الدوحة – قنا

 اختتمت اليوم، الندوات الثقافية المصاحبة للمسابقة الدولية لفن الخط العربي “جائزة الأخلاق” التي تنظمها وزارة الثقافة، وذلك بتنظيم ندوة تحت عنوان: “هندسة الخط والتقنيات الحديثة”، وسط حضور ومشاركة خطاطين عالميين، وعدد من محبي الحرف العربي.


وتعد “جائزة الأخلاق” من أبرز المبادرات الثقافية الرامية لإبراز جماليات الخط العربي وتعزيز حضوره في المشهد الثقافي المحلي والدولي، وتقام على هامشها سلسلة من الندوات والبرامج الثقافية، بمشاركة نخبة من الخطاطين والفنانين والأكاديميين. 


حاضر في ندوة اليوم، الفنان التشكيلي يوسف أحمد الحميد، والخطاط العالمي بلعيد حميدي، فيما أدارها السيد صالح العبيدلي.


وأشاد المحاضران بمبادرة وزارة الثقافة، بإطلاق هذه الجائزة العالمية من أجل ترسيخ القيم الأخلاقية عبر فن الخط العربي الأصيل، الذي يعد جزءا لا يتجزأ من التراث الإسلامي العريق.


وسلط الفنان يوسف أحمد، الضوء على “مصحف الزبارة” بخط يد الشيخ أحمد بن راشد المريخي من مدينة الزبارة، والتي تعود مخطوطته إلى القرن الثامن عشر الميلادي، وتعد أقدم نسخة من القرآن الكريم تنسب إلى مدينة الزبارة التي صنفتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” ضمن مواقع التراث العالمي.


ودعا يوسف إلى إطلاق اسم الشيخ أحمد بن راشد المريخي على مسابقة في الخط العربي.


كما سرد يوسف أحمد أسماء عدد من المعلمين والأساتذة الذين كانت لهم إسهامات في تعليم الخط العربي، حيث ترك عدد منهم بصمته بتصميم شعارات لعدد من الجهات، ومن بينهم الراحل محمد الشريف الذي قام بتصميم شعار قناة الجزيرة.


كما استعرض عاشق نخيل قطر، حكايته مع هذه الشجرة المباركة التي ألهمته في استخراج ورق من سعفها، وخط عليها حروفا شاهدة على إبداعه، نقلت تجربته إلى العالمية.


أما الخطاط العالمي المغربي بلعيد حميدي، الأستاذ السابق بالمدرسة المولوية في القصر الملكي بمدينة الرباط، والذي يعد أول خطاط مغربي كتب الحلية الشريفة بالأسلوب المغربي، فقدم بين يدي الحضور تجربته الثرية مع الخط العربي تعلما وتعليما، بعنوان: “منهج حميدي” في دراسة وتدريس فن الخط بنظام الإجازات التقليدية والسند المتصل وانتشاره عبر العالم.


وأوضح أن هذا المنهج، خرّج جيلا جديدا من الخطاطين الشباب، كاشفا أن من بين الخمسة عشر خطاطا الذين بلغوا النهائيات في هذه المسابقة، هناك ثلاثة تتلمذوا على هذا المنهج، فكان ذلك دليلا على أثره وانتشاره.


وأوضح الخطاط بلعيد، أن الموضوع الأعمق هنا ليس فقط في هندسة الحروف، بل في هندسة تدريس فن الخط، أي الجانب البيداغوجي والتربوي الذي طالما كان الحلقة المفقودة، حيث سعى إلى وضع أسس تعليمية واضحة تمكن الخطاط من الانتقال من التعلم إلى الإبداع، ومن ثم نشر هذا الفن عالميا.


وقال بلعيد حميدي في تصريح لوكالة الأنباء القطرية قنا، إن جائزة الأخلاق التي أطلقتها وزارة الثقافة، لها مميزات خاصة، تختلف عن نظيراتها، وذلك بإتاحة مشاركة المتسابقين أمام لجان التحكيم، والكتابة أمامهم عوض إرسال أعمالهم، بما ضمن الشفافية والمصداقية، وربط الإنسان بأخلاقه الإسلامية، وغرس القيم الروحية في نفوس الخطاطين.


وأكد أن فن الخط، يعتبر معقلا هاما وحصنا حصينا للحضارة الإسلامية، خصوصا في عصرنا الحالي الذي يشبه طوفانا يجرف كل أمة لا قرار لها، وكل أمة في هذا الزمان تبحث عن جذورها وما يثبت هويتها، إذ تفردت الأمة الإسلامية بالخط العربي الذي لا تشاركها فيه أي أمة، بل إن عددا من الفنون تشاركه مع أمم أخرى ولو أنها كانت سباقة إليه.


يذكر أن نهائيات المسابقة الدولية لفن الخط العربي جائزة الأخلاق التي تنظمها وزارة الثقافة، انطلقت في الأول من سبتمبر الجاري، وتستمر حتى يوم غد الإثنين، وسيقام الحفل الختامي لتكريم الفائزين بعد غد الثلاثاء بحضور نخبة من الشخصيات الثقافية والفنية.

 

شاركها.
Exit mobile version