ذكرت وسائل إعلام قبرصية أن أسرة سورية اضطرت لإلقاء جثة طفلها البالغ من العمر 6 سنوات في البحر بعد وفاته جوعا خلال رحلة الهجرة التي استمرت 10 أيام.

مركز تنسيق الإنقاذ المشترك في قبرص أعلن أن عملية البحث عن جثة طفل يبلغ من العمر 6 سنوات ألقيت في البحر من قارب يحمل مهاجرين غير نظاميين إلى قبرص قد تم إلغاؤها الاثنين الماضي، وفق ما أفادت به صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.

وقالت الشرطة إن الطفل توفي أثناء قيام والديه برحلة من شواطئ سوريا إلى قبرص، حيث ألقى والده جثته في البحر.

وقال المتحدث باسم الشرطة كريستوس أندرو “في 29 فبراير/شباط (الماضي) رصدت رادارات الشرطة الساحلية والبحرية قاربًا على بعد نحو 108 كيلومترات قبالة مدينة لارنكا جنوبي قبرص وعلى متنه 36 مهاجرًا غير نظامي”.

وأضاف “اعترض الضباط السفينة التي كانت تبحر في ظروف جوية سيئة، وتمكنوا بعد جهد هائل من جمع المهاجرين وإعادتهم إلى بر الأمان، وخلال عملية تسجيل بيانات المهاجرين، تم التعرف على عائلة لديها 4 أطفال حسب أوراقهم، ولكن لم ينزل منها إلا 3 أطفال”.

وتابع “عندما سُئل الأب عن مكان الطفل الرابع، أخبر الشرطة أنه قبل يومين من العثور على القارب توفي ابنه البالغ من العمر 6 أعوام بسبب الجوع والظروف القاسية، وقد ألقى بجثة طفله في البحر”.

ووفق أندرو “تم في الوقت نفسه إلغاء عملية البحث عن 3 مهاجرين على القارب نفسه، وأفاد الناجون بأنهم تركوا القارب المنكوب بعد أن رصدته شرطة السواحل والبحرية، وحاولوا السباحة بعوامات بدائية الصنع إلى الشاطئ لطلب المساعدة”.

وذكرت وكالة الأنباء القبرصية أنه، وفقًا لمصادر مركز تنسيق الإنقاذ المشترك، “تم إبلاغ مركز التنسيق المشترك أن الرجال الثلاثة تركوا القارب، وأن المركز فقد كل الأمل في العثور على أي أفراد”.

وقال أندريو إن مهاجريْن آخرين يعالجان حاليًا في مستشفى نيقوسيا العام، أحدهما في حالة حرجة بسبب ارتفاع صوديوم الدم لديه بعد شرب مياه البحر بسبب نفاد المياه الصالحة للشرب.

وحسب التقارير، انطلقت مجموعة المهاجرين غير النظاميين من سوريا، وخلال الرحلة نفد الطعام والوقود، وانقلب القارب إثر تعرضه لعاصفة قوية.

وتم نقل المهاجرين إلى مركز استقبال بورنارا في كوكينوتريميثيا، في حين يواجه مشغل القارب اتهامات بالقتل والتسبب في الوفاة من خلال الإهمال.

ولم تكن هذه هي الواقعة الأولى من نوعها، ففي عام 2022 أظهر مقطع فيديو لقطات لقارب هجرة في البحر الأبيض المتوسط، حيث ألقى أب سوري جثة ابنه في البحر بعد أن مات جوعا وعطشا بسبب نفاد الطعام والماء.

ويموت العديد من طالبي اللجوء السوريين أثناء رحلات الهجرة، وغالبا ما تكون الوفاة بسبب الغرق إما في البحر المتوسط وإما في نهر “إفروس” على الحدود البرية بين تركيا واليونان، وإما بسبب البرد الشديد في الغابات.

مآسي الأطفال على قوارب الهجرة

وأفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن ما يقرب من 100 شخص لقوا حتفهم أو اختفوا وسط وبشرق البحر الأبيض المتوسط ​​منذ بداية عام 2024.

وفي يوليو/تموز 2023، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن نحو 289 طفلا ماتوا أو اختفوا منذ بداية عام 2023 خلال رحلات عبور طريق الهجرة من شمال أفريقيا إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط، أي بمعدل 11 طفلا كل أسبوع.

ومنذ عام 2018، لقي أكثر من 1500 طفل مصرعهم أو فُقدوا أثناء محاولاتهم عبور البحر المتوسط، وفق تقديرات المنظمة الأممية.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة وفاة أكثر من 50 ألف شخص في جميع أنحاء العالم خلال رحلات الهجرة منذ أن بدأ مشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة الدولية للهجرة في توثيق الوفيات في عام 2014.

ووفق التقرير، حدث أكثر من نصف حالات الوفيات الفردية التي تم توثيقها على الطرق المؤدية إلى أوروبا وداخلها، حيث أودت طرق البحر الأبيض المتوسط ​​بحياة أكثر من 25 ألف شخص.

وتشكل الطرق الأوروبية أيضا أكبر عدد ونسبة من الأشخاص المفقودين والمفترض أنهم لقوا حتفهم، حيث تم تسجيل أكثر من 16 ألف مفقود في البحر ولم يتم العثور على رفاتهم مطلقا.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن الساعين للوصول إلى أوروبا، في “رحلات يائسة” يقدمون عليها عبر البحر الأبيض المتوسط، ​​لقوا حتفهم بمعدلات مثيرة للقلق تقدر بـ6 أشخاص يوميا عام 2018.

شاركها.
Exit mobile version