قال الدكتور ماجد بن محمد التويجري المشرف على أعمال مركز الذكاء الاصطناعي في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” أن العالم يعيش حاليًا لحظة ترقب كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤثر إيجابًا أم سلباً على الأعمال ومختلف مجريات حياتنا اليومية، لكن الأبحاث العلمية أكدت أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيسهم في تحسين أداء المهام وزيادة القدرات البشرية وايجاد فرص حديثة للنمو شريطة ان تقوم الشركات والحكومات بوضع الاستراتيجيات الخاصة بذلك مراعية تطبيق معايير اخلاقيات الذكاء الاصطناعي للحد من المخاطر والتحديات.

وذكر الدكتور ماجد التويجري في حديث لـ”الشرق الأوسط” أن الذكاء الاصطناعي التوليدي من التقنيات العصرية التي تمثل نقطة تحول مهمة وعلامة فارقة في مستقبل التقنيات المتقدمة ومسيرة الذكاء الاصطناعي في السعودية ودول العالم عطفًا على إمكانياته في تمّكن الآلة من فهم اللغة وسياقها، وقدرته على إنتاج محتوى مبدع بشكل مستقل بعد تدريبها على كميات ضخمة من البيانات.

وأضاف التويجري أن العديد من الدراسات كشفت عن إدراك المسؤولين التنفيذين للأهمية البالغة للذكاء الاصطناعي التوليدي، وبينت إحدى هذه الدراسات أن 98 في المائة من المديرين التنفيذيين العالميين يوافقون على أن نماذج الذكاء الاصطناعي ستلعب دوراً مهماً في استراتيجيات مؤسساتهم في السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، مفيدًا أن سدايا حرصت على إقامة ملتقى الذكاء الاصطناعي التوليدي من أجل تبادل الأفكار والخبرات بين المختصين حول أحدث المبادرات والتقنيات في هذا المجال وتطبيقاته المختلفة والتحديات التي تكتنفه ورفع مستوى الوعي حول تطبيقات هذه التقنيات وفتح آفاق جديدة للتعاون والتطوير، وهي خطوة مهمة في سلسلة من الخطوات التي تعتزم سدايا القيام بها في المستقبل القريب.

ولفت الدكتور ماجد التويجري النظر إلى أن النجاحات التي تحققها سدايا في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي منذ إنشائها عام 2019م حتى الآن وذلك بدعم ومتابعة من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي لتعزيز مكانة السعودية في ذلك المجال، والإسهام بشكل محوري في تحقيق رؤية السعودية2030.وذكر أن ملتقى الذكاء الاصطناعي التوليدي يعكس التزام السعودية ممثلة في سدايا بتطوير مجال الذكاء الاصطناعي وتعزيز الابتكار والنمو المستدام لهذه الصناعة الحيوية، وبما يتماشى مع المعايير الأخلاقية التي تحفظ الخصوصية والشفافية وعدم التحيز وغيرها من المبادئ العالمية المشتركة بين الأمم.

وحول مركز الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي دشنته سدايا بالتعاون مع الشركة التقنية العالمية ” NVIDIA إنفيديا”، ذكر الدكتور ماجد التويجري إنه واحدًا من المراكز المتخصصة في الذكاء الاصطناعي الرامي إلى تحقيق الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وتعزيز مكانة المملكة في هذا المجال التقني الحديث وتعزيز القدرات المعرفية المترتبة عليه.وبين أن المركز ثمرة الشراكة البينية بين سدايا وشركة NVIDIA في إطار مذكرة التفاهم التي وقعها الجانبان في فبراير الماضي، وهي خطوة مهمة نحو صقل مهارات الكفاءات السعودية في أكاديمية الذكاء الاصطناعي من خلال برامج ودورات تدريبية متخصصة تمنح شهادات احترافية لمهندسي الذكاء الاصطناعي وعلماء البيانات والباحثين في المملكة في مجالات عدة منها الحوسبة المعجلة والتعلم العميق ومعالجة اللغة الطبيعية ورؤية الحاسب الآلي، وتوليد الصور، ونماذج اللغة الكبيرة لتقدم للمنتسبين للأكاديمية باللغتين الإنجليزية والعربية.

وأشار التويجري أن هذه الشراكة محفز كبير للتدريب والبحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي ومنصة نوعية لمبادرات الذكاء الاصطناعي على المستوى المحلي والعربي والإقليمي منها مبادرة تدريب 4k، كما ستعزز تطوير النماذج اللغوية العصبية والرؤية الحاسوبية وتعلم الآلة، وتمكين سدايا من الاستفادة من معهد إنفيديا لتعلم الآلة العميق والعمل المشترك لتطوير المعهد والاستفادة من تقنيات ومنصات إنفيديا الحالية والمستقبلية.وأشار التويجري أن هذا التعاون سيُمكن “سدايا” ومختلف القطاعات في السعودية العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي عبر الحوسبة عالية الأداء من تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في عدة مجالات؛ مثل الطاقة والصحة والتعليم والبيئة وغيرها، وتطمح سدايا من خلال هذا التعاون إلى تعزيز تسارعها في وضع السعودية ضمن الدول المتفوقة في مجال الذكاء الاصطناعي تحقيقاً لأهداف رؤية السعودية 2030 بأن تصبح السعودية مركزاً تقنياً عالمياً.

شاركها.
Exit mobile version