عمان- الفشل كلمة ذات وقع سيئ على المرء، ويتكرّر التعرّض لها كثيرا عند الإخفاق في تحقيق الأهداف على مستويات مختلفة، ومع أجواء من ضعف الهمّة المؤثرة لا شعوريا بالعزيمة والإرادة والمثابرة، تتأصّل مشاعر حتمية الفشل في أعماق النفس.

وغالبا ما يرافق الفشل سلبية في طرق التفكير تعيق تدفق انفعالات سليمة، فتتراجع الدوافع، وتظهر آلام جسدية ونفسية بسبب القلق والشعور ببذل جهد بلا نتيجة. ويظهر الأمر في كل موقف وكأنه مسمار يطرق في الذهن لا تختفي آثار طرقه بسهولة.

تقول المتخصصة في علم النفس العيادي فداء أبو الخير “لا يوجد فرد ناجح أو فاشل في المطلق. وعندما يعتقد شخص بأنه فاشل، يجب البحث عن الأسباب وراء ذلك، وإن كانت موجودة فعلا، مثل نقص المهارات أو ضعف القدرات، وهذا نتيجة عدم تعلمها أو ممارستها، ولم يصبح لديه مخزون ليواجه أموراً حياتية معينة، مثل مقابلة عمل، فيشعر بالفشل”.

فداء أبو الخير: الفشل أمر طبيعي يمكن أن يحدث مع أي شخص ولكن يجب معرفة كيفية التعامل معه (الجزيرة)

لا يمكن تعميم الفشل

ترى أبو الخير أن الفشل أصلاً موجود ولا يمكن تعميمه على حياة أي إنسان، إذ يصبح صفة لصيقة به. وعليه، يجب مواجهته بعبارة “أنت مررتَ بتجارب فشل.. لكنك لست بفاشل” من المعالج النفسي أو الأشخاص الداعمين.

وتوضح أن الفشل أمر طبيعي يمكن أن يحدث مع أي شخص، ولكن يجب معرفة كيفية التعامل معه، وكيف يمكن تقليل نسبته قدر المستطاع بتجارب أخرى، أو تخطيه بشكل كامل عبر الاستفادة منه في تحقيق نجاحات مستقبلية.

عوامل تؤدي إلى الفشل

أما العوامل المؤدية إلى الفشل، فكثيرة، منها:

  • أفكار مغلوطة سلبية.
  • ضعف الثقة بالذات.
  • نقص المهارات.
  • أساليب التنشئة الأسرية.
  • فكرة تقبل الفشل مثل تقبّل النجاح.
3- الفشل أمر طبيعي ويجب معرفة كيفية التعامل معه-(بيكسلز)
الفشل ليس النهاية بل بداية محفّزة للنجاح (بيكسلز)

وتلفت المتخصصة النفسية أن الشعور بالفشل أحد الملامح التي تميّز المشكلات والاضطرابات النفسية، مثل: الاكتئاب وحالات القلق الاجتماعي وتدني تقدير الذات. وعلى الفرد ألا يطوّر هذا “الاعتقاد” أو “الهاجس” فالفشل ليس النهاية، بل بداية محفّزة للنجاح.

الفشل في عالم الأعمال

يقول المدرّب بإدارة الأعمال والتطوير الشخصي والمهني محمد تملي “من الضروري أن نحذف مصطلح الفشل في عالم الأعمال والإنجاز والوظيفة، وأن نستخدم مكانه مصطلح الهزيمة الموقّتة الذي تحدث عنه الكاتب نابليون هيل في كتبه المتخصصة بالتطوير الشخصي”.

ويعلل تملي ذلك بأن “الفشل مصطلح سلبي عموما، قد يجعلك تمتلك مشاعر سلبية من شأنها أن تؤثر بشكل مباشر في سعادتك بسبب فقدك المشاعر الإيجابية. وهنا، لا بد أن نعلم أن معادلة الإنجاز والتقدم في الحياة تحتوي في جانب منها على أمر مهم جداً، وهو التحكّم بالمشاعر والأفكار”.

ويشرح قائلا “كلما كانت مشاعرك وأفكارك نحو نفسك وقدراتك سلبية.. قلّت سعادتك، وبالتالي قلت حماستك للعمل، مما يؤدي إلى ضعف ثقتك بنفسك وصولا إلى نفور الأشخاص منك وعدم التأثير فيهم إيجابيا. وقد يصل الحال بك، نهاية المطاف، إلى الاحتراق الوظيفي والضغط النفسي وترك العمل”.

ويضيف “أما عندما تتبنى مصطلح الهزيمة المؤقتة، فستجد أن هناك طاقة إيجابية بدأت تدفعك إلى التعلّم أكثر لتفوز في النهاية، فدائما إما نفوز أو نتعلم.. لا توجد هناك خسارة”.

مشاعرك وأفكارك السلبية نحو نفسك وقدراتك تقلل حماستك للعمل (بيكسلز)

طرق التغلّب على الفشل

نشر موقع “فري ويل مايند” (verywellmind) مجموعة من الطرق الصحية للتغلب على الفشل، منها:

  • مارس مهارات التأقلم الصحية: يعد الاتصال بصديق أو ممارسة التنفس العميق أو الذهاب في نزهة مجرّد أمثلة قليلة على الطرق الصحية للتعامل مع ألمك. ومع ذلك، لا تصلح كل مهارة تأقلم مع الجميع، المهم أن تجد ما يناسبك.
  • اعترف بالمعتقدات غير العقلانية حول الفشل: ربما تكون قد طوّرت بعض المعتقدات غير المنطقية حول الفشل في مرحلة ما من حياتك. وربما تعتقد أن الفشل يعني أنك سيئ أو أنك لن تنجح أبدا. وهذه المعتقدات غير دقيقة، ويمكن أن تمنعك من القيام بأشياء قد لا تنجح فيها. لذا، حدّد نقطة لحصر المعتقدات غير العقلانية التي قد تؤثر في مشاعرك وسلوكك.
  • واجه مخاوفك من الفشل: مواجهة مخاوفك يمكن أن تكون مفتاحاً لتقليل الانزعاج من الفشل والتغلب عليه.
شاركها.
Exit mobile version