– الشيخ جاسم بن جبر آل ثاني: استراتيجية التوسع العالمي تعزز مكانة القطاع الخاص القطري
– الاقتصاد القطري يتحوّل إلى قوة استثمارية رائدة
– مسيرة “اس كى العقارية” تعكس الطموح والاستدامة في التطوير العقاري
يشهد الاقتصاد القطري في السنوات الأخيرة نقلة نوعية غير مسبوقة جعلت منه نموذجًا عالميًا في التنويع والاستثمار الاستراتيجي. فقد استطاعت الدولة أن تتجاوز الاعتماد على الموارد الطبيعية، وتبني منظومة اقتصادية متكاملة تعتمد على التنويع، الابتكار، وتمكين القطاع الخاص ليكون شريكًا رئيسيًا في التنمية.
هذا الزخم فتح آفاقًا جديدة أمام الشركات الوطنية التي لم تعد تكتفي بدورها المحلي، بل باتت تتهيأ لحضور عالمي يليق بمكانة قطر المتنامية على الساحة الدولية. ومن بين هذه النماذج الوطنية الواعدة تبرز شركة “اس كى العقارية”، التي أسست نجاحها على الجودة والابتكار والاستدامة، لتصبح اليوم واحدة من أبرز الأسماء في قطاع التطوير العقاري بقطر.
منذ انطلاقتها، التزمت “اس كى” بتقديم مشاريع عمرانية متكاملة تجمع بين التصميم العصري، المرافق الحديثة، والقيمة الاستثمارية العالية. فقدمت مجمعات سكنية ذكية ووجهات تجارية متطورة، أثرت المشهد العمراني المحلي وعززت سمعة قطر في مجال التطوير العقاري. واليوم، ومع ما تمتلكه من سجل حافل بالإنجازات داخل الدولة، تستعد الشركة بخطوات مدروسة لنقل نموذجها الناجح إلى الخارج، مستهدفة أسواق دولية وذلك خلال السنوات المقبلة.
وفي إطار الإصدار الخاص “سفراء اقتصاد قطر بالخارج”، أجرت صحيفة “الشرق” هذا الحوار مع سعادة الشيخ جاسم بن جبر، الرئيس التنفيذي لشركة “اس كى العقارية”، الذي كشف فيه عن ملامح خطة الشركة للتوسع الخارجي، ودور الاقتصاد القطري القوي في تمكين هذا الطموح.
“الشيخ جاسم بن جبر آل ثاني.. قيادة استراتيجية ورؤية استثمارية”
يشغل الشيخ جاسم بن جبر آل ثاني منصب رئيس مجلس إدارة شركة اس كى العقارية، وهي شركة رائدة مقرها الدوحة، متخصصة في مجالات النمو والاستثمار وبناء الشراكات الاستراتيجية طويلة الأمد. وقد حصل الشيخ جاسم على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال العالمية من جامعة ويست أوف اسكتلندا، ما أتاح له الجمع بين المعرفة الأكاديمية الدولية والخبرة المحلية العميقة لدفع مسيرة النمو وتحقيق رؤية الشركة.
بصفته رئيسًا لمجلس الإدارة، يقود الشيخ جاسم التوجه الاستراتيجي للشركة ويشرف على مسارها التوسعي، مع الالتزام الراسخ بالقيم الأساسية في مختلف أنشطتها. كما يضطلع بدور رئيسي في صياغة استراتيجيات الاستثمار، واستكشاف الفرص الواعدة، وقيادة المفاوضات لإبرام كبرى الصفقات والمشاريع. وقد أسهم نهجه القائم على بناء شراكات وثيقة في ترسيخ علاقات متميزة مع الجهات الحكومية والمستثمرين والشركاء الاستراتيجيين.
ولا يقتصر دوره على رسم الخطط والتوجهات فحسب، بل يمتد ليشمل الاستثمار في رأس المال البشري. إذ يؤمن الشيخ جاسم بأهمية تمكين الكوادر وتحفيز الابتكار، إلى جانب توفير بيئة عمل محفزة تدعم نمو القيادات وصقل مهاراتها.
الاقتصاد القطري.. قصة نجاح عالمية
– بدايةً، كيف تقيمون واقع الاقتصاد القطري اليوم وأثره على طموحات الشركات الوطنية؟
الاقتصاد القطري اليوم يمثل قصة نجاح عالمية بكل المقاييس. لقد تجاوز مرحلة الاعتماد على قطاع واحد، ليصبح اقتصادًا متنوعًا ومتينًا، تقوده رؤية استراتيجية واضحة وضعتها قيادتنا الرشيدة. ما تحقق من استثمارات في البنية التحتية، والبيئة التشريعية الجاذبة، والدعم المستمر للقطاع الخاص، خلق مناخًا استثماريًا غير مسبوق.
هذه القوة تمنح الشركات الوطنية، ومنها “اس كى”، ثقةً كبيرة، وتجعلها أكثر قدرة على التفكير بشكل أوسع والتخطيط لمشاريع تتجاوز حدود السوق المحلي. نحن نرى أن الفرصة سانحة اليوم لتكون الشركات القطرية فاعلًا إقليميًا وعالميًا، وليس فقط محليًا.
التوسع الخارجي.. طموح تحت الدراسة
– ما طبيعة خطط “اس كى العقارية” للتوسع في الخارج؟
بالفعل، نحن نعمل حاليًا على وضع اللمسات الأخيرة على استراتيجية التوسع الخارجي. الخطة لا تزال في مرحلة الدراسة، لكننا نضع نصب أعيننا التواجد في ثلاث قارات خلال السنوات الخمس المقبلة:
أوروبا: مع تركيز أولي على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، حيث توجد فرص واعدة للتطوير العقاري السياحي والسكني.
آسيا: وخصوصًا الأسواق الناشئة في جنوب شرق آسيا التي تشهد نموًا سريعًا في الطلب على المجمعات السكنية المتكاملة.
إفريقيا: في مدن كبرى تشهد نموًا سكانيًا متسارعًا وتحتاج إلى حلول سكنية وتجارية ذكية.
هدفنا لا يقتصر على البناء فحسب، بل على نقل نموذجنا المتكامل في إنشاء مجتمعات سكنية وتجارية ذكية، مستدامة، ومصممة لتعزيز جودة الحياة.
الإرث القطري.. نموذج يحتذى به
– كيف ترون الحضور الدولي للشركات القطرية الكبرى؟
بكل فخر، الشركات القطرية أثبتت نفسها عالميًا. هناك شركات قطرية لم تكتف بالنجاح محليًا، بل أصبحت أيقونات للموثوقية والجودة على المستوى الدولي. هذه الشركات مهّدت الطريق لنا جميعًا، وأثبتت أن اسم قطر يرتبط بالثقة والالتزام.
بالنسبة لنا في “اس كى”، نعتبر هذا الإرث مسؤولية وفرصة في الوقت نفسه. مسؤولية في المحافظة على السمعة الطيبة لقطر، وفرصة لنبني عليها ونوسع الحضور القطري عالميًا.
التميز في الأسواق العالمية
– في ظل المنافسة العالمية، ما الذي سيميز “اس كى” عند دخول الأسواق الخارجية؟
فلسفتنا واضحة: نحن لا نكتفي ببناء مبانٍ، بل نؤسس مجتمعات متكاملة. ندمج في مشاريعنا حلول الطاقة المتجددة، والتقنيات الذكية، والتصاميم التي تراعي الثقافة المحلية وتعزز التفاعل الاجتماعي.
بهذا، نصدر مفهومًا متكاملًا لـ”جودة الحياة”، يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030، ومع الأهداف العالمية للتنمية المستدامة. نريد أن تكون مشاريعنا علامة فارقة أينما وُجدت، تحمل معها بصمة قطرية واضحة في الابتكار والاستدامة.
التوسع الخارجي.. بين الطموح والمسؤولية الوطنية
– هل تنظرون للتوسع الخارجي كفرصة تجارية فقط، أم كرسالة وطنية أيضًا؟
بالنسبة لنا، التوسع الخارجي له بعد وطني واضح. نحن نمثل قطر أينما ذهبنا. كل مشروع ننفذه خارج حدود الدولة هو رسالة عن قوة اقتصادنا، وعن قدرة القطاع الخاص القطري على المنافسة والإبداع.
النجاح في الخارج ليس نجاحًا لـ”اس كى” فقط، بل هو نجاح يعكس صورة قطر الحديثة. لذلك نحرص أن تكون خطواتنا مدروسة، وأن نكون إضافة حقيقية في أي سوق ندخله.
الاستدامة.. ركيزة أساسية في فلسفة الشركة
– كيف تترجم “اس كى العقارية” مفهوم الاستدامة في مشاريعها؟
الاستدامة بالنسبة لنا ليست مجرد شعار، بل هي جزء من هويتنا. مشاريعنا تعتمد على تصميمات تقلل استهلاك الطاقة والمياه، وتستخدم تقنيات حديثة لإدارة المباني بكفاءة عالية.
نركز كذلك على خلق مساحات تفاعلية تشجع على الحياة المجتمعية الصحية، ونراعي دائمًا المعايير البيئية في اختيار المواد وطرق البناء. هذه الفلسفة سننقلها معنا إلى مشاريعنا الخارجية لتكون “العلامة القطرية” مميزة عالميًا.
ما الرسالة التي توجهونها في هذا الإصدار الخاص “سفراء اقتصاد قطر بالخارج”؟
قطر منحتنا كشركات وأفراد ثقة كبيرة، ووفرت لنا بيئة داعمة، وعلينا أن نترجم هذه الثقة إلى نجاحات عالمية. نطمح أن تكون “اس كى العقارية” سفيرًا جديدًا يرفع اسم قطر عاليًا، ويثبت أن القطاع الخاص قادر على الإبداع وتحقيق النجاح أينما كان.
إن مسيرة “اس كى العقارية” تعكس صورة مشرقة عن القطاع الخاص القطري الذي أصبح اليوم أكثر جاهزية للانطلاق نحو الأسواق العالمية. وبينما تظل خطط التوسع تحت الدراسة، إلا أن وضوح الرؤية والنهج الاستراتيجي يعكسان استعداد الشركة لمرحلة جديدة من النمو، ستكون امتدادًا لنجاحاتها المحلية، ومساهمة في تعزيز مكانة قطر كقوة استثمارية عالمية رائدة.
The 44 Tower
– حدثنا عن مشاريع الشركة القائمة ؟
يقع مشروع The 44 Tower في قلب مدينة لوسيل، ويعد من المشاريع السكنية المميزة التي تقدم وحدات سكنية متكاملة. يتألف البرج من 20 طابقًا، ويضم 150 شقة سكنية متنوعة بين غرفة وصالة، أو غرفتين وصالة وغرفة خادمة، لتناسب الأفراد والعائلات.
بالإضافة إلى الوحدات السكنية، يحتوي المشروع على 8 مساحات تجارية تقع في الطابق الأرضي، تم تصميمها لتلبية احتياجات السكان اليومية وتوفير خدمات أساسية ضمن نطاق المبنى.
من الناحية الخدمية، يضم المشروع مرافق متعددة تشمل مسبحًا خارجيًا، جاكوزي، ساونا، وناديًا رياضيًا مجهزًا، إلى جانب حدائق منسقة ومناطق لعب للأطفال. هذه المرافق تعزز من جودة الحياة داخل المشروع وتوفر بيئة عملية ومريحة للسكان.
يمتاز The 44 Tower بموقعه الاستراتيجي في وسط لوسيل بمنطقة المارينا، مع إطلالات مفتوحة على المدينة والبحر، ومجاورته للعديد من المرافق الحيوية. يجمع المشروع بين التصميم العملي وتكامل الخدمات، ليكون خيارًا مناسبًا للراغبين في السكن ضمن مدينة لوسيل الحديثة.
Twin Gardens Residences
يقع مشروع Twin Gardens Residences في مدينة لوسيل بالقرب من استاد لوسيل، ويعكس في تصميمه عناصر مستوحاة من الفناء التقليدي (Piazza) في العمارة القطرية. يتكون المشروع من ثلاثة مبانٍ سكنية مرتبة حول ساحة مركزية تشكل القلب الرئيسي للتطوير.
تمتد هذه الساحة من الطابق الأرضي لتتصل عموديًا مع باقي الطوابق، حيث تتوزع حدائق معلقة صغيرة (Pocket Gardens) بين المباني على كل مستوى. يسهم هذا التصميم في توفير مساحات خضراء متدرجة تعزز من الترابط المجتمعي، وتمنح السكان بيئة متوازنة تجمع بين الخصوصية والانفتاح على الطبيعة.
يمتاز المشروع بموقعه الحيوي بالقرب من استاد لوسيل والمرافق الرئيسية في المدينة، مما يجعله من المشاريع السكنية التي توفر بيئة عملية ومريحة ضمن أحد أكثر المواقع تطورًا في قطر.
VALORA
يقع مشروع VALORA في منطقة بن محمود – الدوحة، وهو مشروع سكني متكامل يمتد على مساحة إجمالية تقارب 61,910 م². يتكون المبنى من طابقين قبو، طابق أرضي، 7 طوابق متكررة، بالإضافة إلى السطح، ويضم 318 شقة سكنية موزعة بين بلوك (A) وبلوك (B).
تتنوع الشقق بين غرفة وصالة، غرفتين وصالة، وثلاث غرف وصالة، بمساحات مدروسة لتلبية مختلف احتياجات الأفراد والعائلات. كما يضم المشروع 443 موقفًا للسيارات موزعة لخدمة السكان والزوار.
ويتوفر داخل المشروع مجموعة من المرافق الخدمية والترفيهية تشمل مسبحًا، أندية رياضية للرجال والنساء، وقاعة متعددة الاستخدامات. وعلى سطح المبنى، تم تخصيص مساحات ترفيهية إضافية تضم مضمار جري، ملعب نصف سلة، ملعب تنس، منطقة ألعاب للأطفال، ومنطقة شواء (BBQ).
– فندق ذا إيدج – المرقاب
يقع المشروع متعدد الاستخدامات في منطقة المرقاب – الدوحة، ويقام على أرض مساحتها 2,553 م²، بمساحة بنائية إجمالية تبلغ 35,546 م². يتألف المبنى من 3 أقبية، طابق أرضي، ميزانين، و14 طابقًا متكررًا، بالإضافة إلى السطح. وقد صُمم وفق المعايير العالمية ليحصل على تصنيف 4 نجوم.
يضم المشروع وحدات فندقية، شققًا سكنية، ومعارض تجارية، بما يحقق مزيجًا يلبي احتياجات السوق. يحتوي المبنى على 476 شقة سكنية متنوعة، تتوزع بين 112 شقة فاخرة بغرفة واحدة (Premium)، و56 شقة مميزة (Standard)، إلى جانب 308 شقق، بالإضافة إلى 164 موقف سيارات.
كما يشمل المشروع مرافق متكاملة تضم مطاعم، قاعات متعددة الاستخدامات، حمامات سباحة، صالات رياضية، ومنطقة سبا بخدمات استجمام متكاملة. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي على معارض تجارية ومرافق تشغيلية تدعم الاستخدامات المتعددة للمبنى.
– ساوث جيت – الوكير
يقع مشروع ساوث جيت السكني في منطقة الوكير، ويقوم على فكرة تقسيم الأراضي إلى قطع مخصصة لبناء فلل سكنية بمساحات متنوعة، مما يمنح الملاك حرية اختيار التصاميم التي تلبي احتياجاتهم المختلفة.
تتراوح مساحات الأراضي بين 420 م²، 600 م²، و896 م²، بينما تبلغ المساحة الإجمالية للمخطط قبل الفرز نحو 279,660 م². ويضم المشروع مسجدين ومساحات خضراء موزعة داخل المخطط العام، بالإضافة إلى مول تجاري يخدم السكان ويوفر خدمات أساسية وترفيهية.
حتى الآن، تم بيع ما يقارب نصف الأراضي المطروحة ضمن المشروع، كما بدأت أعمال البنية التحتية الخاصة بالطرق والمرافق العامة، تمهيدًا لتسليمها إلى الملاك خلال الفترة المقبلة.