إذا لم تكن قادراً على تحمل تكاليف محامٍ، فلا شيء يمنعك من إرسال رسالة تبدو مخيفة، تبدو للوهلة الأولى وكأنها صادرة عن محامٍ، على أمل ألا يقرأ المتسلِّم النص المكتوب بدقة… (وإلا سيكتشف حقيقتها)! كما كتبت إيف أبتون-كلارك(*)
أداة للتدوين القانوني
هذه هي الفكرة وراء أداة «هيفي ويت (Heavyweight)»، وهي أداة تتيح لك تسلُّم أي شكوى وتنسيقها بوضع «ترويسة» رسمية في أعلاها، دون الحاجة إلى الادعاء بأنها صادرة عن محامٍ حقيقي.
وأوضح فنان الوسائط المتعددة ومطور البرامج، موري كولمان، في منشور على منصة «إكس» انتشر على نطاق واسع في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن «تعبير (يا إلهي) يأتي لك في اللحظة التي تفتح فيها الرسالة، وتدرك أن المحامي غاضب منك»… وهذه هي ديناميكية السلطة التي يهدف المشروع إلى تقويضها.
ابتكر كولمان هذه الأداة المجانية، عبر الإنترنت، والمفتوحة المصدر، بالتعاون مع كندرا ألبرت، المحامية في مجال المصلحة العامة وتكنولوجيا الإعلام، بعد أن اجتمعا معاً في برنامج «7×7» السنوي لمؤسسة «ريزومي» الشهر الماضي. وتُعدُّ أداة «هيفي ويت» مشروعاً فنياً في المقام الأول، وليست استشارةً قانونيةً بالتأكيد، إذ يهدف المشروع إلى إضفاء طابع ديمقراطي على «جماليات التمثيل القانوني (بدلاً من الوصول إليه)،» وفقاً لتدوينة على مدونة حول المشروع.
مشروع «جمالي» للمتضررين
صرَّح كولمان لمجلة «فاست كومباني»: «أردنا من خلال (هيفي ويت) أن نُظهر قوة القانون، وهذه الأهمية والجدية المُدركة لا تنبع بالضرورة من نص القانون، بل من كيفية عرض هذه الرسائل بصرياً». خذ، على سبيل المثال، ترويسة كبيرة ومُزخرفة، أو خطاباً رسمياً. وأضاف: «هذا مشروع يتعلق بالتصميم. مشروع يتعلق بالجماليات. مشروع يتعلق بمظهر الأشياء».
وبينما يوضِّح كولمان أن خطاب «هيفي ويت» لن يصمد أمام المحكمة – وليس المقصود منه ذلك – كتب على موقع «إكس»: «لا شيء يمنعك من كتابة شيء يبدو متكبراً بالقدر نفسه وإرساله إلى مالك عقار أو قسم خدمة عملاء عنيد لإزعاجهم».
خدمة للمتضررين
على موقع «هيفي ويت»، يمكن لأي طرف متضرر إنشاء خطابه الخاص ذي المظهر القانوني، واختيار طابق مكتب المحاماة (من الأول إلى المائة)، وسنة تأسيسه (يعود تاريخه إلى عام 1775). يمكنك تغيير عدد شركاء الشركة وإنشاء أسمائهم. ما عليك سوى تنزيل ملف PDF وإرساله إلى أي شخص يعارضك.
انتشر منشور «إكس»، الذي أعلن عن المشروع، بسرعة؛ حيث حصد 1.5 مليون مشاهدة وقت كتابة هذا المقال. توقع كولمان الجدل حول الأداة، ونصح أي شخص يُرسل رسائل أن يفعل ذلك على مسؤوليته الخاصة.
استخدام عادل
ومن أمثلة الاستخدام العادل، مالك العقار الذي يتجاهل طلبك لإصلاح غسالة أطباق مُعطّلة منذ أشهر، أو زبون توقف عن الرد على رسائلك الإلكترونية.
وقال كولمان: «أعتقد أن هذه المواقف، عندما تُحاول ببساطة التحوّل من شخصٍ يُهمَل إلى شخصٍ مزعج، تُمثّل استخداماً جيداً لإرسال رسالةٍ ثقيلة الوزن.. لقد استخدمتُها بنفسي لإرسال رسالةٍ إلى بريدٍ إلكترونيٍّ لخدمة الزبائن لم يُعد لي أيّاً من أموالي».
* مجلة «فاست كومباني» – خدمات «تريبيون ميديا»
“);
googletag.cmd.push(function() { onDvtagReady(function () { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); }); });
}

