شهدت العاصمة الفرنسية باريس تنظيم موكب كبير للإبل، بمشاركة 50 جملا يمثلون 34 دولة، حيث شاركت الجمال العربية في العرض، إلى جانب حيوانات اللاما والألبكة وأنواع أخرى تزن ما يقرب من 500 كغم.

وتم تنظيم العرض، أمس السبت، في قلعة فينسينس (شرق باريس)، حيث بدأ التجمع الساعة 12 ظهرا في ساحة القلعة، ثم غادر الموكب الساعة الثانية بعد الظهر من شارع مينيميس، وتجول المشاركون في شارعي دوميسنيل وأفانوا.

ووفق منظم الحفل كريستيان شوتل، عمدة بلدة جانفري الصغيرة، فإن “العرض جرى في شارع سان موريس، وانتهى الساعة السادسة مساء عند زاوية شارع سان موريس وطريق دو بارك”.

 

وأشرف شوتل، الذي يرأس أيضا الاتحاد الفرنسي لتنمية الإبل في فرنسا وأوروبا، على تنظيم الصالون الدولي للجمال والإبل، الذي عُقد في يناير/كانون الثاني عامي 2019 و2022.

وكان من المقرر، في البداية، أن يسير العرض بمرافقة الوفود الشعبية إلى مقر اليونسكو، الواقع في ساحة فونتينوي بالدائرة السابعة، بدءًا من زاوية رصيف جاك شيراك وشارع لا بوردونيه.

وشارك في العرض جمال من 34 دولة، من بينها الولايات المتحدة الأميركية وكندا وإنجلترا وإسبانيا وأستراليا وباكستان والهند والسنغال وتنزانيا والنيجر وتشاد، ومن الدول العربية قطر والسعودية ومصر والجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا.

وفي 21 فبراير/شباط 2024، أكد رئيس البلدية أنه حصل على تصريح من مديرية الشرطة لهذا الحدث، الذي وُصف بأنه “مهرجان الثقافات البدوية”، وبدعم من منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” ومنظمة “الإبليات الدولية”.

معركة حول مكان العرض

ومنذ الإعلان عن تنظيم حدث الاحتفال بالعام العالمي للإبل في العاصمة باريس، أدان العديد من جمعيات حماية الحيوان عرض الجمال، ودعت إلى حظره.

وكان من المقرر أن تنزل الإبل إلى شوارع العاصمة قبل إصدار الشرطة الخميس الماضي أمرا بحظر الحدث في شارع الشانزليزيه الشهير، واقترحت طريقا بديلا عبر بوا دي فينسين.

كما رفضت الشرطة مقترحا بأن يسمح للجمال بالتجول بالقرب من شامب دي مارس (القرن السابع) لأسباب “الأشغال” و”الأمن” و”الرفق بالحيوان”، وفق بيان الشرطة.

وفي 18 أبريل/نيسان الجاري، اتخذت شرطة باريس قرارا بحظر عرض الإبل في شوارع العاصمة، لافتة إلى أن “الحيوانات التي سيتم استعراضها ليست معتادة على التطور في مثل هذه البيئة الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية”.

ورحبت جميعة باريس للرفق بالحيوان بقرار الشرطة، مؤكدة أن “هذه البيئة من المرجح أن تقوض الرفق بالحيوان”، إلا أن كريستيان شوتل استأنف على قرار الشرطة أمام المحكمة لكنها رفضت الطعن.

2024.. السنة الدولية للإبليات

كانت الأمم المتحدة قد أصدرت مرسوما يقضي بأن يكون عام 2024 رسميا “العام الدولي للجمل”، واحتفالا بهذه المناسبة، تم الإعلان عن عرض كبير في قلب باريس.

وجاء إعلان الأمم المتحدة بهدف “تسليط الضوء على ما يجعل الجمل عنصرا أساسيا في سبل عيش الملايين من الأسر التي تعيش في ظروف صعبة في أكثر من 90 بلدا، لا سيما الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية”.

ووفق بيان المنظمة “تسهم الإبليات مثل الألباكا والجمال ذات السنامين والجمال العربية والغواناكو وحيوان اللاما والفيكونيا في ضمان الأمن الغذائي والتغذية والنمو الاقتصادي، كما أنها تتمتع بأهمية ثقافية واجتماعية كبيرة بالنسبة للمجتمعات المحلية في جميع أرجاء العالم”.

وتؤدي الإبليات دورا مهما في دعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالقضاء على الجوع واستئصال الفقر المدقع، وتمكين المرأة والاستخدام المستدام للنظم الإيكولوجية البرية”، حسب البيان.

وأضاف البيان “تزدهر الإبليات في المناطق التي لا يمكن لأنواع الماشية الأخرى العيش فيها، فتوفر الحليب واللحوم والألياف للمجتمعات المحلية ووسيلة لنقل البضائع والأفراد”.

وتؤدي الإبليات دورا رئيسيا في الثقافة والاقتصاد والأمن الغذائي وسبل العيش بالنسبة إلى المجتمعات المحلية، التي تعيش في مرتفعات جبال الأنديز وفي الأراضي القاحلة وشبه القاحلة الواقعة في أفريقيا وآسيا، بما فيها الشعوب الأصلية.

وأكدت المنظمة الدولية أن الجمال قادرة على مواصلة إنتاج الألياف والأغذية المغذية حتى في الظروف المناخية القاسية، مشيرة إلى أن السنة الدولية للإبليات تتيح فرصة فريدة من أجل التوعية بدور الإبليات في بناء القدرة على الصمود في وجه تغير المناخ، لا سيما في الجبال والأراضي القاحلة وشبه القاحلة.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الفرنسية + مواقع التواصل الاجتماعي

شاركها.
Exit mobile version