تعمل الإدارة الذاتية الكردية على إفراغ مخيمات تشرف عليها في شمال شرقب سوريا من آلاف العائلات السورية والعراقية، بينهم أفراد من عائلات مقاتلي تنظيم «داعش».
وقال الرئيس المشترك لمكتب شؤون النازحين واللاجئين، شيخموس أحمد، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «تعمل الإدارة الذاتية لإفراغ المخيمات عام 2025، بالتنسيق مع الأمم المتحدة»، لافتاً إلى اجتماع يُعقد بهذا الصدد «في الأيام القليلة المقبلة».
ومنذ مطلع العام وإثر إطاحة نظام الرئيس بشار الأسد، أوعزت الإدارة الذاتية الكردية بتسهيل أمور الراغبين من نازحين سوريين ولاجئين عراقيين بمغادرة مخيم الهول، أكبر المخيمات التي تديرها في شمال شرقي سوريا، وبقية المخيمات، في العودة إلى مناطقهم.
ويؤوي مخيم الهول أكثر من أربعين ألف شخص من عشرات الدول، ممن يعيشون ظروفاً إنسانية صعبة. وكان المخيم يضم عام 2024 أكثر من عشرين ألف عراقي و16 ألف سوري.
وبحسب مسؤول أمني عراقي، غادر 12 ألف عراقي المخيم منذ عام 2021، بينما لا يزال 17 ألفاً آخرين فيه.
وتخرج إدارة المخيم على دفعات عشرات العائلات العراقية منه، بينما يتم درس آلية لإخراج السوريين في الفترة المقبلة، وفق أحمد الذي أشار في الوقت ذاته إلى تسهيل مغادرة نازحين سوريين من مخيمين آخرين، هما العريشة والمحمودلي. وتنسّق الإدارة الذاتية مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومع المنظمات العاملة في المنطقة، بينها «بلومونت» المنظمة الأميركية المسؤولة عن إدارة مخيمي الهول وروج.
وغادر الأحد قرابة 600 لاجئ عراقي من مخيم الهول، بينما يستعد 300 نازح سوري لمغادرة مخيم العريشة، الثلاثاء، وفق الإدارة الذاتية.
ونفى أحمد أن يكون تجميد واشنطن المساعدات الأجنبية السبب في السماح للسوريين والعراقيين بالعودة إلى مناطقهم، موضحاً أن منظمات دولية وأخرى محلية «ما زالت فعالة في تقديم الدعم، بينما تواصل الإدارة الذاتية تقديم الخدمات للمخيمات».
وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، قد حذّرت، الجمعة، من أن تجميد واشنطن المساعدات الأجنبية يساهم في تفاقم «الظروف المهددة للحياة» في مخيمَي الهول وروج اللذين يضمان الآلاف من أفراد عائلات مقاتلي التنظيم الأجانب.
وتطالب الإدارة الذاتية، منذ إعلان القضاء على التنظيم في 2019، الدول المعنية باستعادة رعاياها. ورغم نداءات متكررة وتحذير منظمات دولية من أوضاع «كارثية» في المخيمين، تصرّ غالبية الدول على عدم استعادة مواطنيها.
وشددت الباحثة لدى «هيومن رايتس ووتش»، هبة زيادين، على أنه «ينبغي ألا يُترك المحتجزون بشكل غير قانوني في مخيمَي الهول وروج عالقين إلى الأبد»، داعية إلى «إدراج وضعهم المزري في المناقشات حول مستقبل سوريا».
وتجري «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، الذراع العسكرية للإدارة الذاتية التي تسيطر على مساحات واسعة في شمال شرقي سوريا، مفاوضات مع السلطات الانتقالية في دمشق التي أعلنت حل كل الفصائل المقاتلة وأكدت رفضها أي تقسيم فيدرالي للبلاد، بعدما أنشأ الأكراد إدارة ذاتية لمناطقهم منذ سنوات.
“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}