أثار مقطع فيديو يظهر تعرض عدد من الأطفال والرضع للضرب والتعنيف والإهانة داخل حضانة في لبنان موجة من الغضب والصدمة، وسط مطالبات بتشديد العقوبة على المتهمين مع اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.

وبيّن المقطع -الذي تمتنع “الجزيرة” عن نشره لما يتضمنه من مشاهد عنيفة وعبارات نابية- كيف تقوم مشرفتان على رعاية الأطفال بتعنيفهم وإجبارهم على الأكل ووصفهم بنعوت سيئة.

كما وثّق الفيديو كيف يتعرض الأطفال لسوء المعاملة على الرغم من أن بعضهم لم يتجاوزوا سنتهم الأولى، فيما كان يسمع صوت سيدة يبدو أنها من كانت تقوم بعملية التصوير في الخلفية وهي تقهقه وتمازح المشرفة على رعاية الأطفال، دون أن يحرك ما تراه أمامها ساكنا لديها.

وفور تداول هذا المقطع أعلنت قوى الأمن الداخلي اللبنانية في بيان أمس الاثنين أنها فتحت تحقيقا في فيديو تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي تضمن تعرض أطفال للضرب والتعنيف داخل حضانة، كما أعلنت وزارة الصحة عن فتح تحقيق في الحادث.

وقال بيان صادر عن قوى الأمن الداخلي عبر حسابها على تويتر “تداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يتضمن تعرض أطفال للضرب والتعنيف داخل حضانة، تم فتح تحقيق في هذه القضية من قبل مفرزة الجديدة القضائية بناء على إشارة القضاء المختص”.

متابعة وتحقيق

من جهة أخرى، أعلن المكتب الإعلامي لوزارة الصحة العامة في بيان أن “الوزارة تتابع ملابسات الفيديو الذي يتم تداوله عبر عدد من وسائل التواصل الاجتماعي عن تعنيف طفل في إحدى الحضانات، وفتحت تحقيقا في الموضوع وسيصار في ضوئه وفي أسرع وقت ممكن إلى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة”.

وفي انتظار نتائج التحقيق شددت الوزارة على أنها “لن تتساهل بأي شكل من الأشكال إزاء تصرفات لا تليق بمن يجب عليهم رعاية الأطفال وحمايتهم”.

وفي آخر التطورات، أعلنت قوى الأمن اللبنانية اليوم الثلاثاء توقيف سيدتين في قضية تعنيف الأطفال داخل إحدى دور الحضانة، وأشارت إلى أن التحقيق مستمر بناء على إشارة القضاء.

وفي مقابلة مع القناة التلفزيونية اللبنانية “إل بي سي” (LBC) قالت أم أحد الأطفال المعنفين إن والد أحد الأطفال في الحضانة تواصل معها وقام بإبلاغها بما يحدث.

وذكرت الأم أن ابنها كان ينطق بعض الكلمات، لكنه منذ التحاقه بالحضانة أصبح لا يتكلم، مشيرة إلى أنه تعرض للإهانة اللفظية، من ذلك وصفه بالأخرس.

وفي مقابلة مع قناة “الجديد” قالت والدة أحد الأطفال إن ابنتها الرضيعة (11 شهرا) كانت تبكي بشكل هستيري، مشيرة إلى أنها تحتاج لعلاج نفسي بسبب ما تعرضت له طوال الأشهر الماضية.

وأحدث الفيديو حالة من الغضب عمت الشارع اللبناني، مع المطالبة بإنزال أقصى العقوبات بحق مالكة الحضانة والعاملات فيها.

تصريحات وتعليقات

وبعد حادثة تعنيف الأطفال في حضانة الأطفال الواقعة في منطقة جديدة المتن شدد وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض على أنه دعا إلى اجتماع طارئ للجنة حماية الأحداث بعد فيديو التعنيف، لافتا إلى أن “فرق من الوزارة تقوم بجولات رقابية على الحضانات”.

وفي تصريحات صحفية نقلتها مواقع إخبارية لبنانية قال الوزير إنه يجب زيادة الزيارات المفاجأة إلى الحضانات، كما يجب خضوع جميع العاملين في الحضانات للتدريب.

وأكد الأبيض أن “الوزارة تتواصل مع أهل الأطفال المعنفين”، وتابع “صدمتني المعلمة التي صورت الفيديو أكثر من التي عنفت الأطفال”.

من جانبه، تساءل المذيع جو القارح عن مراقبة الحضانات، وقال في تغريدة على تويتر “هل مراكز حضانة الأطفال ودور العجزة في لبنان تحت المراقبة؟ هل الجهات المعنية تعلم ماذا يحدث داخل هذه المراكز؟ وكيف يتم التعامل مع الأطفال والعجزة المساكين؟”.

وتابع “غياب القانون يدفع أصحاب العلاقة إلى أخذ حقهم بيدهم”.

وأعاد عدد من المتابعين نشر مقاطع فيديو تبيّن إغلاق الحضانة بالشمع الأحمر، فضلا عن نشرهم صور السيدة المسؤولة عن الحضانة ومعلومات شخصية عنها.

المصدر : الجزيرة + الألمانية + مواقع التواصل الاجتماعي

شاركها.
Exit mobile version