منذ أكثر من شهر، قررت أميرة حامد، البالغة من العمر 33 عامًا، اتباع حمية غذائية لإنقاص 15 كيلوغرامًا من وزنها، مستوحاة من نظام غذائي شائع في إحدى مجموعات الأكل الصحي على فيسبوك.

ورغم أن الرقم ليس كبيرًا، فإن قلة حركتها جعلت تحقيقه تحديًا. واعتمدت الحمية على تناول البروتين الحيواني والنباتي بجميع أشكاله في الوجبات الثلاث، وشاركت متابعيها بصور وجباتها اليومية طوال الأسبوع.

ومع بلوغ منتصف الشهر الأول، لاحظت تغييرًا ملحوظًا في قياسات الجسم، لكن مع مرور الوقت، بدأت تواجه مشكلات متتالية، وأصبحت معاناتها مع الحمية البروتينية أشد من معاناتها مع الوزن الزائد.

بعد استشارات طبية عدة، استجابت أميرة لنصيحة طبيبها، الذي أوضح لها أن الشخص النشط الذي يمارس الرياضة بانتظام يحتاج إلى 0.5 غرام من البروتين لكل كيلوغرام من وزنه يوميًا.

لكن بسبب الإفراط في تناول البروتين بجميع أشكاله، تجاوزت هذه النسبة، مما أدى إلى ظهور أعراض مؤلمة دفعتها إلى تقليل استهلاكها اليومي من البروتين.

كيف يؤثر التناول المفرط للبروتين على صحة جسمك؟

وفقًا لدراسة نشرتها مجلة الجمعية الأميركية للدواء، تبين أن الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين تؤثر على صحة الكلى وقد تؤثر على طول العمر.

ورغم الشعبية الواسعة التي تحظى بها هذه الأنظمة لفقدان الوزن وعلاج مرض السكري من النوع الثاني، فإن الدراسة أشارت إلى وجود أدلة على تدهور وظائف الكلى لدى متبعيها، بغض النظر عما إذا كانوا يعانون مسبقًا من مشكلات في الكلى أم لا.

وأوضحت الدراسة أن انتشار هذا النمط الغذائي كان مدفوعًا بشكل كبير بمنصات التواصل الاجتماعي، لا سيما عبر الفيديوهات التي تروج لوصفات غذائية تعتمد بشكل أساسي على البروتين. كما أكدت أن الاعتماد على البروتين الحيواني يسبب ضررًا أكبر مقارنة بالبروتين النباتي.

حمية البروتين لا تناسب الجميع

في حديثه لـ”الجزيرة نت”، يشير الدكتور أحمد حامد، طبيب التغذية العلاجية، إلى أن الحمية الغذائية القائمة على استهلاك كميات كبيرة من البروتين يوميا، بهدف كبح الشعور بالجوع وزيادة الكتلة العضلية مع تقليل الدهون، أصبحت مؤخرًا رائجة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي.

وأوضح أن العديد من وصفات البدائل الصحية للخبز والفطائر والبيتزا تعتمد البيض والأجبان الطبيعية بدل الدقيق الأبيض. ومع ذلك، لا تستجيب جميع الحالات لهذه الحمية بنفس الطريقة، حيث قد يؤدي الإفراط في تناول البروتين إلى مشكلات مثل انتفاخ البطن بدلاً من تحقيق كتلة عضلية مثالية.

1- انتفاخ ودهون البطن

قد يتسبب البروتين الزائد وخاصة تناول البيض في الوصفات البديلة إلى الشعور الدائم بانتفاخ البطن، وعدم انتظام حركة الأمعاء، وامتلاء البطن بالغازات مما يؤدي إلى عدم راحة مستمرة وغثيان دائم لا يفارقان صاحب الحمية.

وقد يتسبب الإكثار من تناول البروتين في زيادة معدلات دهون البطن، في بعض الأحيان لمن لا يمارسون رياضة خفيفة أثناء الحمية، خاصة أن عملية الهضم تكون أصعب من مثيلتها في نظام غذائي متوازن العناصر، فتزيد مشكلة حجم البطن مما يؤثر على الشكل العام للشخص، ويقلل من رضاه عن حميته الغذائية.

2- رائحة الفم الكريهة

يقول الدكتور أحمد حامد “الامتناع عن تناول المواد الكربوهيدراتية تماما، واستبدال البروتين بها بشكل كلي، يؤدي إلى ما يعرف بدخوله في العملية “الكيتوزية”، وهي ما يعني أن تقوم خلايا الجسم بالاعتماد على الدهون المخزنة لتوفير الطاقة للجسم، وينتج عنها رائحة الفم الكريهة”.

الاعتماد على تناول البروتين فقط ينتج عنه رائحة الفم الكريهة (شترستوك)

3- تضرر الكليتين وهشاشة العظام

عند اتباع حمية غنية بالبروتين، يوصى دائمًا بإجراء فحص لوظائف الكلى والكبد مسبقًا، نظرًا لأن هذا النظام الغذائي يزيد بشكل كبير من احتمالية تأثر الكلى. كما يجب أن يتضمن النظام الغذائي كميات كافية من الألياف بجانب البروتين، للمساعدة في التخلص من السوائل والفضلات بفعالية.

إضافة إلى ذلك، قد يؤدي تناول كميات كبيرة من البروتين إلى فقدان الكالسيوم بنسبة أعلى مع البول، مما يزيد من خطر ضعف العظام وهشاشتها على المدى الطويل.

4- قلة التركيز

يمكن التغلب على ذلك العرض بتناول الفواكه والخضروات الغنية بفيتامين “أ”، بالإضافة لتناول المكملات الغذائية التي تساعد على التركيز ونشاط المخ.

شاركها.
Exit mobile version