استخدم فريق من الباحثين في جامعة توهوكو اليابانية تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير طريقة اختبار جديدة قابلة للحمل إلى أي مكان لتشخيص الجلوكوما.
وحسب نتائج دراستهم المنشورة في دورية «إن بي جيه ديجيتال ميديسين»، أظهر تقييم اختبار AI-GS على مجموعة بيانات مكونة من 8 آلاف صورة لقاع العين، حساسية مذهلة بنسبة تخطت 93 في المائة، وهو مستوى مماثل لأطباء العيون الخبراء.
ووفق بيان صحافي نشر على موقع الجامعة، الاثنين، يمكنك أن تتخيل أنك تدخل إلى سوبر ماركت أو محطة قطار أو أحد مراكز التسوق وتخضع لفحص عينيك بحثاً عن الجلوكوما في غضون ثوانٍ معدودة، دون الحاجة إلى حجز موعد مع الطبيب، إذ يمكن حمل أداة الاختبار الجديدة إلى أي مكان.
والجلوكوما هي السبب الرئيسي للعمى غير القابل للإصلاح في جميع أنحاء العالم. ويعد الاكتشاف المبكر أمراً بالغ الأهمية، حيث يتقدم المرض بصمت، مما يؤدي ببطء إلى تضييق مجال الرؤية الطرفية.
وغالباً ما لا يلاحظ المرضى هذا الفقدان للرؤية في البداية، مما يعني أنه يمكن أن يحدث ضرر واسع النطاق وغير قابل للإصلاح قبل أن يفكر المريض حتى في حجز موعد مع الطبيب. ونتيجة لذلك، تظل العديد من الحالات دون تشخيص بسبب التوافر المحدود لأطباء العيون والتحديات المتمثلة في إجراء فحوصات جماعية، وخصوصاً في المناطق ذات الموارد المحدودة.
إلى ذلك، قال البروفيسور تورو ناكازاوا من جامعة توهوكو: «لهذا السبب قمنا بتطوير طريقة اختبار جديدة وسريعة وقابلة للحمل إلى أي مكان. فهي تحلل مؤشرات رئيسية متعددة للجلوكوما، وتدمج النتائج، وتحدد وجود المرض بدقة غير مسبوقة».
وأضاف في بيان صادر الاثنين: «على عكس نماذج الذكاء الاصطناعي التقليدية، يتفوق هذا النظام في اكتشاف الجلوكوما في مرحلة مبكرة، حتى في الحالات التي تكون فيها تشوهات قاع العين خفية ويصعب التعرف عليها».
ويعد التحدي الرئيسي في الرعاية الصحية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي هو افتقارها إلى القدرة على التفسير، ما يسمى بمشكلة «الصندوق الأسود» حيث لا يكون من الواضح ما هي الخطوات التي اتخذها الذكاء الاصطناعي للوصول إلى نتيجة.
ووفق النتائج يحل AI-GS هذه المشكلة من خلال توفير قيم عددية لكل علامة تشخيصية، مما يسمح لأطباء العيون بفهم عملية اتخاذ القرار والتحقق منها. وتعمل مستويات الشفافية الموجودة في الأداة الجديدة على تعزيز الثقة وتسهيل التكامل السلس في الممارسة السريرية.
وكان الحجم جانباً مهماً آخر لجعل التنفيذ العملي بسيطاً قدر الإمكان. لذا صممت AI-GS بحيث تصبح سهلة النقل وأن تكون عالية الكفاءة، حيث تتطلب الحد الأدنى من القوة الحسابية وتوفر نتائج التشخيص في أقل من ثانية.
يقول الدكتور بارماناند شارما، الأستاذ المساعد في جامعة توهوكو: «يجلب AI-GS فحص الجلوكوما على مستوى الخبراء المتخصصين إلى جيبك، ويمكنه أن يكمل التقييمات الطبية المتخصصة».
وأوضح: «يمكن تشغيله على جهاز محمول واستخدامه في جميع أنواع الأماكن العامة بسبب قابليته للنقل. يمكنك إجراء الفحوصات في محطات القطار أو حتى المناطق النائية التي يكون الوصول إلى أطباء العيون فيها محدوداً».
بفضل دقتها العالية وإمكانية تفسيرها بالذكاء الاصطناعي وتصميمها خفيف الوزن، تمثل AI-GS تقدماً كبيراً في طب العيون المدعوم بالذكاء الاصطناعي، حيث تعمل على إخراج فحص الجلوكوما من المستشفيات إلى الحياة اليومية.
ووفق الباحثين يمكن أن يؤدي التنفيذ واسع النطاق لهذا النظام إلى إحداث ثورة في رعاية الجلوكوما، مما يضمن عدم ترك أي مريض دون تشخيص بسبب عدم القدرة على الوصول إلى المتخصصين.
وهو ما علق عليه البروفيسور ناكازاوا بقوله: «تسد تقنيات الذكاء الاصطناعي فجوة حرجة في اكتشاف الجلوكوما من خلال جعل التشخيص على مستوى المتخصصين متاحاً للمجتمعات المحرومة»، مشدداً على أنه: «من خلال تمكين الاكتشاف المبكر على نطاق واسع، لدينا القدرة على منع العمى لملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم».
“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}
