صبت إسرائيل مزيداً من النار على الضفة الغربية، وحولتها إلى ساحة تجارب حربية، مستنسخة الأساليب التي اتبعتها في قطاع غزة، فقتلت مزيداً من الفلسطينيين وجرحت واعتقلت، ووسعت توغلها البري، وفجرت أحياء كاملة في المخيمات الفلسطينية، وهجرت السكان من دون خطة واضحة، ودون آفاق ودون موعد نهائي للعملية العسكرية المفتوحة.

وعمَّق الجيش الإسرائيلي سيطرته، الاثنين، في 3 مناطق: جنين ومخيمها، وطولكرم ومخيمها، وطوباس ومخميها، في شمال الضفة الغربية، ما أجبر غالبية سكان المخيمات على النزوح.

وأمر الجيش الإسرائيلي، الاثنين، سكان الأحياء المطلة على مخيم جنين بإخلاء مساكنهم، ما زاد عدد النازحين في جنين، بعدما أخلى معظم سكان مخيم جنين منازلهم.

وكانت إسرائيل بدأت عملية «السور الحديدي» في مخيم جنين، وقتلت حتى الآن 25 فلسطينياً، واعتقلت المئات، ونسفت عشرات المنازل، مجبرة 15 ألفاً على النزوح من المخيم.

ونفذت إسرائيل في المخيم، الأحد، أكبر عملية تفجير لمربعات سكنية منذ عام 2002 في الضفة. وأظهرت مقاطع فيديو انفجارات ضخمة على طول الأطراف الشرقية للمخيم، طالت 20 منزلًا هناك.

وطوقت إسرائيل مخيم جنين، وقطعت الاتصالات عنه منذ اليوم الأول. وبعد أسبوع من العدوان هناك، وسع الجيش عمليته إلى مخيم طولكرم في طولكرم، وقتل 4 فلسطينيين، ودمر عشرات المنازل.

مخيم جنين

قال رئيس بلدية جنين محمد جرار، لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إن العدوان العسكري أدى إلى نزوح 15 ألف نسمة من سكان المخيم، 6 آلاف منهم داخل المدينة، و4070 في بلدة برقين، بينما توزع البقية على 39 هيئة محلية في القرى والبلدات المحيطة.

وبحسب جرار فلم يتبق في المخيم سوى 70 عائلة دون أي تواصل مع الخارج، متهماً إسرائيل باستنساخ حربها في غزة على جنين والضفة الغربية.

مخيم طولكرم

وقال محافظ طولكرم اللواء عبد الله كميل إن الاحتلال أجبر نحو 48 في المائة من سكان مخيّم طولكرم شمال الضفة الغربية على النزوح.

ويدور الحديث عن 1500 عائلة غادرت المخيم. ولليوم الثاني، يحاصر الاحتلال مخيم الفارعة وبلدة طمون جنوب طوباس. وشوهد سكان من المخيم وطمون، يغادرون منازلهم، بينما دفعت إسرائيل بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى المخيم.

وكان الجيش الإسرائيلي، أعلن (الثلاثاء) قبل الماضي، أنه بدأ مع جهاز الأمن العام «الشاباك» وشرطة «حرس الحدود» عملية عسكرية واسعة في مدينة جنين «لإحباط الأنشطة الإرهابية».

جنود إسرائيليون وسط مخيم جنين الاثنين (رويترز)

وأكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن العملية في جنين انطلقت بقرار من المستوى السياسي بعد اجتماع مجلس الوزراء المصغر «الكابينيت». وكان لافتاً أن قرار الهجوم على جنين اتُّخِذ في اليوم الثالث من بدء سريان الهدنة في قطاع غزة.

وفور بدء الهدنة اتخذت إسرائيل إجراءات مباشرة في الضفة، شملت عزل المدن وتركيب بوابات حديدية جديدة وفرض إغلاق شبه محكم على كل مدينة. وقبل العملية وضعت إسرائيل الضفة ضمن أهداف الحرب، في مؤشر على نيتها التصعيد.

نية إسرائيل

وقال مصدر في قيادة الجيش الإسرائيلي لـ«القناة 12»: «سنواصل العمل بلا هوادة ضد الإرهاب». وأضاف: «القوات تنوي الاستمرار في تحديد البنى التحتية الإرهابية الواسعة في المنطقة والتعامل معها». وتابع: «إذا رصدنا مزيداً من المباني التي استُخدمت للإرهاب فسوف ندمرها، وسنواصل العمل بلا هوادة ضد الإرهاب». وأردف: «سنواصل العمل بطريقة مختلفة وملموسة، وأعدكم بأنكم سترون ذلك قريباً». وتشير تصريحات المسؤول إلى نية إسرائيل مواصلة وتوسيع العملية في الضفة.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن ثمة أهدافاً للعملية تشمل إحباط «الإرهاب»، وتفكيك البنية التحتية له.

والحرب على الضفة لم تتوقف يوماً، وتصاعدت مع بداية الحرب على غزة، لكنها تحولت إلى مباشرة مع انتهاء المواجهة على الجبهات الأخرى.

آلية عسكرية إسرائيلية داخل مخيم جنين الاثنين (أ.ف.ب)

وقتلت إسرائيل في الضفة منذ بداية العام الحالي 70 فلسطينياً، بحسب وزارة الصحة، بينهم 10 أطفال، وامرأة، و2 من كبار السن، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

وقالت الوزارة إن إسرائيل قتلت في جنين: 38، وفي طوباس 15، وفي نابلس: 6، وفي طولكرم: 5 وفي الخليل: 3، وفي بيت لحم: 2، وواحداً في القدس.

إدانة السلطة

وأدان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، «قيام سلطات الاحتلال بتوسيع حربها الشاملة على شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية لتنفيذ مخططاتها الرامية لتهجير المواطنين والتطهير العرقي»، محذراً من خطورة هذه المخططات على مستقبل المنطقة برمتها.

وطالبت الرئاسة الفلسطينية بتدخل الإدارة الأميركية قبل فوات الأوان، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل، محذرة من أنه سيؤدي إلى تفجر الأوضاع بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وسيدفع ثمنه الجميع.

وأكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة، أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بأي مخططات سواء بالتهجير أو الوطن البديل، وتهديد شعبنا لن يكون مفيداً لأحد، بل سيؤدي لدمار واسع هنا أو في المنطقة، سواء كان ذلك اليوم أم غداً.

“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}

شاركها.
Exit mobile version