الدوحة – موقع الشرق
تتوفر خيارات عديدة للمواطنين والمقيمين في دولة قطر للسفر إلى المملكة العربية السعودية لأداء العمرة، بيد أن قطاعاً كبيراً من المعتمرين يفضلون السفر براً إلى المملكة لعيش تجربة فريدة من نوعها، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية طوال الرحلة، إضافة إلى سهولة التنقل بالسيارة أو الحافلة بين أماكن ومزارات عدة.
واذا كنت قد اتخذت قرار السفر إلى السعودية براً لأداء العمرة، ولديك استفسارات حول التخطيط للرحلة، يقدم لك هذا التقرير التفاصيل التي ستحتاجها.
في البداية يجب توفر محدادات قبل اتخاذ قرار السفر البري إلى مكة المكرمة، أهمها أن تكون ضمن صحبة، وليس السفر وحيدا في هذا الطريق الطويل الذي يصل إلى أكثر من 3 آلاف كيلومتر ذهابا وعودة، وأن تحدد الوقت المناسب للسفر، لا سيما أن يكون بعيدا عن شهور الصيف القاسية من حيث درجات الحرارة، وتجنب أيام بداية العطلات الطويلة كونها تشهد بعض الازدحام في المعابر الحدودية وفقا للجزيرة.
وقبل السفر أيضا تكون قد حجزت فندقك في مكة المكرمة، مع مراعاة أن يوفر هذا الفندق خدمة صف السيارات، حتى لا تكون في حاجة للبحث عن موقع تصف فيه سيارتك بعيدا عن موقع إقامتك، وهناك كثير من الفنادق التي توفر هذه الخدمة من دون إضافة أي رسوم على الحجز.
تبدأ الرحلة بعديد من التجهيزات الضرورية، أهمها صيانة السيارة والتأكد من كفاءتها خلال السفر، وأن ترخيصها مستمر لما بعد العودة من العمرة، ودفع أي مخالفة مرورية على السيارة، والحصول على تأشيرة الدخول إلى السعودية، مع أهمية أن تكون السيارة ملك المسافر أو لديه موافقة من المالك على السفر بها.
بدء الرحلة
من الأفضل بدء الرحلة بين 8 إلى 10 صباحا، عندها تنطلق من الدوحة باتجاه شارع سلوى حتى الوصول إلى معبر أبو سمرة القطري، الذي ستصل إليه بعد ساعة من الانطلاق، ولن تستغرق إجراءات الخروج من المعبر أكثر من 5 دقائق، بعدها تتوجه إلى معبر سلوى السعودي على بعد 3 كيلومترات من المعبر القطري.
تمر في المعبر السعودي بـ3 بوابات، وأنت في سيارتك من دون الخروج منها، البوابة الأولى يتم فيها التأكد من الأوراق وعدد الأفراد، ثم التوجه إلى بوابة الجوازات لتحصل فيها على ختم الدخول، وفي البوابة الأخيرة تدفع تأمين السيارة خلال وجودها في السعودية بقرابة 120 ريالا (33 دولارا) في الأسبوع.
وإذا كنت ستدخل إلى الأراضي السعودية لأول مرة في حياتك، فإن إجراءات العبور ستتطلب وقتا إضافيا، لأن هناك مرحلة إضافية لدى سلطات الحدود السعودية، وهي أخذ بصمات الوجه والأصابع، وهي المرحلة الأولى قبل مراحل البوابات الثلاث المذكورة سابقا.
لو كنت قد تحركت من بيتك في التاسعة صباحا فستكون داخل الأراضي السعودية في الـ11 صباحا تقريبا، وهناك مجمع خدمات على بعد 3 كيلومترات من المعبر بإمكانك شراء خط تليفون منه أو استخدام الباقة الدولية الخاصة بخطوط شبكات الهاتف القطرية، وشراء بعض المستلزمات الخاصة بالسفر من ماء بارد وبعض المعجنات والاستراحة قليلا، وتزويد السيارة بالوقود ثم التحرك باتجاه الرياض.
تقسيم الطريق
من هذه النقطة تبدأ رحلتك الطويلة ولكن عليك تقسيمها إلى مراحل حتى لا ترهق، ففي البداية يكون الهدف هو الوصول إلى حدود الرياض مع راحة مرتين قبل الوصول إلى تلك النقطة التي تبعد 450 كيلومترا، وهناك عديد من الاستراحات في محطات الوقود التي بها مطاعم ومقاهي وغيرها من الخدمات، والنصيحة هي أن تتوقف كل 200 كيلومتر للتزود بالوقود والراحة ولو لمدة ربع ساعة فقط، تقوم فيها بالمشي على قدميك لمدة 10 دقائق حتى تتخلص من آثار طول الجلوس وقيادة للسيارة.
ولا بد من استخدام نظام تحديد الموقع بواسطة الأقمار الصناعية “جي بي إس” حتى لا تضل الطريق، فعقب الخروج من معبر سلوى، اجعل وجهتك الرياض، وقبل الوصول إلى الرياض حوّل هذه الوجهة إلى مدينة القويقعة وهي على بعد 130 كيلومترا من العاصمة السعودية، وفي القويقعة يمكنك تأجير شقة أو غرفة على حسب عدد أفراد المسافرين والنوم فيها حتى الصباح، حيث من المتوقع الوصول للقويقعة في التاسعة مساء.
وعند وصولك إلى القويقعة تكون قد قطعت نصف المسافة إلى مكة المكرمة تقريبا، والقويقعة مدينة هادئة وبها عديد من الخيارات، حيث يصل تأجير الشقة في اليوم إلى 250 ريالا (70 دولارا)، وإيجار الغرفة هو نصف سعر الشقة تقريبا، كما توجد في المدينة مطاعم ومحلات تجارية وعديد من الخدمات الأخرى الضرورية، وهي خيار مفضل للاستراحة كون المبيت في الرياض سيجعلك تواجه ازدحاما شديدا في الصباح للخروج من العاصمة، ومواصلة طريق السفر إلى مكة، في حين أن القويقعة هي على طريق مكة مباشرة ودون زحمة المرور.
وفي السادسة صباحا من اليوم التالي، عليك مواصلة السير في الطريق باتجاه الطائف، وهي على بعد 600 كيلومتر تقريبا وكلها على طريق واحد، فأنت لست بحاجة لموقع التنقل حتى الوصول إلى مشارف مدينة الطائف البديعة، والمسافة تقريبا تستغرق 6 ساعات مع استراحات يسيرة للتزود بالوقود أو تناول الطعام.
ومع الوصول إلى مدينة الطائف، عليك تغيير وجهة التنقل إلى “مسجد ميقات السيل الكبير”، وهو وجهة رئيسية في المدينة لن تضل الطريق إليها وفيها يمكنك شراء الإحرام، وكافة المستلزمات الأخرى، لتدخل إلى المسجد بعدها وتؤدي مناسك الإحرام، ثم الاستراحة قليلا قبل مواصلة السفر إلى مكة المكرمة.
المسافة من الطائف إلى مكة المكرمة لا تتعدى 80 كيلومترا، ولكن لا بد من مراعاة الحذر، فهذا الطريق منحدر ويجب السير بسرعة معقولة لا تتعدى 90 كيلومترا في الساعة حتى تصل إلى وجهتك في الفندق ولتقوم بصف سيارتك، ولن تستخدمها حتى طريق السفر إلى المدينة المنورة، وذلك لتجنب الازدحام في مكة وعدم معرفتك بالطرق داخل المدينة المقدسة.