قال روبرتو مانشيني مدرب إيطاليا، بعد هزيمة فريقه 1-2 أمام إسبانيا في قبل نهائي دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم إن إيطاليا يجب أن تواصل البحث عن موهبة هجومية جديدة في الوقت الذي تكافح فيه لتقديم أداء ثابت. وتفوقت إيطاليا على إسبانيا معظم فترات المباراة في إنشيده، لكنها عانت لصنع الكثير من الفرص، وخسرت بهدف متأخر عن طريق البديل خوسيلو.

وقال مانشيني للصحافيين: «بدأنا بالفعل في تجديد الأمور، وسنواصل القيام بذلك. يوجد لاعبون جيدون، لكن المواهب تأتي على موجات. في الوقت الحالي نملك لاعبي وسط ومدافعين جيدين، لكننا نفتقر إلى المهاجمين الرائعين ولا أعرف لماذا». وواصلت الهزيمة أمام إسبانيا الأداء غير المتسق لبطل أوروبا، الذي غاب عن آخر نسختين من كأس العالم، وخسر أمام إنجلترا في تصفيات بطولة أوروبا 2024 في مارس (آذار) الماضي.

وأضاف مانشيني أن خطة اللعب التكتيكية الجديدة بوجود ثلاثة لاعبين في قلب الدفاع وظهيرين عملت بشكل جيد في الشوط الأول، لكن فريقه جعل الأمور سهلة للغاية على إسبانيا بعد الاستراحة. وقال: «وضعنا الأمور بشكل مختلف، وقمنا بالأشياء بشكل جيد في الشوط الأول عندما قطعنا خطوط التمرير لإسبانيا، لكننا تراجعنا كثيراً في الشوط الثاني».

وفي المقابل، قال لويس دي لا فوينتي مدرب منتخب إسبانيا إن فوز منتخب بلاده 2-1 على إيطاليا في قبل نهائي دوري الأمم الأوروبية سيمنح الفريق ثقة كبيرة بعد بداية مضطربة للعام. وكان الفوز الذي قاد إسبانيا إلى ثاني نهائي على التوالي لدوري الأمم الأوروبية، مصدر ارتياح بالنسبة لدي لا فوينتي الذي تعرض لضغوط بعد خسارة مباراته الثانية في منصبه صفر-2 أمام أسكوتلندا في تصفيات بطولة أوروبا 2024 في مارس الماضي.

مانشيني مدرب ايطاليا ونكسة اخرى (رويترز)

وقال دي لا فوينتي للصحافيين: «كنا بحاجة فقط للوقت، لطالما قلت إن هذه عملية ليست سهلة. يستغرق الأمر وقتاً لترسيخ الأفكار، لم نكن محظوظين في ذلك اليوم، ولم نحقق نتيجة جيدة ضد أسكوتلندا، لكن الآن مع مزيد من المعرفة ببعضنا البعض والمزيد من الوقت في التدريب اختلفت الأمور». وقال رودري لاعب وسط مانشستر سيتي إن إسبانيا يجب أن تواصل هذا التطور من أجل الفوز على كرواتيا في المباراة النهائية في روتردام غداً الأحد. وقال: «لقد واجهنا كرواتيا مرات عدة. إنه فريق تنافسي للغاية، ويضم لاعبين متميزين فردياً، ويقاتلون حتى النهاية. لدينا فرصة للتنافس على الكأس، يجب ألا ندع ذلك يفلت من أيدينا».

وسجل البديل خوسيلو هدفاً في الوقت القاتل ليقود إسبانيا للتأهل إلى نهائي دوري الأمم الأوروبية للمرة الثانية على التوالي بفوز مستحق 2-1 على إيطاليا. ويواجه فريق المدرب ديلا فوينتي منتخب كرواتيا في النهائي غداً في روتردام بعدما خسر النهائي قبل عامين أمام فرنسا. وتلعب إيطاليا أمام هولندا في مباراة تحديد المركز الثالث. واستغلت إسبانيا هفوة دفاعية لتتقدم في النتيجة بعد ثلاث دقائق من بداية المباراة عندما وضع يريمي بينو الكرة في الشباك بصورة جيدة، لكن روبن لو نومان لمس الكرة بيده داخل منطقة الجزاء لتحصل إيطاليا على ركلة جزاء سجل منها تشيرو إيموبيلي هدفه الدولي الأول في عامين.

وبدت المباراة في طريقها إلى وقت إضافي بعدما أخفقت مساعي الفريقين في إدراك الفوز حتى الدقيقة 87 عندما أطلق رودري تسديدة قوية اصطدمت بمدافعين اثنين لتصل الكرة إلى خوسيلو الذي أسكنها الشباك من مسافة قريبة. وتواجه إسبانيا منتخب كرواتيا في تكرار لمباراة دور الستة عشر ببطولة أوروبا 2020 والتي انتهت لصالح إسبانيا 5-3 في الوقت الإضافي. وأبلغ خوسيلو الصحافيين: «قدم الفريق مباراة رائعة. هيمنا على الشوط الثاني بالكامل تقريباً، كان ينقصنا الهدف فقط». وقال: «كنت بمفردي بعد تسديدة رودري، وصلتني وكنت واثقاً بأنني لست متسللاً. أنا سعيد بهدفي لأننا الآن في النهائي، ولدينا فرصة للفوز باللقب».

وأصبحت المباراة، التي انتهت بنفس نتيجة قبل نهائي 2021، معركة بين أسلوب إسبانيا المعتمد على الاستحواذ على الكرة وقدرة إيطاليا على تشكيل خطورة بهجمات مرتدة سريعة. ووصلت نسبة استحواذ إسبانيا على الكرة 61 في المائة، لكنها بدت غير قادرة على الاستفادة من هذا الاستحواذ. وأهدى المنتخب الإيطالي منافسه الهدف الأول المبكر عندما فقد ليوناردو بونوتشي الكرة تحت ضغط يريمي الذي لم يتردد في وضع الكرة داخل الشباك. لكن سرعان ما أدرك المنتخب الإيطالي التعادل بعدما حالفه الحظ؛ إذ حصل على ركلة جزاء بعدما لمس قلب الدفاع روبن لو نومان الكرة بيده داخل منطقة الجزاء، وغالط إيموبيلي حارس مرمى إسبانيا أوناي سيمون ليدرك التعادل.

وقال خيسوس نافاس الذي أصبح أكبر لاعب في تاريخ إسبانيا في سن السابعة والثلاثين: «أنا سعيد جداً للجميع، المجموعة والمدرب يستحقان ذلك». وأضاف: «لعبنا بقوة كبيرة، نحن سعداء ويمكننا أن نفخر بأننا وصلنا إلى النهائي. إنه انتصار جميل وصعب، هذه هي الطريقة التي يجب أن نسير بها لتحقيق النجاح».

وبينما رأى مانشيني أن «إسبانيا استحقت الفوز حتى لو سجّلوا هدفاً في وقت متأخر»، قال إيموبيلي بعد الخسارة والإقصاء: «لم نكن محظوظين لكن هذه كرة القدم، ويجب أن نتقبل الهزيمة رغم كل شيء». وأضاف أنه «عندما تلعب أمام إسبانيا يكون الأمر صعباً دائماً. ربما كانوا أفضل منا، لكن فرصهم لم تكن كثيرة، ربما النتيجة الأمثل كانت التعادل».

شاركها.
Exit mobile version