عانى سكان قطاع غزة من ويلات حرب دمرت مدنهم وأرواحهم، وتركت ندوبًا عميقة في نفوس ناجين تستمر معاناتهم النفسية التي قد تفوق آلام الجسد، ويحتاجون إلى يد الرفق والدعم النفسي.

وتناولت حلقة 2025/3/21 من برنامج “رفقا” قصصًا إنسانية مؤلمة من ضحايا الحروب، مع التركيز على معاناة سكان قطاع غزة، ودور الرفق والرحمة في مساعدة المتضررين على تجاوز محنتهم.

وقدمت الحلقة شهادات حية من مناطق الصراع، أبرزها قصة سيدة فقدت زوجها وطفليها في قصف إسرائيلي على منزلهم.

ونقلت أيضا شهادة اخرى لشاب فقد والده وقال إنه وجد جثة والده مقطعة على باب المنزل، مشيرا إلى أن غيابه “أشعرنا بأن جبالا وضعت على أكتافنا”.

شاهد عيان

واستضافت الحلقة الدكتور الكويتي محمد بوعلي الذي زار غزة مرتين خلال الحرب، وشارك مشاهداته وتجاربه المباشرة التي قال إنه لم يكن يتخيل أن يشاهدها.

وأضاف بو علي “ذهبنا إلى غزة لنقدم فريقا طبيا وإغاثة نوعية، لكن صدمنا أنهم كانوا يريدون الإغاثة النفسية قبل ذلك”، مؤكدا أن وجود الفريق الطبي بين الغزيين كان له تأثير كبير.

وركزت الحلقة على أهمية الدعم النفسي لضحايا الحروب، موضحة أن انتهاء الحرب لا يعني نهاية المعاناة.

وفي هذا الإطار، قال أحد المتحدثين إن “دخول البلد في حالة حرب قد يفتح بابًا كبيرًا لانتشار الاضطرابات العقلية والأمراض النفسية والتفكك الأسري، فيزداد عدد الأرامل والأيتام”.

وأكد بوعلي أن الأطفال كانوا هم الأكثر تأثرًا ومعاناة في هذه الحرب، لافتا إلى أن وقف إطلاق النار “لا يعني نهاية المأساة، بل قد تكون بداية مرحلة جديدة من المعاناة”.

الوضع أسوأ

ولفت الدكتور بوعلي إلى أن “90% من غزة تمت تسويته بالأرض، فالوضع أسوأ مما كنا فيه، والناس يوم تتوقف الحرب تدخل في نشوة الفرح، لكن بعد أسبوع تبدأ تستوعب أن الدنيا معدومة”.

وتابع قائلا “حتى المساجد سوّوها بالأرض، المستشفيات والمدارس والجامعات والبنية التحتية والبيوت والعمارات السكنية.. إلخ”.

ودعت الحلقة إلى التعاطف والرفق مع ضحايا الحروب، مستندة إلى النصوص الدينية، كما أشارت إلى أن المساعدة لا تقتصر على المال.

ووفق الحلقة، فإن “الإنفاق قد لا يكون فقط بالمال، فقد يكون بوقتك وجهدك وأفكارك، وأحيانا بدفاعك عن المظلوم في وسائل التواصل الاجتماعي”.

وختمت الحلقة بمشاركة أمنيات بعض ضحايا الحرب، إذ قال أحدهم “أمنيتي هي الصلاة في المسجد الأقصى ونراه محررا طاهرا من دنس الاحتلال وأعوانه”، في حين عبرت سيدة عن أملها في رؤية الشعب الفلسطيني يعيش بكرامة وبسلام بعيدا عن الحروب والدمار.

شاركها.
Exit mobile version