يواجه السودانيون الذين فضلوا البقاء ومواجهة خطر الحرب، خطراً من نوع آخر يداهمهم سنوياً في فصل الخريف حين تكثر الأمطار ويفيض نهر النيل وتنتشر السيول الجارفة الخطيرة. وليس جديداً أن يواجه السكان تحديات هذا الموسم كل عام؛ حيث يموت العشرات وتتداعى مئات المنازل وتتحول بعض الشوارع إلى بحيرات، لكن الجديد هذا العام أن السودانيين يواجهون خطر الخريف والحرب معاً.

وقال مدير شرطة الدفاع المدني، الفريق عثمان عطا لـ«الشرق الأوسط»، إن قراءات المناخ الصادرة عن هيئة الأرصاد الجوية ووزارة الري تشير إلى أن خريف هذا العام والفيضان سيكونان فوق المعدل المعتاد، بينما حالت المعارك العنيفة في العاصمة الخرطوم دون إجراء الاحتياطات المعتادة، مثل تعلية الحواجز الحامية للمواقع والمنشآت المهمة الواقعة على ضفتي نهر النيل، وأيضاً نظافة المجاري التي تسحب مياه الفيضان بعيداً عن المساكن.

ويهدد الفيضان المنطقة الممتدة من شرق النيل إلى الأحياء القريبة من مقر القيادة العامة للجيش والقصر الرئاسي والوزارات المطلة على النيل الأزرق، وهي المناطق نفسها التي تشهد اشتباكات عنيفة ومتواصلة منذ بدء الحرب في منتصف أبريل (نيسان).

واحتدمت المواجهات بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، أمس، عشية دخول الحرب شهرها الخامس، بينما تظل مساعي الحل السياسي متعطلة، ما جعل كثيرين يحذرون من خطر استطالة الحرب في غياب إحداث أي اختراق في محادثات وقف إطلاق النار والأعمال العدائية. ووفقاً لشهود شهدت مناطق متفرقة من مدن العاصمة الثلاث، الخرطوم وبحري وأمدرمان، أمس، اشتباكات بالمدفعية والأسلحة الثقيلة والقصف الجوي.

اقرأ أيضاً

الخريف والحرب يحاصران السودانيين

شاركها.
Exit mobile version