يعرض حول العالم وفي أغلب دور العرض السينمائية الآن “ظاهرة 2023” السينمائية وأحدث أفلام كريستوفر نولان فيلم “أوبنهايمر” المقتبس من كتاب “بروميثيوس الأميركي” لكاي بيرد ومارتن جيه شيروين، والذي يروي قصة معقدة ومشحونة أخلاقيا بطلها العالم الأميركي جيه روبرت أوبنهايمر الذي قاد عملية تطوير القنبلة الذرية.

وتجاوزت إيرادات الفيلم النصف مليار دولار حتى الآن، ومن المتوقع زيادة هذه الإيرادات خلال الأسابيع القادمة، خاصة مع غياب الأفلام القوية نتيجة التأجيلات بسبب إضراب ممثلي وكتاب هوليود.

لكن، هل يحقق “أوبنهايمر” نجاحا مماثلا في جوائز الأوسكار؟ وهل يفوز كريستوفر نولان وكيليان ميرفي وروبرت داوني جونيور بالأوسكار أخيرا بسبب الفيلم؟

Oppenheimer | New Trailer

نولان المحروم من الأوسكار

حصد نولان ومجموعته من الممثلين ما مجموعه 27 ترشيحا لجوائز الأوسكار طوال حياتهم المهنية، لكن لم يفز بها أي ممثل بمفرده، ومنهم الأيرلندي كيليان ميرفي الذي أثبت موهبته مرات عدة بخطوات فنية راسخة واختياراته المميزة لأدواره، وقد جاء أداؤه في فيلم “أوبنهايمر” منقذا للعمل من جفاف المصطلحات العلمية التي تكاد يفقد المشاهد تركيزه في بعض اللقطات.

أما الممثل الشهير بدور “الرجل الحديدي” روبرت داوني جونيور فمنحه الفيلم واحدا من أفضل أدواره، والذي يؤهله للمنافسة بشدة في فئة أفضل الممثلين المساعدين، وذلك عن شخصية لويس شتراوس أحد المفوضين المؤسسين للجنة الطاقة الذرية الأميركية والمعادي لأوبنهايمر بعد تطوير القنبلة الهيدروجينية.

تم ترشيح روبرت داوني جونيور مرتين من قبل عن دوره في فيلم “شابلن” عام 1992، وعن فيلم “تروبيك ثاندر” عام 2008.

وبشكل عام، فاز ممثل واحد فقط من أحد أفلام نولان بجائزة الأوسكار، وهو هيث ليدجر عن فيلم “فارس الظلام” في 2008.

وحتى الآن، لم يظهر منافسون حقيقيون في فئة أفضل ممثل مساعد في النسخة المقبلة من جوائز الأوسكار سوى روبرت دي نيرو عن أدائه في “قتلة زهرة القمر”، وريان غوسلينغ عن “باربي”.

أدوار نسائية محدودة

وكما في أفلام كريستوفر نولان السابقة لم تُمنح النساء في “أوبنهايمر” سوى القليل جدا من الوقت على الشاشة، وإضافة محدودة للحبكة، ولكن أداء فلورنس بوغ كصديقة أوبنهايمر ولاحقا صديقته جان تاتلوك قد يستحق ترشح لأوسكار أفضل ممثلة مساعدة، فعلى الرغم من قصر الدور نسبيا فإن أداءها فيه كان مميزا.

أما إميلي بلانت فلم ترشح حتى الآن لأي جائزة الأوسكار حتى على بعض من أفضل أدوارها مثل “الشيطان يرتدي برادا” عام 2006، و”مكان هادئ” عام 2018، وتلعب في الفيلم دور كيتي زوجة أوبنهايمر مدمنة الكحول، والتي تعاني من الاكتئاب بصورة كبيرة لدرجة مطالبة صديق للعائلة بأخذ طفلهما لفترة من الوقت.

ومع ذلك، قدم نولان لإيملي بلانت خلال مشهد الاستجواب الفرصة لاستعراض مهارتها، وقد تتمكن أخيرا من الحصول على أول ترشيح لها كممثلة مساعدة.

هل يفوز “أوبنهايمر” بأوسكار أفضل فيلم؟

حصل نولان نفسه على 5 ترشيحات لجوائز الأوسكار خلال مسيرته المهنية، أولها مع “تذكار” عام 2001 في فئة السيناريو الأصلي، وعام 2010 عن فيلم “بداية” في فئتي السيناريو الأصلي وأفضل فيلم، وعام 2017 عن فيلم “دونكيرك” عن فئتي أفضل إخراج وأفضل فيلم.

قدم نولان 11 فيلما خلال مسيرته المهنية، 3 أفلام فقط لم تترشح لجوائز أوسكار، هي “ملاحقة” عام 1998، و”أرق” عام 2002، و”ذا دارك نايت رايزز” عام 2012.

ومن المتوقع ترشح “أوبنهايمر” عن فئة أفضل فيلم هذا العام، وسترفع إيرادات الفيلم في شباك التذاكر من حظوظه، خاصة بعدما تم مد عرضه في قاعات “آي-ماكس” بناء على رغبة الجمهور، والمراجعات النقدية القوية في اقترابه من الجائزة، والعناصر التقنية كذلك من المتوقع لها المنافسة، خاصة تصميم الإنتاج والتصوير السينمائي والأزياء والمونتاج والصوت والموسيقى الأصلية.

ومن بين جميع الأفلام التي تم عرضها حتى هذه المرحلة من العام يعد فيلم نولان واحدا من فيلمين يمكن أن يحتويا على جميع المكونات الرئيسية للفوز بجائزة الأوسكار الأكثر أهمية، وهي أوسكار أفضل فيلم، خاصة أنه مع استمرار الإضرابات من المتوقع أن تتأجل الكثير من الأفلام، وكذلك ستكون الدعاية للأفلام المعروضة محدودة للغاية بغياب ترويج الممثلين.

ويعد الترويج للأفلام المؤهلة للأوسكار أمرا شديد الأهمية، ربما بما يوازي جودة العمل الفني نفسه، ولذلك غياب هذا العامل سيضرب الكثير من الأعمال في مقتل.

وسيقام حفل توزيع جوائز الأوسكار 96 يوم الأحد العاشر من مارس/آذار 2024، والموعد النهائي لتقديم الأفلام هو 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

وسيبدأ التصويت الأولي للقوائم المختصرة في 18 ديسمبر/كانون الأول مع إعلان النتائج في 21 ديسمبر/كانون الأول، وستبدأ فترة التصويت على الترشيحات من 11 إلى 16 يناير/كانون الثاني 2024 مع إعلان الترشيحات الرسمية في 23 يناير/كانون الثاني المقبل.

شاركها.
Exit mobile version