نجح فريق دولي في تطوير اختبار تشخيصي سريع ومنخفض التكلفة قادر على اكتشاف حالات الملاريا غير المصحوبة بأعراض بدقة تتجاوز 95 في المائة.
وأوضح الباحثون في جامعة إمبريال كوليدج لندن البريطانية، بالتعاون مع شركاء من غامبيا وبوركينا فاسو، أن هذا الاختبار يمثل إنجازاً كبيراً في جهود مكافحة المرض في أفريقيا، ونُشرت النتائج، الجمعة، بدورية «Nature Communications».
والملاريا مرض طفيلي خطير ينتقل إلى الإنسان عبر لدغات أنثى بعوض «الأنوفيليس» الحاملة لطفيليات «البلازموديوم»، وتصيب هذه الطفيليات خلايا الدم الحمراء مسببة أعراضاً مثل الحمى، والقشعريرة، والتعرق، والصداع، وقد تؤدي في الحالات الشديدة إلى الوفاة. وتُعد الملاريا من أبرز أسباب الوفيات القابلة للوقاية عالمياً؛ إذ تقع أكثر من 95 في المائة من الإصابات والوفيات في أفريقيا.
ورغم توافر أدوية فعالة ولقاحات جديدة، لا تزال مكافحة المرض تواجه تحديات كبيرة، أبرزها الملاريا غير المصحوبة بأعراض، وهي حالة يُصاب فيها الشخص بالطفيلي دون أن تظهر عليه علامات المرض. ورغم غياب الأعراض، يمكن للمصاب نقل العدوى عبر البعوض، ما يجعل هذه الحالات مصدراً خفياً لاستمرار انتشار الملاريا وصعوبة السيطرة عليها في المناطق الريفية محدودة الخدمات الطبية.
ويعتمد الاختبار الجديد، المعروف باسم «دراغونفلاي» (Dragonfly)، على تقنية مبتكرة تتيح تشخيص الملاريا بدقة عالية دون الحاجة إلى أجهزة مختبرية معقدة. ويمكن الحصول على النتائج في غضون 45 دقيقة فقط باستخدام عينة دم من وخزة إصبع واحدة، كما يتميز بقدرته على كشف أدنى مستويات الطفيليات في الدم، حتى لدى الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض.
ووفقاً للباحثين، يُعد هذا التطور إنجازاً مهماً في مكافحة الملاريا؛ إذ تُشكل الحالات غير المصحوبة بأعراض مصدراً خفياً لاستمرار العدوى، حيث يظل المصابون ينقلون الطفيلي إلى البعوض الذي ينقله بدوره إلى أشخاص آخرين عند اللدغ.
وأظهرت الدراسة أن الاختبار نجح في اكتشاف أكثر من 95 في المائة من الإصابات، بما في ذلك الحالات التي لم يتمكن الفحص المجهري من رصدها. وقد جرى تقييم فاعليته عبر تحليل نحو 700 عينة دم جُمعت من سكان في غامبيا وبوركينا فاسو.
ويتميّز الجهاز المستخدم في الاختبار بسهولة التشغيل والتنقل؛ إذ يمكن تشغيله بواسطة البطاريات، ما يجعله مثالياً للمناطق النائية. وتتم عملية الفحص خلال نحو 10 دقائق لاستخلاص المادة الوراثية للطفيلي، ثم تُسخَّن العينة لمدة 30 دقيقة داخل جهاز صغير محمول. ويمكن قراءة النتيجة بسهولة: اللون الوردي يعني سلبية الإصابة، واللون الأصفر يعني وجود الملاريا.
وبينما يُستخدم الاختبار الجديد حالياً للأغراض البحثية فقط، يعمل الفريق على إنتاج نسخة منخفضة التكلفة مخصصة للاستخدام الميداني بالتعاون مع مراكز مكافحة الأمراض في أفريقيا وشركات تصنيع محلية لضمان توزيعه على نطاق واسع في القارة.
“);
googletag.cmd.push(function() { onDvtagReady(function () { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); }); });
}