أوتاوا- شهدت العاصمة الكندية مساء أمس الأول الاثنين حفلا أفريقيا خالصا مزج بين موسيقى وغناء الطوارق والألحان والأداء الصوتي القادم من بوركينا فاسو في غرب أفريقيا.

وعلى مدى 3 ساعات تفاعل جمهور نادي “ساو” (SAW) في قلب أوتاوا مع فرقة مادو مختار الطارقية، بالإضافة إلى أداء الموسيقي والملحن والمؤدي سياكا دياباتي القادم من واغادوغو عاصمة بوركينافاسو.

Mdou Moctar "J'ai Pas Le Choix" | Live at Chicago Music Exchange | Sahel Sounds

وتفاعل الجمهور الذي ينتمي إلى أعراق وأصول مختلفة مع الألحان والغناء، واستقبل الأغاني الطارقية والأفريقية بالتصفيق والهتاف، وأكد ذلك التفاعل على قدرة الموسيقى على التحول إلى لغة مشتركة تنقل الحزن والفرح والحب، والثورة التي ظهرت في أغاني مادو مختار القادمة من الصحراء في وسط القارة السوداء.

بدأ الحفل مع سياكا دياباتي ليقدم مجموعة مختارة من الألحان والأغاني التي استحضرت أجواء غرب أفريقيا وجماليات السلم الخماسي الموسيقي، واستخدم دياباتي آلتين أفريقيتين هما “الكورا” و”الجوني”، وقام بتعريفهما وتقديمهما للجمهور.

بعد ذلك تقدم مادو مختار ومعه زميلاه في الفرقة الطارقية محمود ماداسين وسليمان إبراهيم ليقدموا مجموعة من الأغاني، قبل أن يعود سياكو دياباتي  للمشاركة مع الفرقة الطارقية، ويشهد الحفل الذي أقيم في الهواء الطلق حالة وحدة أفريقية موسيقية أكدت أن أفريقيا ما زالت تخفي الكثير من كنوزها الفنية.

موسيقى الثورة والحب

يعد عازف الغيتار وكاتب الأغاني مادو مختار واحدا ممن امتلكوا جرأة إعادة تشكيل الموسيقى الطارقية المعاصرة مع “موسيقى الروك”، وكتب أغانيه حول الحب وحقوق المرأة وعدم المساواة واستغلال غرب أفريقيا على يد القوى الاستعمارية، وظهر ذلك من خلال ألبوم “أفريقيا الضحية” (Afrique Victime).

أتقن مختار الغيتار الذي صنعه بنفسه، وابتكر أسلوبه الخاص في العزف، وكتب وأنتج وقام ببطولة أول فيلم بلغة الطوارق، وهو نسخة جديدة من الفيلم الأميركي “المطر الأرجواني” (Purple Rain) المنتج عام 198، وجاء العمل الجديد تحت اسم “مطر أزرق بداخله قليل من اللون الأحمر” (Akounak Tedalat Taha Tazoughai).

حقق مختار انتشارا عالميا عبر يوتيوب ومختلف تطبيقات السماع الجديدة، وأصبح الشاب الطارقي صاحب شعبية كبيرة في العالم، وكان ألبوم” إيلانا” (Ilana) في عام 2019 نقطة الانطلاق إلى العالمية من أوسع أبوابها.

أما سياكا دياباتي فهو موسيقي من بوركينا فاسو، أداته الرئيسية “كورا”، وهي قيثارة من غرب أفريقيا، صنعها بنفسه. وهو يحب الغناء عن الحب جنبا إلى جنب مع مجموعته في أوتاوا التي تبدع في جمع الموسيقى التقليدية مع الإيقاعات الحديثة.

شاركها.
Exit mobile version