«أنت ما تأكل» لم يبالغ قائل هذه العبارة عندما وصف أهمية الغذاء وتأثيره على صحتنا وجودة حياتنا، فالغذاء الصحى المتوازن يساعدنا على الاستمتاع بحالة صحية جيدة والعكس. فى هذه الأيام نستقبل موسم عيد الأضحى المبارك والإجازة الصيفية بأجواء خير وسلام، وعادة ما تملأ هذه الأوقات والمواسم بالتزاور واللقاءات بين الأهل والأحباب وما يرتبط بذلك من إظهار البهجة والفرحة بطرق عدة ومنها تقديم الطعام والولائم، وإدخال السرور على الأطفال بتقديم الهدايا والحلويات.

يقول الدكتور احمد عون استشاري طب الأطفال في مركز الجامعة الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية: لا شك في أن هذه العادات والموروثات الجميلة هى جزء مهم من ذاكرتنا وذاكرة أبنائنا المستقبلية لكن الحرص على عدم الإفراط فى تقديم الحلوى والأطعمة السكرية للأطفال واستبدالها ببدائل ممتعة وصحية يحتاج منا إلى انتباه واهتمام فصحة أبنائنا هي من أعز ما نملك.

أضرار السكريات

بعض أضرار الإفراط فى تناول الأطعمة السكرية والحلوى على الأطفال:

1. زيادة الوزن والسمنة:

​أظهرت بعض التقارير أن كمية الحلويات والأطعمة والمشروبات السكرية قد يتجاوز 50%

من غذاء بعض الأطفال فى حين أن التوصيات الطبية المعتبرة تنصح بعدم تقديم السكريات المضافة فى غذاء الأطفال دون السنتين، والحد منها إلى مستوى 6 ملاعق يومية (أو ما يعادل 25 جراما يوميا) للأطفال فوق السنتين وحتى 18 عاما. هذه الفجوة الكبيرة قد تنعكس سلبا على صحة هؤلاء الأطفال وتتسبب فى زيادة الوزن والسمنة وما قد يتبع ذلك من مشكلات صحية أخرى.

2. تسوس الأسنان:

حيث تلتصق الحلوى والسكريات بأسنان الطفل مشكلة تربة خصبة لنمو البكتريا الضارة وإنتاج الأحماض داخل الفم والتى بدورها تؤدى إلى تآكل الأسنان وتسوسها.

3. سوء التغذية:

على الرغم مما قد تسببه الحلويات من اكتساب للوزن الزائد إلا أنها فى نفس الوقت قد تكون سببا مباشرا لسوء التغذية فى الأطفال وذلك لعدم حصولهم على العناصر الغذائية الأخرى والمفيدة لأجسامهم كالبروتينات والمعادن ـ كالحديد ـ والفيتامينات المختلفة الهامة للجسم والتى لا تتواجد فى أغلب أنواع الحلوى والأطعمة السكرية.

4. التأثيرات الضارة للمواد المضافة:

كالكافيين ومكسبات الطعم والألوان الاصطناعية، وعلى سبيل المثال فإن الكافيين يعد من المواد المضافة التي قد تؤثر سلبا على الجهاز العصبي للأطفال وتسبب الأرق وعدم انتظام النوم والتوتر.

حلول مقترحة

ويضيف استشاري طب الأطفال الدكتور احمد عون ان هناك بعض الحلول المقترحة للحد من الإفراط فى أكل الحلوى وأضرارها، مثل الحرص على عدم توفير الحلوى والأطعمة السكرية وعدم جعلها متاحة أو فى متناول الأطفال بل على العكس يجب على كل أسرة الحرص على توفير البديل الصحى المناسب للحلوى كالفواكه والحليب والعصائر الطبيعية. وكذلك الاهتمام بقراءة القيم الغذائية المدونة على الأطعمة الجاهزة والحرص على ألا تتجاوز كمية السكر المضاف الحد الأقصى المسموح به يوميا، وايضا الحرص على نظافة الأسنان وغسلها باستمرار على مدار اليوم للحد من ظاهرة تسوس الأسنان.

كما ان للأهل دورا كبيرا بعدم الترويج كثيرا للحلوى والمأكولات السكرية كمكافأة للطفل، فإذا وجد الطفل الأهل متحمسين لشيء ما فسيزداد حبه وتعلقه به، وللمدرسة دور كبير في زيادة الوعى الصحى والغذائى لدى الأطفال عن طريق تخصيص بعض الدروس للتعريف بالأطعمة الصحية والأطعمة الضارة. كما أن مطعم المدرسة يجب أن يمثل مثالا ونموذجا للأطفال بالحرص على عدم تقديم الأطعمة والمشروبات المعلبة وغير الصحية. أيضا فإن تنظيم المدارس لفعاليات وورشات عمل عن التغذية الصحية للأطفال منذ نعومة أظافرهم يساعد في تحسين وعي وعادات الأطفال الغذائية.

شاركها.
Exit mobile version