اختتمت اليوم فعاليات النسخة الثانية من مهرجان “فريج الفن والتصميم”، والذي نظمته وزارة الثقافة على مدار سبعة أيام حافلة بالأنشطة الفنية والمعرفية في درب الساعي.

وأكدت وزارة الثقافة، في بيان لها، أن المهرجان نجح في ترسيخ مكانته كمنصة إبداعية جامعة، وعكس النجاح الباهر الذي حققه التزام الوزارة الراسخ بتعزيز الحركة الثقافية والفنية في دولة قطر واحتضان الطاقات الإبداعية بمختلف أشكالها ومدارسها.

وأضافت أن النسخة الثانية من المهرجان كانت أكثر ثراء وتنوعا، حيث لم تقتصر المشاركة على الفنانين المحليين فحسب، بل امتدت لتستضيف قامات فنية من مختلف الدول، ما أضفى طابعا عالميا على الفعاليات، كما تم توسيع نطاق البرنامج ليشمل ورشا تعليمية متعمقة وأنشطة تفاعلية مصممة لجميع الفئات العمرية.

وفي خطوة لتعزيز التفاعل المجتمعي وتحفيز الحس الفني لدى الزوار، أطلقت الوزارة مسابقة مهرجان فريج الفن والتصميم الجماهيرية التي شهدت إقبالا وتفاعلا واسعا، مؤكدة على دور الفن في بناء جسور التواصل بين المبدعين والجمهور.

وقالت السيدة هدى اليافعي مديرة مركز الفنون البصرية التابع لوزارة الثقافة، في تصريح لها، إن المهرجان شهد حضورا جماهيريا استثنائيا وتفاعلا واسعا من مختلف فئات المجتمع، مشيرة إلى أن الورش التخصصية التي قدمها فنانون مبدعون من قطر وأكثر من 20 دولة حول العالم حظيت بإقبال جماهيري كبير، ما يعكس شغف الجمهور بالمعرفة والتجربة الفنية الحية.

وأضافت أن المهرجان احتضن مجموعة من المعارض الفنية المميزة والندوات التي أثرت المشهد الفني بالحوار والإلهام، ولاقت إعجاب الزوار لما حملته من رؤى معاصرة تلتقي مع عمق الهوية الثقافية.

وأكدت أن نجاح هذه النسخة هو ثمرة تعاون كبير وجهود مشتركة من فرق العمل والفنانين المشاركين والشركاء الداعمين، منوهة بأن فريج الفن والتصميم أصبح منصة سنوية تجمع الإبداع العالمي في قلب الدوحة، وتقدم للجمهور تجربة فنية راقية تعزز مكانة الفنون في المجتمع.

واحتضن المهرجان أكثر من 12 معرضا فنيا قدمت رؤى مختلفة في الفن التشكيلي، و14 ورشة عمل أتاحت للجمهور فرصة الانخراط العملي في الصناعات الإبداعية، وشكلت جسرا للتفاعل الثقافي والفني، حيث دمجت التراث الفني العالمي بالحداثة.

وشملت هذه الورش فن البينغاتا الياباني، وصهر الزجاج الكويتي، وصناعة الألوان من الطبيعة الأسترالية، وورشة التذهيب الإسبانية، وورشة الطباعة على القماش من الهند، وورشة أطباق مزهرة من روسيا، إضافة إلى ورشة عرض حي من الكويت، حيث لاقت هذه التجارب الفريدة إقبالا كبيرا من هواة ومحترفي الفن.

كما احتضن المهرجان ستة بيوت فنية رئيسية شكلت محاور الإبداع والتخصص، وهي بيت المعارض وبيت ورش العمل الفنية وبيت الخط وبيت الخزف وبيت استوديوهات الفنانين الذي أتاح مساحة للإنتاج الحي، بالإضافة إلى بيت الندوات للمناقشات الفكرية، واستكملت هذه البيوت فعالياتها بسوق الفن والتصميم ومنطقة حوش الأطفال التفاعلية.

وشهد المهرجان تنوعا فنيا لافتا، حيث جمع أكثر من سبعين فنانا قدموا معارض فردية وجماعية وأعمالا تشكيلية وخزفية وخطية تجسد تفاعل الثقافات وتنوع المدارس الفنية، كما احتفى المهرجان بإبداعات الشباب في مجالات التصميم الحديث و”الأنيمي” والفنون الرقمية، إلى جانب الفنون التقليدية كالخط العربي والخزف والنحت.

وتضمن برنامج المهرجان فعاليات فنية مخصصة للأطفال، مثل ورش صب الألوان وورش للمدارس الفنية ومنطقة الرسم الحر، إضافة إلى جلسات حوارية وندوات فنية تجمع الفنانين والنقاد والجمهور، وجلسات رسم حي تقام في أجواء تفاعلية ومفتوحة، ما يؤكد أن مهرجان فريج الفن والتصميم تحول إلى حدث سنوي رائد على خريطة الفعاليات الثقافية في المنطقة.

وأثرت الشراكات الأكاديمية والثقافية المحلية والدولية محتوى المهرجان، حيث شاركت جهات بارزة من داخل قطر وخارجها، منها جامعة قطر وجامعات بابل والموصل والمستنصرية ومركز كتارا للفن وجاليري متاحف قطر “الرواق” والمركز القطري لهواة الطوابع والعملات والمركز القطري الثقافي للصم، إلى جانب عدد من المراكز الفنية من الدول المشاركة.

شاركها.
Exit mobile version