لم يتمالك مسعف ليبي نفسه، ودخل في نوبة بكاء أثناء حديثه عن مشاهداته أثناء الفيضانات التي ضربت مدينة درنة شرقي البلاد وأسفرت عن آلاف القتلى والمفقودين.

وقال المسعف في مقابلة مع قناة المسار المحلية “نترحم على أرواح الضحايا ونسأل الله أن يحتسبهم من الشهداء. نسأل الله أن يتقبلهم. هذه فاجعة من ربي سبحانه وتعالى لا اعتراض على حكمه. أهلنا وإخوتنا. أعداد وأرقام هائلة”.

ولم يستطع المسعف استكمال حديثه وغلبته الدموع، وأخذ يجهش بالبكاء ويردد بصوت مكتوم “إنا لله وإنا إليه راجعون. لا إله إلا الله” وفي هذه اللحظة احتضنه أحد الواقفين بجواره وربت على كتفه قائلا له “شد حيلك”.

وعندما سأله المذيع عن تقديراته لأعداد الضحايا، استمر المسعف في نوبة البكاء ليعيد المذيع عليه السؤال مرة أخرى “هل فعلا العدد وصل 10 آلاف؟”. فقال المسعف “أكثر” في إشارة إلى أن العدد يزيد على هذا الرقم بكثير.

وفي مشهد آخر، روى شاب ليبي لقناة الجزيرة كارثة الفيضانات التي وصفها بأنها “لمحة من يوم القيامة” قائلا “في ثوان دخلت علينا المياه من كل الاتجاهات. السيل سحبني ووالدتي المسنة إلى الشارع”.

"شفنا لمحة من يوم القيامة" .. شاب ليبي يروي لحظات مرعبة وقت العاصفة دانيال التي ضربت مناطق في ليبيا

وأضاف “رأينا ما لا يمكن لأحد أن يتخيله. الجثث والسيارات كانت تعوم على وجه الماء في الشوارع. جميع من في الشارع ذاقوا الموت. كانت نصف ساعة أو ساعة من الهلع والخوف لكن بالنسبة لنا مرت علينا مثل سنة”.

والأحد الماضي، اجتاحت عاصفة ناجمة عن الإعصار دانيال عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن درنة وبنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، مخلفة أكثر من 6 آلاف قتيل وآلاف المفقودين.

من جهته، أعلن الهلال الأحمر الليبي أن عدد المفقودين نتيجة السيول والفيضانات في مدينة درنة يتجاوز 10 آلاف شخص، وفق معطيات غير نهائية.

ويواصل المسعفون والمتطوعون العمل بحثا عن آلاف المفقودين في درنة، ويقول السكان إن مئات الجثث لا تزال مطمورة تحت أطنان الوحول والأنقاض المتراكمة.

وأسفرت السيول والفيضانات عن اختفاء أحياء، وانهيار جسور، ودمار واسع في شبكة الطرق لمدينة درنة وما جاورها، بينما تكثف فرق الإنقاذ المحلية والأجنبية جهودها للبحث عن ناجين وانتشال ودفن الجثث المتناثرة في المدينة المنكوبة.

شاركها.
Exit mobile version