بعد النجاح الكبير للجزء الأول من مسلسل “المادة المظلمة” (Dark Matter) ومرور شهر على نهايته، أعلن الكاتب والروائي الأميركي بليك كراوتش عن تحضيرات لموسم ثانٍ. وأشار إلى أن الموسم الأول لم يكشف إلا عن جزء ضئيل من القصص والشخصيات التي تواجه صراعا مستمرا للعودة إلى ديارها.

المسلسل يستند إلى رواية “المادة السوداء” التي صدرت العام الماضي. ويروي المسلسل قصة عالم فيزياء يُختطف على يد نسخة بديلة منه، فيُحتجز في واقع بديل ضمن عوالم متعددة. يكافح العالم لاستعادة حياته الأصلية من نسخته الشريرة التي تهدد استقرار أسرته.

البطولة تعود لجويل إدجرتون (جيسون ديسن)، وجنيفر كونلي (دانييلا)، أما الإخراج فهو لروكسان داوسون وجاكوب فيربروجن.

ماذا لو..؟

تقوم حبكة المسلسل بالكامل على ذلك السؤال الدرامي الصغير، “ماذا لو؟”. يظهر جيسون ديسن كشخص محب لعائلته شديد الانتماء إليها، اختار العمل التقليدي كمدرس فيزياء بالجامعة دون أي مجازفات، وقرر أن تكون حياته مع زوجته دانييلا وابنه تشارلي (أوكس فيجلي)، هي اختياره الأول.

يتعرض ديسن للخطف على يد شخص مقنع، ليفيق ويجد نفسه في عالم جديد عليه تماما مع أشخاص لا يعرفهم أبدا، لكنهم يتصرفون وكأنهم يعرفونه منذ سنوات وبينهم تاريخ طويل مشترك.

يدرك المشاهد مع استمرار الأحداث أن ديسن الأصلي تم اختطافه على يد شخص آخر هو نسخة بديلة منه. وكان ذلك الشخص في لحظة الاختيار، ولم يختر العائلة لكنه اختار العلم وصنع صندوقا ينقله بين الأكوان الموازية، ومع مرور الوقت لم يشعر بالإشباع والاكتفاء من حياة العلم، وقرر سرقة حياة ديسن الأصلي مع زوجته وابنه.

هل أنت سعيد في حياتك؟

يبدو عنوان الحلقة الأولى من “المادة المظلمة” مناسبا لثيمة المسلسل بالكامل “هل أنت سعيد في حياتك؟”، هي الفكرة الأساسية التي يقوم عليها المسلسل، والتي تدفع المتفرج ليطرح هذا السؤال على نفسه مما يجعله يندمج كليا مع أحداث المسلسل.

بمرور الوقت يكتشف ديسن الأصلي سر انتقاله لعالم لا يعرفه، وتستمر أحداث المسلسل في محاولات عودته إلى عالمه الأصلي.

استطاع إدجرتون أن يفصل بين شخصية الأب المحب والعالم المهني من خلال تفاصيل صغيرة تظهر جيسون العالم أكثر حدة وجفاء من جيسون الذي اختار الأسرة، لكنه يحاول تقمص شخصية الأب المحب وينجح أحيانا ويفشل في أحيان أخرى.

تلتفت زوجته دانييلا لتلك الاختلافات الدقيقة به، وتشعر بأنه مختلف عما اعتادت، لكنها لا تشك أبدا أنه ليس زوجها. تستعيد دانييلا تلك الاختلافات في اللحظات الحرجة عندما يظهر كل من ديسن الأصلي ونسخته البديلة لتعرف من هو زوجها بالفعل.

قصة مشوقة وإطالة غير مبرر

بعد اكتشاف جيسون الأصلي طريقة للعبور لعدد لا نهائي من الأكوان الموازية، بدأ التطويل غير المبرر في تقليل متعة المشاهدة، حيث اختار صناع العمل أن يجد جيسون نسخا متعددة من زوجته، نسخة مريضة بمرض معدٍ وقد اقترب موتها.

كما نجد نسخة فنانة احترفت الفن التشكيلي ولم تكون أسرة من الأساس، ونسخة ثالثة لزوجة وأم لنفس الابن لكن من زوج آخر، كلها كانت مجرد اختيارات عشوائية يمكن تغييرها أو إلغاؤها دون أن تتأثر حبكة العمل الأساسية.

ولكن أحد أسباب استمرار المشاهدة إلى جانب القصة المشوقة، هو التمثيل الممتع لإدجرتون الذي استطاع جذب المشاهد لتتبع الفوارق الدقيقة بين كل شخصية بمهارة كبيرة، حيث تظهر تعبيرات الشخصية الداخلية على وجهه وعينيه، وفي بعض المشاهد المركبة يمثل أداء إدجرتون تحديا للمشاهد يدفعه للتساؤل أي شخصية منهم التي تظهر على الشاشة الآن.

رغم الفكرة المثيرة، يعاني المسلسل من بعض التمديد غير الضروري، خصوصا في التنقل بين الأكوان المختلفة حيث يقابل “جيسون” نسخا متعددة من زوجته. ومع ذلك، يتميز المسلسل بإثارة عقلية تجعل متابعة الحلقات التسع مشوقة، خاصة لمحبي قصص الأكوان المتعددة.

شاركها.
Exit mobile version