يحتار كثيرون في بداية فصل الشتاء في تحديد درجة مقاومة الجسم لبرودة الطقس، ويقفون أمام خزانة الملابس مترددين بين أثقل معطف للشعور بالدفء وأخف ملابس لتجنب التعرق. فإذا كنت من هؤلاء، إليك مجموعة من النصائح التي يقدمها باحثون وأطباء عرفوا أسرار التدفئة.

لا تتجنب البرودة

نشرت جامعة نورث كارولينا تقريرا عن فيزياء الحرارة أكد فيه إيميل دينهارتوغ أستاذ فيزياء الملابس الحيوية في كلية ويلسون للنسيج، أننا نعتاد درجة الحرارة مهما كانت خلال فترة معينة، ولذلك نشعر أن الجو حار أو بارد أكثر من حالته الفعلية عندما ترتفع درجة الحرارة أو تنخفض بشكل كبير لأول مرة.

وتعد درجة الحرارة الجديدة بمثابة صدمة، لأن الجسم كان قد تأقلم مع درجة الحرارة السابقة، لكن الخبر السار أن الجسم يتأقلم بسهولة مع الحرارة أو البرودة بعد التعرض لهما بضع ساعات يوميا على مدار عشرة أيام.

يتأقلم الجسم بسهولة مع الحرارة أو البرودة بعد التعرض لهما بضع ساعات يوميا على مدار عشرة أيام (بيكسلز)

لا ترتد معطفا ثقيلا

تنصحك جمعية القلب البريطانية بتشكيل طبقة هواء دافئة حول جسمك لتشعر بالدفء، بشرط أن تكون طبقة متساوية وعازلة، ولا يمكن تحقيق ذلك بارتداء معطف ثقيل فوق قميص قطني فقط، لأن المعطف وحده سيوفر طبقة سمكها نصف بوصة، كما أن الهواء الدافئ سيتزاحم في منطقتي الصدر والظهر، وستشعر بالبرودة حول المفاصل.

بالإضافة إلى ذلك، فإن المعطف الثقيل سيزيد من درجة الجذع مع الحركة، ولذلك قد ترى شخصا يرتدي معطفا ثقيلا، ثم يفتح أزراره ليجف عرقه.

ونبه تقرير لموقع “ذا كونفرزيشن” إلى أن تبخر العرق يزيد معدلات فقدان الجسم للحرارة.

السر في الطبقات

شرح تقرير جامعة نورث كارولينا سر ترتيب الطبقات، فلحفظ حرارة الجسم قد تحتاج أولا إلى طبقة عازلة على الجلد، على أن يكون نسيجها ماصا للعرق.

ويعد الصوف أفضل خيار لتلك الطبقة الأساسية، فيمتص العرق، ويمرر الهواء الدافئ بين ألياف الصوف، بينما يناسب البعضَ ارتداءُ الملابس الرياضية الماصة للعرق، لا سيما إن كانوا ممن يتحسسون من ملمس الصوف المباشر على الجلد.

وتأتي بعد الطبقة السابقة أخرى متوسطة لحبس الحرارة، ويعد الصوف ضروريا في تلك المرحلة، أو يمكن اختيار نسيج ناعم محكم كي يشكل طبقة هواء دافئ حول الجسم، بمقدار بوصة موزعة على نصفك الأعلى بالتساوي.

وبالنسبة للخصر والساقين، يمكن ارتداء طبقة ماصة عازلة، يليها سروال صوف أو جينز ثقيل.

لحفظ حرارة الجسم قد تحتاج أولا إلى طبقة عازلة على الجلد على أن يكون نسيجها ماصا للعرق (بيكسلز)

طبقة أخيرة حسب الطقس

لا تكمن أهمية الطبقة الأخيرة من الملابس في التدفئة، بل في منع تسرب حرارة الجسم عن طريق معطف مقاوم للرياح والمطر في الأيام الماطرة، أو معطف منتفخ أو من الصوف في الأجواء المستقرة.

وينصح تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” بأن يكون معطفك مزودا بفتحات تهوية حول الإبطين للسماح بتبخر العرق، أو اختيار معاطف ليست عازلة للحرارة.

ارتداء القفازات

يتدفق الدم عبر الجسم حاملا معه العناصر الغذائية والأكسجين، كما ينقل الحرارة المنتجة من العضلات إلى الجلد لتشعر بالدفء، لدرجة أنك إذا لمست شيئا باردا، فسيعيد جسمك توزيع الحرارة على أعضائه، وتنتقل الحرارة إلى الجذع والأعضاء الحيوية، وتنسحب من الجلد والأطراف، ولن يعني ذلك برودة الكفين فقط، بل الذراعين والساقين وتشقق الجلد.

وحذر تقرير من موقع “لايف ساينس” من أن تلك التشققات الدقيقة في الأنامل قد تتحول إلى شقوق، وقد تتسبب في الإصابة بالعدوى.

لا ترتد ملابس قطنية

يعد القطن مثاليا لملابس الصيف لمساعدة الجسم على ترطيب نفسه، لكنه أسوأ الاختيارات في الشتاء، فآخر ما تتمناه في الشتاء أن يلامس جلدك بللا، وقد تضطر إلى تجفيفه بتعريض جسمك للهواء البارد، أو حبس الرطوبة على جلدك، وحينئذ قد تتفاقم مشكلة التعرق والرائحة الكريهة.

وذكر تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” أفضل الأنسجة لملابس الشتاء، ومنها: الصوف، والبوليستر، والبولي بروبيلين، والحرير، ونصح بنسيج النايلون للطبقات الخارجية، مثل القبعات، والمعاطف.

القطن يعد مثاليا لملابس الصيف لمساعدة الجسم على ترطيب نفسه، لكنه أسوأ الاختيارات في الشتاء (الجزيرة)

تناول وجبات صغيرة

قد يرى البعض أن تناول كميات كبيرة من الطعام يساعد في تدفئة الجسم، لكنّ أخصائية تغذية الرياضيين نانسي كلارك، أشارت إلى أهمية الوجبات الصغيرة مقابل الوجبات الكبيرة.

تؤدي عملية هضم الأطعمة الخفيفة إلى زيادة في درجة حرارة الجسم بنسبة تقدر بـ10% بعد مرور 30 إلى 60 دقيقة على تناولها، لذلك يأكل الجنود وجبة خفيفة قبل النوم في محاولة للبقاء أكثر دفئا طوال الليل.

وتحميك وجبة خفيفة مساء من كثرة التبول ليلا، فيطلق الأطباء على كثرة التبول شتاء اسم “إدرار البول البارد”، ويعد أحد الآثار الجانبية للبرودة وانقباض الأوعية الدموية، ويمكن تفاديه بتناول وجبة خفيفة قبل النوم، أما إذا أكلت وجبة دسمة فسيمتلئ الجلد بالدم، بينما يحاول الجسم تبديد حرارته الزائدة، مما يؤدي إلى التعرق والشعور بالبرودة لاحقا.

شاركها.
Exit mobile version