقي في تعزيز ثقافة الإبداع والتميز في المجتمع القطري، فكلما ازداد عدد المتميزين، ارتفع الأثر الإيجابي الذي نطمح إليه في مختلف المجالات الأكاديمية والبحثية والمهنية.
وأوضحت السيدة مريم عبدالله المهندي الرئيس التنفيذي لجائزة التميز العلمي أن التميز ليس حكرا على فئة دون أخرى بل هو متاح لكل من يسعى إليه وجميع الفرص والموارد متاحة لمن يحسن استثمارها في دولة تتمتع بنظام تعليمي متميز يوفر الكثير من الفرص التعليمية والبحثية النوعية، آملة استقبال المزيد من المشاركات واستمرارية الجائزة في استقطاب نخبة العقول الطموحة، بما يعزز دورها كمحفز للإنجاز والابتكار في دولة قطر.
وبخصوص الجهود المستمرة لتعزيز الوعي بجائزة التميز العلمي، لفتت السيدة مريم عبدالله المهندي إلى أن اللجنة التنفيذية للجائزة أعلنت عن إطلاق ثلاثة أجنحة ترويجية في كل من “كتارا، الويست ووك، ومول بلاس فاندوم”، وذلك على مدى ثلاثة أيام من 20 إلى 22 فبراير الجاري، منوهة إلى أن هذه الأجنحة تهدف إلى التعريف بالجائزة وتسليط الضوء على أهميتها وتحفيز الطلبة والمدارس على المشاركة فيها، كما توفر تجربة تفاعلية للزوار تتيح لهم التعرف على قصص نجاح الفائزين السابقين وأثر الجائزة في دعم التميز العلمي والبحثي في دولة قطر.
وأضافت في هذا الصدد أن هذه الأجنحة تأتي في إطار جهود الجائزة لنشر ثقافة التميز والابتكار في المجتمع القطري كون جائزة التميز العلمي ليست مجرد تكريم بل هي حافز مستدام لتأهيل قادة المستقبل وتعزيز روح الإبداع والتفوق في مختلف المجالات، لافتة إلى أن تفعيل هذه الأجنحة سيعتمد بشكل أساسي على جهود تطوعية من منتسبي لجان الجائزة من منظمين ومحكمين، بالإضافة المتطوعين من الطلبة والفائزين السابقين والحاليين والمهتمين بالترشح لها فهم أفضل سفراء للجائزة، وقدوة ملهمة لزملائهم، وأقدر الأشخاص على إيصال رسالة الجائزة، وتحفيز غيرهم على السعي نحو التميز العلمي وتحقيق إنجازات مماثلة.
وعن آلية اختيار لجان التحكيم ودورها في تقييم طلبات المتقدمين للجائزة، ذكرت الرئيس التنفيذي لجائزة التميز العلمي أن اختيار لجان التحكيم المشرفة على استقبال الطلبات وتقييمها جاء بعناية وفق معايير تضمن الشفافية والدقة في عملية التقييم، مشيرة إلى أن مجلس أمناء الجائزة يتولى اعتماد أعضاء اللجان من نخبة الخبراء التربويين في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والجامعات والمؤسسات التربوية والبحثية في دولة قطر، حيث يراعى في اختيارهم الخبرة والكفاءة والسمات المهنية التي تؤهلهم لإجراء تقييم شامل وعادل للمتقدمين.
كما كشفت أن الجائزة تضم 9 لجان تحكيم متخصصة يعمل فيها قرابة 45 عضوا يكرسون جهودهم لضمان أن عملية التقييم تعكس معايير التميز العلمي والابتكار، مشيرة إلى أنه على الرغم من أنهم غير متفرغين، إلا أن أهمية الجائزة ومكانتها الرفيعة تمثل الحافز والدافع لهم لبذل الجهد وإنجاز مهامهم بكل مهنية واحترافية.
وأضافت أن اللجان التحكيمية تسهم بدور محوري في إنجاح أعمال الجائزة؛ لأن دورهم لا يقتصر على التقييم فحسب، بل في المساهمة الفاعلة بترسيخ ثقافة التميز ودعم المبدعين، قائلة “إن مسألة الانتساب إلى منظومة التحكيم أصبحت محل تقدير في ضوء المكانة التي وصلت إليها الجائزة، إذ يتطلع الكثيرون من الخبراء والتربويين إلى أن يكونوا جزءا من هذه المسيرة التي تسهم في بناء جيل متميز علميا وعمليا، قادر على خدمة الوطن والمجتمع”.
وعن دور الجائزة في تعزيز روح الابتكار ومواكبة التطورات الرقمية، أشارت السيدة مريم عبدالله المهندي إلى أن الجائزة أسهمت في تعزيز روح الابتكار لدى الطلبة والباحثين والمؤسسات التعليمية من خلال معاييرها التي تشجع المترشحين على تبني منهجيات البحث والتفكير الإبداعي والمساهمات المجتمعية.
وأوضحت الرئيس التنفيذي لجائزة التميز العلمي، خلال حوارها مع “قنا”، أنه مع مضي كل دورة تصبح الجائزة أكثر من مجرد تكريم بل حافزا حقيقيا يدفع المتقدمين إلى تطوير أفكار جديدة، واستكشاف آفاق غير تقليدية في مجالاتهم العلمية والأكاديمية والبحثية والمجتمعية، مشددة على أنه في ظل عصر الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي، بات الابتكار عنصرا أساسيا في تحقيق التميز، وهو ما تعكسه الجائزة من خلال تكريم المشاريع البحثية والمبادرات التعليمية التي توظف أحدث التقنيات والحلول الذكية.
وأضافت السيدة مريم عبدالله المهندي أن المشاركة في الجائزة تفتح أمام المترشحين فرصا لاكتساب مهارات جديدة، وتعزز لديهم ثقافة الإبداع والاستدامة في التفكير، مما يمكنهم من المساهمة بفعالية في تحقيق رؤية قطر المتمثلة في بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.
وعن المشاركين الذين لم يحالفهم الحظ، أعربت الرئيس التنفيذي لجائزة التميز العلمي عن تقديرها لجهود جميع المشاركين على مشاركتهم القيمة في الجائزة، فمجرد خوض هذه التجربة هو دلالة على الطموح وخطوة مهمة نحو التميز وعدم الفوز بالجائزة لا يعني عدم الاستحقاق، بل هو فرصة للتطوير والتحسين، داعية المشاركين الذين لم يحالفهم الحظ في الجائزة إلى طلب التغذية الراجعة والاستفادة منها، والاستمرار في السعي نحو التميز، فهناك العديد من المتميزين الذين لم يحالفهم الحظ في محاولاتهم الأولى، لكنهم ثابروا وطوروا أنفسهم حتى حققوا الفوز في دورات لاحقة.
وتابعت قولها “إن كثيرا من قصص النجاح العظيمة بدأت بمحاولات لم تكلل بالنجاح في البداية، لكنها تحولت إلى إنجازات ملهمة بفضل الإصرار والتطوير المستمر، وهناك بعض الفئات تتيح فرصة التقديم مجددا في الدورات القادمة، ونفخر بقصص المتميزين الذين نالوا شرف الفوز بالجائزة بعد أكثر من محاولة. التميز رحلة مستمرة، وبالسعي والمثابرة تتحقق الأهداف”.
وحول الخطط المستقبلية للدورة المقبلة من الجائزة، أكدت المهندي أن العمل جار على تقديم مشروع استراتيجي لتطوير الجائزة، بما يليق بما حققته من إرث يمتد لما يقارب عقدين، وبما يعكس طموحاتها المستقبلية، لافتة إلى أن هذا المشروع يهدف إلى تطوير كافة عناصر الجائزة، بدءا من الهوية البصرية، مرورا بالفئات المستهدفة، وانتهاء بمعايير التقييم، لضمان استمرار الجائزة في تحفيز التميز والابتكار.
وبينت أنه قد تم الاستعانة بالخبرات المتخصصة، تحت إشراف مباشر من مجلس الأمناء ولجنة تطوير الجائزة، لضمان تقديم رؤية متجددة وراسخة تعزز مكانة الجائزة كمنظومة متكاملة للتميز في دولة قطر، حيث سيتم الإعلان عن مستجدات هذا المشروع وحيثياته بعد استكمال العمل عليه قريبا، بما يضمن أن تبقى الجائزة في طليعة المبادرات الداعمة للتميز العلمي والإبداعي في دولة قطر.
ومن جانب آخر، ثمنت الرئيس التنفيذي لجائزة التميز العلمي الدور المحوري الذي تلعبه الأسرة القطرية التي أصبحت حاضنة للتميز، والكثير من الأسر القطرية قدمت للجائزة أكثر من متميز ومتميزة عبر الدورات، حيث أصبحت الجائزة ثقافة مجتمعية تعكس الطموح والسعي نحو الريادة.
وتقدمت بأسمى التهاني للفائزين ولأسرهم وذويهم، وللمدارس والمؤسسات التي رعت تميزهم وأسهمت في وصولهم إلى هذا الإنجاز، مشيدة بجهود المؤسسات التعليمية والأسر في رعاية ودعم التميز والمتميزين، لأن تحقيق النجاح ليس عملا فرديا، بل هو ثمرة لجهود مشتركة.
وأوضحت السيدة مريم عبدالله المهندي الرئيس التنفيذي لجائزة التميز العلمي، في ختام حوارها مع وكالة الأنباء القطرية “قنا”، أنه على الرغم من أن عدد الفائزين الفعلي في هذه الدورة هو 79 فائزا، فإن من أسهم في تحقيق هذا التميز هم عشرات الأشخاص من معلمين ومدارس ومشرفين وأسر ومؤسسات ما يرفد التميز في المجتمع القطري ويجعله عنصرا أساسيا لمسيرة التنمية والريادة.