أثار إقدام شركة “غوغل” على اعتقال وفصل عدد من موظفيها الذين احتجوا على عقد مشروع تقني ضخم يعزز العلاقات مع الحكومة الإسرائيلية وجيش الاحتلال، جدلا واسعا في أوساط الشبكات الاجتماعية.

والثلاثاء الماضي، احتج عدد من موظفي الشركة في مكاتب “غوغل” في سياتل وكاليفورنيا ونيويورك، تحت شعار “لا تكنولوجيا للفصل العنصري”، وهو ما استدعى تدخل الشركة واعتقال 9 موظفين في مكاتب الشركة في نيويورك وكاليفورنيا.

ووفق البيان الذي ألقاه أحد المتظاهرين، طالب المحتجون شركة “غوغل” بإنهاء عقد مشروع نيمبوس وبـ”وقف المضايقة والترهيب والبلطجة والإسكات والرقابة لموظفي غوغل الفلسطينيين والعرب والمسلمين”.

كما طالبوا بـ”معالجة أزمة الصحة والسلامة بين العاملين الذين يعانون من عواقب خطيرة على الصحة العقلية أثناء العمل في غوغل”.

وتقدر قيمة مشروع نيمبوس بـ1.2 مليار دولار، وستوفر بموجبه “غوغل كلاود” و”خدمات أمازون ويب”، خدماتِ الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي للحكومة والجيش في إسرائيل.

وتتضمن هذه الخدمات، تقنية التعرف على الوجه والتعلم التلقائي للآلة، حيث ستمكن إسرائيل من وصل كاميرات المراقبة على جدران الفصل العنصري والأسوار الأمنية، وإرسال الصور إلى الحوسبة السحابية؛ وبالتالي اختراق خصوصية الفلسطينيين وجعلهم يشعرون أنهم تحت المراقبة دوما.

تحرك “غوغل”

وفي ظل هذه التطورات، سارعت “غوغل” للدفاع عن نفسها، وقالت إن “الاحتجاجاتِ كانت جزءا من حملة طويلة الأمد قامت بها مجموعة من المنظمات والأشخاص الذين لا يعملون في غوغل”.

وبحسب المتحدث باسم “غوغل”، فقد دخل عدد صغير من الموظفين المتظاهرين وعطلوا اثنين من مواقع الشركة وأعاقوا عمل الموظفين ومنعوهم من الوصول إلى مقرات عملهم، متوعدا في الوقت نفسه باتخاذ الإجراءات اللازمة.

وبالفعل أقدم عملاق التكنولوجيا على فصل 28 موظفا على خلفية الاحتجاجات، وفق ما أوردت وسائل إعلام أميركية.

تفاعل كبير

ورصد برنامج “شبكات” -في حلقته بتاريخ (2024/4/18)- تفاعل جمهور المنصات مع الاحتجاجات الدائرة في “غوغل” والتي زادت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة من وتيرتها، ودفعت الموظفين إلى نشر رسائل إلكترونية اعتراضا على مشروع “نيمبوس”.

وفي هذا السياق، سلطت يارا الضوء على احتجاج الموظفين وتداعياته، وقالت إن “الموضوع عنده جانبين: الأول موقفهم إنساني وشريف ويفضح الشركات المتآمرة مع إسرائيل على الشعب الفلسطيني”.

وأضافت: “أما الجانب الثاني فمين رح (فمن سوف) يوظف هالأشخاص الي (الذين) انطردوا من شغلهم.. غوغل فعليا رح تخرب مستقبلهم المهني”.

وذهب أحمد في الاتجاه نفسه مثنيا على موقف المحتجين، وقال: “فعل مميز وشريف من الموظفين، الحريات والقانون والإنسانية فوق الجميع!! في حين نحن في العالم العربي لم يستطع الكل مقاطعة ستاربكس و ماكدونالدز وزارا.. “.

في الجهة المقابلة رأى هشام أن “من لا تعجبه سياسة الشركة يقدم استقالته في هدوء وانتهى الأمر”.

بدوره طالب علي باستخلاص العبر مما يفعله عملاق البحث، قائلا: “المشكلة أن غوغل تتحكم في كل بياناتنا. لازم نعمل متل الصين، نعمل محركات بحث خاصة بعالمنا العربي مشان محدا يتدخل ببياناتنا وخصوصيتنا”.

وكان مشروع “نيمبوس” قد أعلن عنه عام 2021، حيث تتعاون فيه “غوغل” و”أمازون” مع الحكومة الإسرائيلية، لتتصاعد الاحتجاجات بداية من خارج مكتب الشركة في سان فرانسيسكو في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وصولا إلى استقالة اثنين من موظفي “غوغل” في مارس/أذار الماضي اعتراضا على المشروع.

شاركها.
Exit mobile version