حذرن من الإفراط في تناول اللحوم والحلويات..
❖ هديل صابر
حذّرت اختصاصيات تغذية علاجية من الإفراط في تناول اللحوم والحلويات خلال عطلة عيد الأضحى، مشيرات إلى أن هذه العادات قد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، أبرزها الذبحات الصدرية والارتفاع الحاد في سكر الدم، لا سيما لدى المصابين بالأمراض المزمنة. وأكدن في حديثهن لـ الشرق أن أقسام الطوارئ تشهد خلال أيام العيد زيادة ملحوظة في الحالات الناتجة عن مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل التلبك المعوي وحرقة الفؤاد، بسبب غياب التوازن الغذائي والإفراط في تناول الأطعمة الدسمة. ونصحت اختصاصيات التغذية العلاجية باتباع سلوكيات غذائية معتدلة، وتجنّب العادات التي ترهق الجسم، للمساهمة في تخفيف الضغط على المرافق الصحية والحفاظ على السلامة العامة.
د. مي حسن: اعتماد طرق طهي صحية كالشوي والسلق
بدورها قالت الدكتورة مي حسن – استشارية طب الأسرة في مركز جامعة قطر الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية-، « إن الإفراط في تناول اللحوم الدسمة والحلويات خلال عطلة عيد الأضحى يسهم في زيادة الوزن وتراكم الدهون، خصوصًا في ظل غياب النظام الغذائي المتوازن.» وبدورها قدّمت د. مي حسن مجموعة من النصائح شملت اختيار اللحوم القليلة الدهون، وتجنّب الأجزاء الدسمة، واعتماد طرق طهي صحية كالشوي والسلق، كما أوصت بالإكثار من الخضروات والألياف، وتنظيم الوجبات دون تخطي الإفطار، وتقليل النشويات في كل وجبة، واستخدام أطباق صغيرة، وتدوين الطعام لتعزيز الوعي الغذائي، مع استشارة مختصين لمن يحتاجون إلى خطة غذائية. وشدّدت د. مي حسن على أهمية الحركة بعد الأكل، مثل المشي لمدة 20 إلى 30 دقيقة، أو ممارسة أي نشاط بدني، والإكثار من شرب الماء وتجنّب المشروبات الغازية، مع إمكانية استبدالها بالشاي الأخضر أو البابونج. وفي ما يخص الحلويات، دعت د. مي حسن إلى الاعتدال وتناول قطعة صغيرة فقط، والأفضل استبدالها بالفواكه قليلة السعرات، مؤكدة على أهمية النوم الكافي.
– غادة عبد العزيز: أحذر من إجهاد الكلى بكميات كبيرة من اللحوم
قالت السيدة غادة عبد العزيز، اختصاصية التغذية العلاجية، إن الاعتدال في تناول الطعام بشكل عام، واللحوم بشكل خاص، أمر بالغ الأهمية، خاصة خلال المناسبات التي يكثر فيها استهلاك اللحوم مثل عيد الأضحى، فالكثير من الأشخاص يتناولون كميات كبيرة من اللحوم تفوق احتياج أجسامهم، ما يشكل عبئا صحّيا لا يُستهان به.
وأوضحت غادة عبد العزيز أن الإكثار من تناول اللحوم، بغض النظر عن محتواها من الدهون أو السعرات الحرارية، يؤدي إلى إجهاد الكُلى، وهو العضو المسؤول عن التخلص من مخلفات عملية الهضم، خاصة البروتينات، وبالتالي، فإن تحميل الكلى بكميات زائدة من البروتين قد يتسبب في مضاعفات حادة، قد تستدعي التوجه إلى أقسام الطوارئ، لذا من المهم شرب كميات كافية من الماء، خصوصًا عند تناول اللحوم، للمساعدة على تقليل تركيز الأملاح في الجسم، وتسهيل عملية التخلص منها عن طريق الكلى، مما يقي من تشكل الحصوات أو تدهور وظائف الكلى، كما أنَّ تناول اللحوم بكميات غير محسوبة قد يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة، تضغط على الكلى بشكل يفوق طاقتها، مما قد يتسبب في ارتفاع نسبة السموم في الجسم أو تراكم اليوريا، وهي مضاعفات تستوجب تدخلًا طبيًا فوريًا.
وشددت غادة عبد العزيز على ضرورة أن يحرص الأشخاص الأصحاء على تقليل استهلاك اللحوم عالية الدهون، لأن الدهون الحيوانية تُعد دهونًا مشبعة، وهي من أبرز العوامل التي تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب، كما ترفع من نسبة الكوليسترول في الدم، فنصحت غادة عبد العزيز بالامتناع التام عن تناول لحم الغنم.
– كريستينا لطفي: تجنب تخزين اللحوم النيئة بالقرب من أطعمة أخرى
أكدت السيدة كريستينا لطفي- اختصاصية التغذية العلاجية-، على أهمية اتباع خطوات السلامة الغذائية عند التعامل مع اللحوم، خاصة في فترة الأعياد، لتفادي التسمم الغذائي أو انتقال العدوى البكتيرية.
وأوضحت كريستينا لطفي أن من الضروري التأكد من طهو اللحوم جيداً حتى يزول اللون الوردي تماماً، كما ينبغي عدم ترك اللحوم النيئة أو المطهوة خارج الثلاجة لأكثر من ساعتين.
وأوصت كريستينا لطفي بحفظ اللحوم داخل عبوات محكمة الإغلاق في الثلاجة لمدة لا تتجاوز 72 ساعة، أو تجميدها في الفريزر لفترة قد تمتد حتى ستة أشهر، مشددة على تجنب غسل اللحوم بالماء، لأن هذه الخطوة قد تؤدي إلى انتشار البكتيريا على أسطح المطبخ، ما يرفع خطر التلوث.
– غنوة الزبير: الأعياد ترافقها زيادة في حالات الذبحة
أوضحت السيدة غنوة الزبير-اختصاصية التغذية العلاجية-، قائلة « إنَّ الأعياد ترافقها زيادة واضحة في الحالات المرتبطة بـالذبحات القلبية وارتفاع السكر في الدم، نتيجة الإفراط في تناول الأطعمة الدسمة، لذا من المهم الانتباه إلى نوعية وكميات الطعام، وتجنب الحلويات الغنية بالسكر، والأطعمة المقلية بالزيوت المهدرجة.»
ودعت السيدة غنوة الزبير إلى استبدال السكر بالعسل الطبيعي أو محلي القيقب، واستخدام بدائل الطحين كطحين اللوز أو جوز الهند، مع الإكثار من تناول الخضراوات وشرب كميات مناسبة من الماء، مشيرة إلى أهمية النشاط البدني خلال العيد، بالخروج إلى المساحات الخضراء مع الأطفال لتجديد الطاقة والحفاظ على الحيوية، مع تفادي فترات الظهيرة تفادياً لأشعة الشمس الضارة.
– روى رفاعي: تقسيم الوجبات وتجنب الزيوت المكررة
حذّرت السيدة رِوى رفاعي- اختصاصية التغذية العلاجية-، من التهاون بالعادات الغذائية خلال الأعياد، لافتة إلى أن كثيرًا من حالات الطوارئ التي تم تسجيلها تعود إلى الإفراط في تناول اللحوم، ما يؤدي إلى مشكلات هضمية مثل التلبك المعوي وحرقة الفؤاد، أو ارتفاع حاد في سكر الدم، خاصة بين كبار السن والأطفال.
وأكدت روى رفاعي أن الاعتدال في تناول اللحوم والحلويات، وتقسيم الوجبات، وتجنب القلي بالزيوت المكررة، جميعها ممارسات تسهم في تخفيف الضغط على أقسام الطوارئ.
ورأت أن التوعية عبر وسائل الإعلام ضرورة، وأن الأعياد يجب أن تبقى مناسبة للفرح، لا للإجهاد الجسدي أو التدهور الصحي.