الدوحة – موقع الشرق

حققت  أكاديمية جامعة قطر إكسون موبيل STEM للمعلمين (QUESTA) تقدماً كبيراً في مسيرتها التعليمية بفضل التعاون رفيع المستوى بين وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والمركز الوطني للتطوير التربوي التابع لكلية التربية بجامعة قطر إوكسون موبيل قطر.  وتعد هذه المبادرة نقلة نوعية في مسار تعليم مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في قطر.

إرث من الابتكار في التعليم

شهدت الأكاديمية منذ إطلاقها في العام 2012، تحت اسم أكاديمية جامعة قطر إكسون موبيل للمعلمين (QUEMTA) إعادة هيكلة لتتواءم مع رؤية وتوجهات وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، والتي تهدف إلى تحسين وتحديث مناهج التعليم الوطنية في دولة قطر. وتضم الأكاديمية التي تحتفل بنسختها العاشرة هذا العام، معلمين من كافة أنحاء الدولة وتزودهم بالممارسات التعليمية والاستراتيجيات المبتكرة لتدريس نهج STEM ومجالاته ، تماشياً مع رؤية قطر الوطنية 2030 واستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت هذه المبادرة متوافقة مع استراتيجية وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي 2024 – 2030 تحت شعار “إيقاد شعلة التعلم”. وتركز الأكاديمية على دعم هذه الاستراتيجية لبناء نظام تعليمي يتبنى الإبداع ويرفع نسبة خريجي مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات STEM من 10% إلى 18% . وتهدف هذا الجهود إلى بناء قوى عاملة ماهرة قادرة على دفع عجلة النمو الاقتصادي وتعزيز الابتكار في دولة قطر.

أثبتت الأكاديمية قدرتها على إحداث تأثير إيجابي فعال في قطاع التعليم، فخلال أعوامها الماضية استفاد منها أكثر من 20,000 طالب، ونحن نفخر  بما حققته الأكاديمية من نتائج  متميزة ، ونتطلع إلى استمرار هذا التأثير الإيجابي في المستقبل.

رحلة تعلّم شاملة

تتضمن الرحلة التعليمية لأكاديمية جامعة قطر إكسون موبيل STEM للمعلمين مرحلتين، تشمل المرحلة الأولى سلسلة متكاملة من ورش العمل التدريبية بواقع 42 ساعة تدريبية بقيادة المركز الوطني للتطوير التربوي بكلية التربية في جامعة قطر خلال شهر نوفمبر 2024، يشارك خلالها المعلمون في تجارب تعليمية تفاعلية تهدف إلى تعميق معارفهم بنهج STEM التكاملي وإكسابهم المهارات والأساليب والممارسات التعليمية المرتبطة بتطبيقه في الصفوف الدراسية. من ناحية أخرى، ستركز المرحلة الثانية على التدريب الميداني للمعلمين خلال الفصل الدراسي الثاني للعام الأكاديمي 2024 -2025 والذي سيتم من خلالها منح الفرصة للمعلمين للتطبيق العملي للمهارات والمعرفة المكتسبة من الأكاديمية بشكل مباشر في صفوفهم الدراسية، ودعم وتطوير تطبيق تلك المهارات والمعرفة من خلال الجلسات الإرشادية الفردية من قِبل المركز الوطني للتطوير التربوي مما يعزز من تطوير الكفاءة الذاتية للمعلمين.

وشهدت الأكاديمية هذا العام مشاركة 60 من معلمي الصفين السابع والثامن من 30 مدرسة في دولة قطر، ومن بينهم 10 معلمين من منظمة “علم لأجل قطر”، حيث تعرف هؤلاء المعلمون على الطرق الأكثر فاعلية لتخطيط وتطبيق مشاريع STEM المتنوعة، وجرى اطلاعهم على الممارسات التعليمية المبتكرة في هذا المجال والتي شملت عملية التصميم الهندسي والتعلم القائم على المشاريع، والتعلم القائم على حل المشكلات، والتعلم القائم على الاستقصاء، كما اكتسب المشاركون مهارات في التخطيط لدروس ومشاريع STEM، وتقييم طلابهم بشكل فعال، علاوة على إشراك الطلاب في عملية التعلم.

توافق الرؤية والرسالة مع الأهداف الوطنية

تجسد الأكاديمية رؤية طموحة لتمكين المعلمين من نهج STEM وممارساته التعليمية. وتتمحور رسالة الأكاديمية حول تقديم برامج تدريبية ممتميزة مستندة إلى أحدث الممارسات العالمية ، وتضع الابتكار والتفكير النقدي والاستدامة في صدارة أولوياتها، وهي عناصر لا غنى عنها من أجل تحسين جودة التعليم وبناء اقتصاد مستدام قائم على المعرفة.

تمكين المعلمين والطلاب

تركز أهداف الأكاديمية على إلهام المعلمين لتخطيط وتصميم وتنفيذ مشاريع وانشطة STEM المتنوعة بفاعلية داخل الفصول الدراسية. وتسعى الأكاديمية إلى بناء مجتمع تعليمي مزدهر ومتكامل عبر تمكين المتعلمين من تطبيق مشاريع STEM وتشجيعهم على تبني ممارسات تأملية وتطوير مجتمعات تعلم مهنية متخصصة، مما يوفر للمعلمين بيئة مثالية للتعاون وتبادل الخبرات المهنية.

الرؤى المستقبلية والأثر المستدام في تعزيز التعليم

تهدف الأكاديمية إلى تلبية الاحتياجات الحالية للمعلمين، مع التركيز على الاستدامة المستقبلية من خلال تدريب وتأهيل مجموعة مختارة منهم لتولي تدريب معلمين اخرين في المستقبل، مما يضمن إستمرارية التأثير وتوسيع نطاق الفائدة  . كما تهدف المبادرة إلى تحويل المدارس إلى مراكز رائدة لتعليم  STEM ، بهدف توسيع نطاق تأثيرها وتزويد عدد أكبر من المعلمين بالأدوات والموارد اللازمة لتنفيذ برامج تعليمية فعّالة في هذه المجالات.

وتتجاوز الأكاديمية مفهوم التعليم التقليدي، إذ تركز على تشكيل وتطوير مستقبل التعليم وتطويره بما يساعد على تمكين الأجيال القادمة ويواكب التحديات المستقبلية ، فباستثمارنا في المعلمين اليوم، نفتح آفاقاً واسعة للأجيال القادمة للنجاح في عالم سريع التطور، ونساهم في تعزيز ثقافة الابتكار وتطوير مهاراتهم ليكونوا قادرين على الإسهام الفاعل في بناء المجتمع.

تواصل الأكاديمية مسيرتها التعليمية هذا العام، إذ تظل شاهدة على قوة التعاون وأهمية بناء قوى عاملة ماهرة ومتخصصة قادرة على التكيف مع تحديات المستقبل ومواكبة تطوراته. بفضل التزام إكسون موبيل قطر وشركائها، سيكون المستقبل مشرقاً لنظام تعليمي قوي ومبتكر.

 

شاركها.
Exit mobile version