الدوحة – موقع الشرق

من رام الله إلى بيروت، مروراً بالدوحة وبغداد والقاهرة ومدن أخرى، أيقظ هجوم حركة حماس على إسرائيل تضامناً عربياً شعبياً: حلقات رقص وتوزيع حلوى، هتافات مؤيدة في الملاعب، بينما وسم “طوفان الأقصى” يجتاح الانترنت.

منذ اللحظات الأولى لعملية حماس المباغتة وغير المسبوقة لناحية الحجم والأسلوب في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات مؤيدة ومهلّلة للهجوم الذي تزامن مع الذكرى الخمسين لحرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

في أحياء عدة في بيروت وفي ضاحيتها الجنوبية، سارع السكان السبت إلى توزيع الحلويات ابتهاجاً. وتكرّر المشهد في بغداد والدوحة ومدن عدة في الضفة الغربية حيث انطلقت تظاهرات مؤيدة حمل فيها المشاركون رايات حركة حماس الخضراء، من دون أن تتدخل الشرطة التابعة للسلطة الفلسطينية كالعادة لإنزالها.

وقال بائع القهوة فرح السعدي (52 عاماً) في رام الله لوكالة فرانس برس، “أنا فخور بما جرى في غزة، لأنني طوال عمري أرى إسرائيل وهي تقتل فينا وتصادر أراضينا وتعتقل أبناءنا”.

ويضيف الرجل الذي له ابن معتقل لدى إسرائيل، “فرحت بما قامت به حماس، لكنني أتخوّف مما ترتكبه اسرائيل من جرائم في غزة”.

ويقول منسّق القوى الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية عصام أبو بكر “لا أعتقد أن هناك فلسطينياً واحداً لا يؤيد ما جرى”، مذكرا بأن “إسرائيل أدارت ظهرها لكل عمليات التفاوض السياسي”.

وتصدّرت وسوم #طوفان_الأقصى، و#فلسطين، و#غزة_تحت_القصف، و#فلسطين_قضيتي منصة أكس في قطر وغالبية الدول العربية، وبدا لافتاً التضامن الإعلامي الواسع مع الفلسطينيين وفتح الهواء لمحللين وضيوف تحدثوا عن الحجم غير المسبوق للهجوم ودلالاته في هذا التوقيت.

في الدوحة خرجت مسيرة سيارات مساء الأحد وأُضيئت مبانٍ وساحات بالعلم الفلسطيني، واشتعلت منصات التواصل في قطر دعما للمقاومة بمنشورات كثيفة، وفي الكويت، أطلقت وزارة الشؤون الاجتماعية حملة تبرعات للفلسطينيين. ونظمت رابطة “شباب لأجل القدس” الكويتية، وهي جمعية كويتية، تجمعين شارك فيهما العشرات، وقال المتحدث باسم الرابطة عبد العزيز الدمخي لفرانس برس “في الكويت، نؤمن أن البوصلة التي لا تتجه نحو فلسطين مشبوهة”.

في تونس، أعلنت أحزاب ومنظمات عدة الإثنين تشكيل “اللجنة الوطنية لدعم المقاومة في فلسطين”. ودعت الى المشاركة الواسعة في مسيرة تنظمها الخميس “نصرة للمقاومة الفلسطينية”. وبينما رفع الطلاب التونسيون في المدارس صباح الاثنين العلم الفلسطيني الى جانب علم بلدهم، وأدوا التحية له، بناء على دعوة من وزارة التربية، أضاءت ألوان العلم الفلسطيني برج مدينة الثقافة في العاصمة ليل الإثنين. 

وبينما أقيمت وقفة تضامنية رمزية أمام الجامعة الأميركية في القاهرة، أشاد المتظاهرين بـ”مقاومة من شعب أرضه راحت عليه”، معتبرين أن ما جرى ضرب “نظرية الأمن الإسرائيلية”.

 

شاركها.
Exit mobile version