أظهرت بيانات صادرة عن شبكة «كالاستون» لإدارة الصناديق أن المستثمرين البريطانيين اندفعوا نحو شراء الأسهم الأميركية في الأسابيع التي سبقت إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن حزمة من الرسوم الجمركية الأسبوع الماضي، وهي الخطوة التي تسببت في تراجع حاد في أسواق الأسهم.

ووفقاً لـ«كالاستون»، فقد استقطبت الأسهم الأميركية – المتمثلة بشكل رئيسي في صناديق تركز على السوق الأميركية – تدفقات نقدية صافية بلغت 1.8 مليار جنيه إسترليني (2.3 مليار دولار) من المستثمرين في المملكة المتحدة خلال شهر مارس (آذار)، لتسجل ثالث أفضل أداء شهري خلال البيانات التي تمتد لعشر سنوات. وقد جاء هذا الاندفاع في محاولة من المستثمرين لاقتناص الفرص عبر شراء الأسهم عند الانخفاض بعد بداية ضعيفة للعام في السوق الأميركية، وفق «رويترز».

كما ساعد التحول الموسمي المعتاد نحو الأسهم البريطانية في مارس – الذي يرتبط بالسعي للاستفادة من الإعفاءات الضريبية قبيل نهاية السنة المالية في بريطانيا في 5 أبريل (نيسان) – في تغذية موجة الشراء.

وقال إدوارد غلين، رئيس الأسواق العالمية في «كالاستون»: «الشهية القوية لأسهم الولايات المتحدة في مارس تتناقض مع التحولات الكبرى في الأسواق العالمية، حيث نلاحظ توجهاً قوياً للخروج من الأصول الأميركية نحو أسواق مثل أوروبا والمملكة المتحدة».

وكانت الأسهم الأميركية قد سجلت انخفاضاً منذ بداية العام قبل إعلان ترمب عن الرسوم الجمركية يوم الأربعاء الماضي، لكن تلك التراجعات تحولت إلى هبوط حاد في الأيام التالية مع اتجاه المستثمرين إلى تصفية مراكزهم في الأسهم.

وبات من الشائع أن تستقطب التراجعات في السوق اهتمام المستثمرين الأفراد الساعين لاقتناص الفرص عند الانخفاض. ووفقاً لـ«جيه بي مورغان»، ضخ المستثمرون الأفراد 4.7 مليار دولار في الأسهم يوم الخميس الماضي، وهو أعلى مستوى خلال العقد الأخير.

وذكرت «كالاستون» أن أحجام التداول – سواء في الشراء أو البيع – كانت أعلى بكثير من المعتاد في السوق الأميركية خلال مارس، مما يعكس حالة من الانقسام في الرؤى بين المستثمرين حيال مستقبل السوق الأميركية، التي كانت قد تفوقت على نظيراتها العالمية في السنوات الأخيرة.

ورغم سحب المستثمرين البريطانيين صافياً قدره 1.2 مليار جنيه إسترليني (1.53 مليار دولار) من الأسهم البريطانية، شهدت صناديق الأسهم إجمالاً صافي تدفقات إيجابياً بقيمة 1.4 مليار جنيه إسترليني خلال مارس، حسب بيانات «كالاستون».

وفي الشهر ذاته، سحب المستثمرون 700 مليون جنيه إسترليني (892.57 مليار دولار) من صناديق السندات، بينما جذبت صناديق الأسواق النقدية الآمنة تدفقات جديدة بلغت 513 مليون جنيه إسترليني (654.13 مليار دولار).

“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}

شاركها.
Exit mobile version