مجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار

الدوحة – قنا

 أكد المهندس عمر الأنصاري الأمين العام لمجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار، مكانة الابتكار والتطوير التكنولوجي كمحور أساسي في استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة للدولة (2024 – 2030) لتحقيق الازدهار الاقتصادي المنشود، مشددا على التزام المجلس بالابتكار المسؤول الذي يجعل من العالم مكانا أفضل.

وقال المهندس الأنصاري، في كلمة له خلال جلسة عامة ضمن أعمال اليوم الثالث والأخير لمنتدى قطر الاقتصادي في نسخته الرابعة، “إن استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة لدولة قطر ترتكز على إطلاق العنان لإمكانات الاقتصاد القائم على رأس المال البشري الذي يستفيد من البحث والتطوير والتكنولوجيا والابتكار والذكاء الاصطناعي”، لافتا إلى أنه تم تكليف مجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار بمهمة نبيلة تتمثل في تسخير التقدم التكنولوجي العالمي ودعم الابتكار المحلي لتعزيز مرونة قطر وازدهارها الاقتصادي.

وأشار إلى الأهداف التي تسعى الاستراتيجية لتحقيقها والوصول إلى نموذج اقتصادي مستدام ومنها مضاعفة إجمالي الإنفاق على البحث والتطوير إلى 1.6 في المئة كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي، يساهم القطاع الخاص بنسبة 60 في المئة منه، وأن تصبح دولة قطر ضمن أفضل 30 دولة في مؤشر الابتكار العالمي، مضيفا “بينما نعمل على تحقيق هذه الأهداف، سنسعى جاهدين إلى تركيز أنشطتنا الوطنية في مجال الابتكار على العلوم والتكنولوجيا التي تنتج ابتكارات مسؤولة تعود بالنفع على البشرية جمعاء، ولا سيما المجتمعات التي لم تحصل على نصيبها العادل من الثمار الاقتصادية للابتكارات السابقة، أو عانوا من العواقب السلبية لتلك الابتكارات”.

كما شدد الأمين العام لمجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار على أن التزام المجلس بتحقيق تلك الأهداف يتجاوز مجرد الإنجازات التكنولوجية، ودعوته إلى الابتكار المسؤول، وتحقيق تقدم حقيقي شامل ومنصف يدعم الابتكار للجميع، وليس فقط للقلة، منوها إلى أن العلماء والتقنيين والمبتكرين في المجلس يدرسون بشكل استباقي التأثيرات الأوسع لعملهم على المجتمع والبيئة، ويفكرون في كيفية استخدام ابتكاراتهم، ومن سيتأثر وما هي العواقب المحتملة التي قد تنشأ.

وتطرق إلى دور الابتكارات التكنولوجية في تطوير المجتمعات وتحقيق إنجازات تسهم في تقدم البشرية في مختلف المجالات ومنها المجالات الطبية وكذلك التقدم في تكنولوجيات المعلومات والاتصالات التي نجحت في مد الجسور بين الثقافات، وتوفير فرص جديدة للتعلم، وتبادل المعرفة، والأعمال التجارية العالمية.

ونبه المهندس عمر الأنصاري إلى التحديات الخاصة بالتطور التكنولوجي السريع، حيث قال في هذا السياق “بينما نستمتع جميعا بالعيش في عالم أفضل بالتأكيد من العالم الذي عاش فيه أسلافنا، وذلك بفضل الابتكار التكنولوجي، فإن العديد من هذه الابتكارات نفسها أدت إلى نتائج سلبية”.

ولفت أيضا إلى التحديات الاقتصادية التي تواجه الشباب في العديد من بلدان العالم كما أثبتتها الدراسات والبحوث ذات الصلة، معتبرا أنه “على الرغم من التسارع المذهل المتوقع للابتكارات التكنولوجية في المستقبل، فإن الكثير من الناس في المجتمعات الغربية الذين يمكن القول إنهم المستفيدون الرئيسيون من هذه الابتكارات متشائمون للغاية بشأن المستقبل”.

وأبرز وجود عدم مساواة ووجود فجوة تكنولوجية بين دول الشمال والجنوب، متسائلا عن إمكانية إطلاق مبادرة عالمية تضمن لجميع الدول، وخاصة تلك الموجودة في الجنوب العالمي، الوصول إلى التكنولوجيات المتطورة، بالإضافة إلى القيام بدور محوري في تشكيل أجندة الابتكار، وبالتالي إضفاء الطابع الديمقراطي على فوائد التقدم التكنولوجي، داعيا الشركاء كافة من الوكالات الحكومية والشركات ورجال الأعمال ذوي التفكير المماثل للعمل معا لضمان استمرارية التوجه الذي ظل مستمرا منذ بداية الثورة الصناعية “وهو السعي إلى جعل العالم في حالة أفضل مما وجدناه عليه”.

شاركها.
Exit mobile version