افتتاح مركز كتارا لآلة العود

الدوحة – قنا

افتتحت المؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/ مساء اليوم مركز كتارا لآلة العود في مبنى 6 بكتارا، وبحضور عدد من أصحاب السعادة السفراء المعتمدين لدى الدولة وعدد من المثقفين والمهتمين.

وأوضح الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/، أن مركز كتارا لآلة العود يعد أحدث المشاريع الثقافية التي تتبناها “كتارا” في سعيها الدائم نحو إيجاد منابر للفن والإبداع وجسور للتواصل بين الثقافات، مشيرا إلى مكانة آلة العود المميزة في الموسيقى العربية والشرقية، ومنزلتها الرفيعة لدى الكثير من المجتمعات والشعوب في العالم.

وقال إن التجربة الرائدة التي خاضتها كتارا من خلال إطلاقها في السنوات السابقة مهرجان كتارا لآلة العود الذي جمع أفضل عازفي وصانعي العود في العالم، ساهمت في تأسيس هذا المركز، الذي يهدف إلى المحافظة على التراث الموسيقي، ودعم هذه الآلة العريقة التي تمتد جذورها في الشرق، والحفاظ على تراثها الفني العريق، إلى جانب ما يؤديه المركز الذي يجمع كوكبة من أمهر العازفين والملحنين، ويستقطب عشاق الفن الأصيل، من دور حيوي في ربط الأجيال الجديدة بآلة العود، وتعزيز الحضور الموسيقي والفني والثقافي، وترسيخ الهوية الموسيقية، وذلك عبر فعاليات متميزة وبرنامج حافل يليق بتراث الموسيقى العربية، ويعيد لآلة العود مكانتها المتميزة من جديد، بكل ما تحمله من عمق وصدق وعشق لدى الشرق والغرب.

وأكد أن من أهداف كتارا تقديم الإضافة للمشهد الفني والثقافي المحلي والعربي، والإسهام في الارتقاء وتنمية الذائقة الجمالية والموسيقية، وأن يكون لكتارا الدور الفاعل في الحفاظ على إرث ثقافي عربي شرقي عالمي نعتز ونفخر به.

وفي تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ على هامش الافتتاح، قال الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، إن المركز سيكون متكاملا في تقديم ما يخدم آلة العود، والارتقاء بمهارات المبدعين عبر الورش الفنية، كما سيهتم بصناعة آلة العود، مشيرا إلى أن هذا المركز جاء تتويجا لجهود كتارا السابقة بعد تنظيم مهرجان كتارا الدولي لآلة العود لثلاث سنوات، قبل أن يتوقف بسبب جائحة كورونا (كوفيد – 19).

وأضاف أن المركز سيكون له دور كبير في حفظ التراث الموسيقي العربي، كما سيتم عقد اتفاقيات مع مؤسسات أكاديمية عالمية لتتم الاستفادة من الخبرات العالمية في هذا المركز.

ومن جانبه، قال الملحن محمد المرزوقي، المدير التنفيذي لمركز كتارا لآلة العود، في تصريح مماثل لـ /قنا/: إن مركز كتارا لآلة العود يضم متحفا يظهر تاريخ آلة العود وأنواعها النادرة، كما يسهم في الحفاظ على هذه الآلة التي تعتبر جزءا من الثقافة العربية، حيث يستضيف عازفين وفنانين من المنتمين للمركز، وهم من قطر وجنسيات أخرى، إلى جانب عازفين من مختلف أنحاء العالم ممن لهم بصمات في هذا المجال لتقديم أمسيات وورش فنية تعزز مهارات العازفين المشاركين في المركز، كاشفا أنه سوف تتم إقامة مهرجان كتارا للعود هذا العام خلال نوفمبر من العام الجاري باعتباره من أهم فعاليات المركز السنوية.

وأضاف أن المركز سوف يقدم دورات لتعليم العزف على آلة العود وورشا للصيانة والصناعة، وذلك بالتعاون مع جامعة إسطنبول، إلى جانب ورش للبحث في الآلات الموسيقية الجديدة، وصناعة وإحياء الآلات الموسيقية القديمة، فضلا عن دورات للمبتدئين والمتقدمين في العزف على آلة العود مع مدرسين مختصين، بالإضافة إلى وجود استديو لتسجيل المقطوعات والأعمال الموسيقية المتنوعة، وكذلك تدريب المحترفين على العزف في الاستديو.

وأكد المرزوقي اهتمام المركز بكل ما يتعلق بالتراث الموسيقي، خاصة التراث الموسيقي القطري، لافتا إلى المركز يعمل على استكمال الجهود السابقة في حفظ التراث الموسيقى القطري.

وكان حفل افتتاح مركز كتارا لآلة العود قد تضمن فقرة فنية قدمها عازفوا المركز، إلى جانب عرض فيلم تسجيلي حول أهداف المركز وأهم الفعاليات التي سوف يقدمها، كما تعرف جهور الحفل على أنواع آلة العود من خلال المعرض المصاحب، الذي ضم مجموعة متنوعة من آلة العود تعود إلى فترات زمنية مختلفة، وتنتمي إلى مدارس فنية مختلفة.

ويعتبر العود من أقدم الآلات الوترية إذ يعود تاريخه إلى العهد الأكادي 2350 قبل الميلاد، وحظي العود بمكانة كبيرة في الحضارة العربية الإسلامية، فكان يعتبر أهم آلاتهم الموسيقية، وقد بنى العديد من الفلاسفة العرب أمثال: الفارابي، والكندي، وابن سينا، وغيرهم نظرياتهم الموسيقية حول آلة العود.

وعلى مدى التاريخ تطورت صناعة العود واشتهرت بلدان معينة بهذه الصناعة، بل اشتهر أشخاص بعينهم، ما ترتب عليه تنوع في الألوان والأحجام وأنواع الخشب المختلفة، فنجد العود العراقي والتركي والمصري والدمشقي وهكذا.

شاركها.
Exit mobile version