طهران – سنّة “عَطِرة” توارثها الأبناء عن الآباء في إيران؛ فمن حقول ورد الجوري الذي يسمونه “المحمدي” في مدينة كاشان وسط البلاد، يستخرجون ماء الورد.

ويحتل هذا المنتج مراتب متقدمة عالميا، ويُصدَّر إلى البلدان الأوروبية لصناعة أجود أنواع العطور.

يحظى مهرجان ماء الورد في طهران بشعبية كبيرة (الجزيرة)

مهرجانات لماء الورد

يعمل رضا نصير زاده في إنتاج ماء الورد بالطريقة التقليدية، وقد توارث عن أجداده في منطقة قمسر الكاشانية مساحات من الأراضي يُزرع فيها “ورد المحمدي” منذ مئات السنين.

يقول نصير زاده لـ”الجزيرة نت”، إن عائلته تمتلك اليوم أحد أكبر المصانع التقليدية لماء الورد في إيران، وإنهم يشعرون بفخر لانتمائهم إلى هذه المهنة التراثية.

مهرجان ماء الورد في طهران،
يلتقط الإيرانيون الصور لتوثيق مشاركتهم في مهرجانات ماء الورد (الجزيرة)

ويرى أن ماء الورد شيء مقدس، لذا سُمّيت زهرته بـ”المحمدي” نسبة إلى الرسول الأكرم لأنها من أطيب الروائح الطبيعية.

وفي حديثه عن مكانة ماء الورد لدى ثقافة الإيرانيين، يقول نصير زاده إن مدينته كاشان تستقبل عددا كبيرا من السائحين في فصل الربيع، أي موسم قطف أزهار الجوري واستخراج ماء الورد منها.

كما يشير إلى مهرجانات ماء الورد التي تُنظم في مختلف المناطق الإيرانية ويهم الناس لزيارتها، قائلا إن نسبة كبيرة من الإيرانيين لديهم صور للذكرى من مهرجانات ماء الورد، وهذا يدل على اهتمامهم بالمنتج.

لماء الورد الإيراني مساهمة مهمة في اقتصاد البلاد، كما يجلب العملة الصعبة لإيران (الجزيرة)

التصدير إلى العالم

ولماء الورد الإيراني قيمة اقتصادية بالنسبة للبلاد، ويجلب العملة الصعبة لإيران. ويقول المسؤول عن تنفيذ مشروع النباتات الطبية في وزارة الزراعة الإيرانية حسين زينلي إن تصدير منتجات “ورد المحمدي” جلب إلى البلاد في العام الإيراني المنصرم (21 مارس/آذار 2022 حتى 20 مارس/آذار 2023)، مبلغا يعادل 4 ملايين و500 ألف دولار تقريبا.

ويوضح زينلي، في حديثه إلى “الجزيرة نت”، أن منتجات الورد المحمدي هي زيت الورد وماء الورد وبرعم الورد، مشيرا إلى أن إيران تحتل المرتبة الأولى في تصدير ماء الورد.

تحتل الصين المرتبة الأولى في استيراد منتجات ماء الورد من إيران (الجزيرة)

وعن وجهة هذه الصادرات، يكشف زينلي أن الصين تحتل المرتبة الأولى في استيراد هذه المنتجات من إيران. وتُصدَّر المنتجات، أيضا، إلى بلدان مثل اليابان وألمانيا والنمسا وبلغاريا وكندا والسويد والنرويج وأستراليا، بالإضافة إلى البلدان المجاورة لإيران، مثل العراق وتركيا وباكستان والكويت والبحرين والإمارات وقطر وعمان.

جانب من مهرجان ماء الورد الذي يُقام في العاصمة الإيرانية طهران (الجزيرة)

ويضيف أن العقوبات المفروضة على إيران لم تقلّص من حجم التصدير، إلا أنها تعرقل العملية إلى حد ما، ما يسبّب ارتفاع الأسعار. وعلى المستوى المحلي، يقول زينلي إن الإيرانيين يستهلكون سنويا 80 مليون لتر من ماء الورد.

يستهلك الإيرانيون سنويا 80 مليون لتر من ماء الورد (الجزيرة)

أنواع المنتجات

يُنتج ماء الورد بالطريقتين الصناعية والتقليدية، وتعتمد إيران اليوم على الطريقة الصناعية أكثر. وتختلف جودة ماء الورد وفق مرات استخراجه.

شاركها.
Exit mobile version