فيما بدا تصعيداً للمواجهة في الحرب الدائرة بأوكرانيا، استهدف هجوم بـ«مسيّرات بحرية»، جسر القرم الذي يربط شبه الجزيرة بالبر الروسي، فجر أمس (الاثنين)، تلاه بعد ساعات، قرار روسي بتحريك «سلاح الحبوب» إذ قضى بإعلان انتهاء العمل باتفاق يفتح الباب أمام الصادرات الأوكرانية عبر البحر الأسود، في خطوة أثارت انتقادات دولية واسعة.

ولم تنجح جهود تسارعت خلال الأيام الأخيرة في حمل موسكو على التراجع عن تحفظاتها حيال تمديد الاتفاق الذي انتهى العمل به رسمياً، أمس (الاثنين). وكانت تركيا قد نشّطت تحركاتها على هذا الصعيد، كما سعت الأمانة العامة للأمم المتحدة إلى تغيير الموقف الروسي عبر رسالة بعثها الأمين العام أنطونيو غوتيريش قبل أيام، إلى الرئيس فلاديمير بوتين اشتملت على ضمانات بتنفيذ الشق الروسي من الاتفاق.

وانتقد غوتيريش، أمس، القرار الروسي، قائلاً إنَّ «مئات ملايين الأشخاص يواجهون الجوع، (فيما) المستهلكون الذين يواجهون أزمة عالمية لتكلفة الحياة، سيدفعون الثمن». كما قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إنَّ إنهاء روسيا اتفاق الحبوب «عمل وحشي».

وجاء ذلك بعدما أعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «توقف صفقة الحبوب ابتداءً من اليوم (الاثنين)». وفوراً قفزت أسعار القمح في الأسواق العالمية بأكثر من 3 في المائة، وفق بيانات وكالة «بلومبرغ».

وجرى التوصل إلى صفقة الحبوب بمبادرة من أنقرة في 22 يوليو (تموز) من العام الماضي. وتشكو روسيا من أنه لم يجرِ تنفيذ بنود الاتفاق المتعلق بها، خصوصاً لجهة امتناع الغرب عن رفع القيود المفروضة على حركة السفن ونشاط الموانئ الروسية، ورفع الحظر على تعامل مصارف روسية مع نظام «سويفت» المالي الدولي.

في غضون ذلك، أطلقت موسكو نشاطاً واسعاً لتلافي تداعيات هجوم مسيّرات أوكرانية مفخخة أسفر عن وقف الحركة على جسر القرم الذي يربط شبه الجزيرة بالأراضي الروسية، وندَّد الرئيس فلاديمير بوتين بما وصفه بأنه «عمل إرهابي»، مطالباً بتعزيز الأمن. ووعد الرئيس الروسي أيضاً بـ«الرد»، مشيراً إلى أنَّ وزارة الدفاع «تعد اقتراحات ملائمة».

اقرأ أيضاً

موسكو تنسحب من صفقة الحبوب… وتلوّح باستهداف إمدادات أوكرانيا

بوتين يندد بـ«عمل إرهابي» ويطلب تعزيز الأمن بعد الهجوم على جسر القرم

شاركها.
Exit mobile version