أعلن منظمو مسابقة الأغنية الأوروبية “يوروفيجن”، اليوم الخميس، حظر أي أعلام أو رموز مؤيدة للفلسطينيين خلال فعاليات المسابقة المقرر تنظيمها الأسبوع المقبل في مدينة مالمو السويدية، في حين سيسمح بحمل العلم الملون بألوان قوس قزح (الخاص بالشواذ) ورفع علم إسرائيل التي تشارك في المسابقة.

وقال منظمو مسابقة الأغنية الأوروبية إنهم “يحتفظون بالحق في إزالة أي أعلام فلسطينية ورموز مؤيدة للفلسطينيين في الحفل الأسبوع المقبل في السويد”.

وذكرت وكالة الأنباء السويدية “تي تي” أن أي شخص يحاول إحضار علم فلسطيني أو لافتة تحمل رسالة سياسية سيتم إيقافه عند المدخل من قبل الحراس، في حين قالت ميشيل روفيلي، رئيسة الاتصالات في اتحاد الإذاعة الأوروبي الذي يدير المسابقة، إن مشتري التذاكر مسموح لهم فقط بإحضار وعرض الأعلام التي تمثل الدول المشاركة في الحدث، بالإضافة إلى العلم الملون بألوان قوس قزح (علم الشواذ).

وقالت لوكالة “أسوشيتد برس” الأميركية في رسالة نصية إن اتحاد الإذاعة الأوروبي ومقره جنيف يحتفظ بالحق في “إزالة أي أعلام أو رموز أو ملابس أو أشياء أو لافتات أخرى يتم استخدامها لغرض استغلال البرامج التلفزيونية”.

وصرح المشرف التنفيذي للمسابقة مارتن أوستردال أن “هذه القواعد هي نفسها التي كانت موجودة في العام الماضي. لا يوجد أي تغيير”.

ويعد رفع الأعلام الوطنية والتلويح بها مشهدا شائعا خلال المسابقة، إذ يهتف الحضور لممثلي بلادهم في المسابقة الفنية الأوروبية.

وأعلن الناشطون المؤيدون لفلسطين عن تنظيم مسيرات كبيرة وسط مالمو، على بعد عدة كيلومترات من مكان الحدث الذي يُتوقع أن يستقطب أكثر من 100 ألف زائر خلال الفترة من الخامس إلى 11 مايو/أيار الجاري التي تقام خلالها فعاليات “يوروفيجن”.

عقوبات بسبب رفع علم فلسطين

وفي عام 2019 قرر اتحاد البث الأوروبي، فرض عقوبة مالية على “شبكة التلفزيون الآيسلندية” إثر رفع ممثلي آيسلندا علم فلسطين خلال نهائي المسابقة التي أقيمت حينها في تل أبيب.

Hatari Iceland band - Eurovision 2019 Palestine

وكذلك أثارت المغنية الأميركية مادونا ردود فعل غاضبة من الإسرائيليين، خلال تقديمها عرضا كضيفة شرف في الليلة الختامية، حيث ظهرت عضوة بفرقتها وعلى ظهرها علم فلسطين، ووضع عضو آخر علم إسرائيل على ظهره.

وفي مايو/أيار 2016، حظرت المسابقة رفع أعلام كل من فلسطين وكوسوفو، وإقليم الباسك (إسبانيا)، وإقليم ناغورني قره باغ (أذربيجان)، ودونيتسك (أوكرانيا)، وإقليم ترانسنيستريا (مولدوفا)، وشبه جزيرة القرم، وشمال قبرص.

مشاركة إسرائيل تثير احتجاجات واسعة

وتشارك إسرائيل في مسابقة الأغنية الأوروبية بنسخة منقحة من أغنية “مطر أكتوبر” من أداء المطربة إيدن غولان (20 عاما) والتي رفضتها إدارة المسابقة كونها “تحمل دلالات سياسية”، وهو أمر محظور في المسابقة.

وفي 21 فبراير/شباط 2024، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن “أغنية “مطر أكتوبر” التي جاءت كلماتها باللغة الإنجليزية باستثناء عبارتين باللغة العبرية، وكتب كلماتها آفي أوهيون وكيرين بيلس وستاف بيغار، “تم استبعادها من مسابقة (يوروفيجن 2024)”.

وتحكي أغنية “مطر أكتوبر” عن أحداث عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وعقب رفض الأغنية، أعلنت إسرائيل عن تنقيح كلمات الأغنية وتغيير اسمها إلى “إعصار” وتحكي كلماتها قصة امرأة تعاني من أزمة شخصية، بحسب ما قالت هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية “كان”.

وأثارت مشاركة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن احتجاجات عدة هذه السنة، بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي دخلت شهرها السابع، وتركزت الانتقادات على الجهتين المنظمتين وهما الاتحاد الأوروبي للإذاعة والتلفزيون والتلفزيون السويدي العام “إس في تي”.

وفي فبراير/شباط الماضي، دعا ما يقارب من 30 عضوا في البرلمان الأوروبي، اتحاد البث الأوروبي إلى تطبيق معايير الاتحاد واستبعاد إسرائيل من مسابقة الموسيقى “يوروفيجن” 2024، أسوة بما حدث مع روسيا المحظور مشاركتها في المسابقة منذ عام 2022، بسبب حربها على أوكرانيا.

وألمحت آيسلندا وفنلندا إلى إمكانية مقاطعة المسابقة الأوروبية، بسبب مشاركة إسرائيل واستمرار الحرب على قطاع غزة، بحسب ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية.

وفي أبريل/نيسان الماضي، طالب أكثر من 400 فنان أيرلندي مواطنتهم بامبي ثاغ المرشحة لـ”يوروفيجن” بمقاطعة المسابقة، بسبب مشاركة إسرائيل فيها.

ودافعت المغنية عن قرارها المضيّ في ترشيحها بالقول “في نهاية المطاف، من دوننا نحن المؤيدين لفلسطين، ستكون المنافسة لفوز المعسكر الآخر (إسرائيل) أقل، وسيكون التضامن أقل هناك”.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، طلبت الجمعية الآيسلندية للملحنين وكتاب الأغاني من أعضائها عدم المشاركة في المسابقة الأوروبية ما لم يتم حظر إسرائيل، وهو ما رفضه اتحاد البث الأوروبي مؤكدا في بيان أن مسابقة الأغنية الأوروبية “تظل حدثا غير سياسي يوحّد الجماهير في جميع أنحاء العالم من خلال الموسيقى”.

وانضم أكثر من 1400 فنان فنلندي إلى الموسيقيين الآيسلنديين في المطالبة بمنع إسرائيل من المشاركة في مسابقة “يوروفيجن” لهذا العام، بسبب الحرب على غزة.

وقال الفنانون إنه إذا لم يتم استبعاد إسرائيل من المسابقة، التي ستقام في مدينة مالمو السويدية في مايو/أيار 2024، فيجب على شركة الإذاعة الفنلندية مقاطعة المسابقة ورفض إرسال مشاركة فنلندية.

وجاء في العريضة التي وقعها فنانون مقيمون في فنلندا، “منح بلد يرتكب جرائم حرب ويواصل احتلاله العسكري منصة عامة لتلميع صورته باسم الموسيقى لا يتوافق مع قيمنا. وفي الوقت نفسه، ينتهي الأمر بالدول المشاركة الأخرى إلى تقديم دعمها لسياسات إسرائيل”.

ومن بين الفنانين الذين وقعوا على العريضة الفنلندية أولافي يوسيفيرتا، وباليفاس، وأكسيل إهنستروم، الذين مثلوا فنلندا في نسخة عام 2011 من “يوروفيجن”.

وانضمت إسرائيل إلى المسابقة عام 1973، وعلى مدى 50 عاما شاركت 45 مرة بالمسابقة، وفازت بها 4 مرات كان آخرها في يوروفيجن 2018 بأغنية “لعبة” التي أدتها المغنية نيتا برزيلاي.

عنصرية ضد مغنية من أصول عربية

وفي مارس/آذار الماضي، وجهت المغنية الكندية من أصول مغربية لازارا (اسمها الحقيقي فاطمة الزهراء حفظي) اتهامات للوفد الفرنسي -خلال مسابقة يوروفيجن- بممارسة العنصرية ضدها بسبب أصولها.

وقالت لازارا، “كنت سمراء عندما جاؤوا لأخذي. لكن كان لا بد أن أكون شقراء، مارلين مونرو، لذلك هناك ضغط، اتصلت بي رئيسة الوفد ألكسندرا ريدي-أميل غاضبة للغاية في الليل، وقالت: يجب أن تصبغي شعرك. أنت عربية، مع شعرك البني تبدين عربية للغاية، عندما تكونين شقراء، تبدين أقل عربية، والفرنسيون لا يحبون العرب”.

من جانبه، نفى مجمع “فرانس تلفزيون” بشدة هذه الاتهامات التي وصفها بالتشهيرية، وتمسك بكامل حقوقه في ملاحقة لازارا قضائيا.

و”يوروفيجن” مسابقة غنائية ينظمها الاتحاد الإذاعي الأوروبي منذ عام 1956، وتعد أكبر حدث غير رياضي من حيث عدد المشاهدين، الذي يقدر في السنوات الأخيرة بما بين 100 و600 مليون شخص حول العالم.

شاركها.
Exit mobile version