قال مفتي مصر، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، الدكتور شوقي علام: «نسعى مع الأمم المتحدة لمكافحة (خطاب الكراهية) وإظهار الصورة الحضارية للإسلام، وذلك من خلال الاتفاق على شراكة استراتيجية بين دار الإفتاء وتحالف الحضارات في الأمم المتحدة». وأضاف أن «الحوار الديني أداة قوية في تعزيز السلام ونزع (فتيل الأزمات)».

جاء ذلك خلال لقاء جمع علام (الخميس) والممثل السامي للأمين العام للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، ميغيل موراتينوس، بحضور مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، أسامة عبد الخالق، وذلك على هامش مشاركة مفتي مصر في فعاليات «منتدى بناء الجسور بين الشرق والغرب» الذي عُقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.

ودعا علام خلال اللقاء إلى «ضرورة تفعيل الحوار على أرض الواقع وتحويله إلى مبادرات ومشروعات مشتركة، وألا يظل (حبيس الجدران) داخل قاعات المؤتمرات فحسب»، موضحاً أنه «من خلال تشجيع التفاهم والتسامح والتعاون بين أتباع الأديان المختلفة، يُمكن للحوار الديني أن يُساهم في خلق مجتمع أكثر سلاماً واستقراراً؛ حيث يعيش الجميع بسلام واحترام».

مفتي مصر خلال لقائه الممثل السامي للأمين العام للأمم المتحدة لتحالف الحضارات… (دار الإفتاء المصرية)

في السياق، لفت مفتي مصر إلى أن «استغلال الدين من قبل (المتطرفين) أمر مرفوض تماماً، وترفضه الشريعة الإسلامية رفضاً قاطعاً»، مشيراً إلى أن «تصدر (غير المؤهلين) و(غير المتخصصين) للحديث عن الإسلام يضعنا أمام تحدٍ متزايد لنقل صورة الإسلام الصحيحة أمام العالم؛ حيث إنهم يلوون عنق النصوص الدينية ويفسرونها تفسيرات (شاذة) لا تتوافق مع منهج الإسلام الشامل ومقاصد الشريعة العليا التي تسعى إلى العمران وبناء جسور التواصل والسلام مع الجميع».

وأضاف أن «(خطابات الكراهية) هي أحد معوقات العيش المشترك، فهي خطابات (سامة) تؤدي إلى تعزيز الانقسامات والتمييز بين الأفراد والمجموعات، وتثير العداء و(العنف والتعصب) داخل المجتمعات؛ بل قد تدفع ببعض الأفراد إلى ارتكاب أعمال عنف وتطرف وجرائم (مروعة) تستهدف الآخرين»، مشيراً إلى أن «دار الإفتاء المصرية كانت حريصة على مواجهة جميع أشكال (العنف والتطرف)، فأنشأت عام 2014 (مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة) الذي تطور ونما حتى أصبح (مركز سلام لدراسات التطرف)، وقد صدر عن مرصد دار الإفتاء ما يزيد على 700 تقرير يحلل (الخطاب المتطرف) ويبين أسبابه ويضع الحلول لهذه الظاهرة الخطيرة».

ويرى الدكتور علام أن «المواجهة الفكرية (الجادة) سوف تقضي على ظاهرة (التطرف والإرهاب) من جذورها، وتدعم جهود الاستقرار الأمني والاقتصادي في جميع دول العالم، وسوف توفر علينا كثيراً من الخسائر في الدماء والأرواح التي تزهق في المواجهات الأمنية أو في (العمليات الإرهابية)».

من جانبه، قال موراتينوس (الخميس) إن «الحوار أو التواصل الحضاري يجب أن يكون له دور محوري في هذه الجهود، لأنه يمكنه أن يُمهد الطريق لفهم أعمق وتعاون أكثر (فاعلية) بين الشعوب وأتباع الأديان والثقافات المختلفة؛ حيث يعد التواصل الحضاري وسيلة لتعزيز التعايش السلمي وتعبئة الجهود المشتركة لبناء مجتمع (عادل ومتسامح)» ، مؤكداً «أهمية تكثيف الجهود المشتركة للتصدي لـ(خطابات الكراهية والتطرف) وتعزيز قيم التعاون والتسامح والاحترام المتبادل، وهو يعمق الحوار بين الشعوب ويوسع نطاق التعاون الدولي لمواجهة هذه التحديات، بهدف بناء مستقبل يسوده السلام والتعايش السلمي».

وأوضح موراتينوس أن «التعاون (الفعال) بين الدول والمؤسسات الدينية والبحثية التي تهتم بمواجهة ظاهرة (التطرف) يعد أمراً حاسماً في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة»، داعياً إلى «تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة (خطابات الكراهية والتطرف) من خلال تبادل الخبرات والمعلومات والممارسات الناجحة في هذا المجال».

شاركها.
Exit mobile version