تتواصل مآسي الفلسطينيين في قطاع غزة مع قدوم شهر رمضان المبارك، حيث تعاني آلاف الأسر والعائلات لتوفير وجبات الفطور والسحور في ظل شح المواد الغذائية والمساعدات التي تقدم بمراكز إيواء النازحين في رفح جنوبي القطاع.
ونشر الصحفي الفلسطيني حمودة شاهين مقطع فيديو يوثق حديثا مؤثرا لمسن فلسطيني قال إنه تسحر وأفطر أول أيام رمضان على ماء فقط.
وأضاف المسن “أنا مريض بالسكر والضغط والقلب وعندي إعاقة في يدي وابني الأكبر مصاب منذ سنوات وابني الصغير أصيب أيضا في هذه الحرب وفقدت 93 شهيدا من عائلتي في الحرب ولا أستطيع الركض للحصول على وجبات المساعدات”.
وتابع، “عايشين برحمة من الله عز وجل، نسأل الله أن يرحمنا بهذه المحنة، هذه محنة وليست ابتلاء”.
لم يكن المسن الفلسطيني وحده هو من تسحر وأفطر على المياه فقط، إذ كتب الصحفي أنس الشريف قائلا، “صوما مقبولا وإفطارا شهيا.. الحمد الله على نعمة الماء سحورا وفطورا”.
صوماً مقبولا وإفطاراً شهيَّاً
الحمد الله على نعمة الماء سحوراً وفطوراً— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) March 11, 2024
وأضاف في منشور آخر على منصة “إكس” -“تويتر” سابقا- “وقت السحور تحاول البحث عن طعام وأنت تعرف أنه لا يوجد لكن تحاول تواسي نفسك”.
وقت السحور تحاول البحث عن طعام و أنت تعرف أنه لا يوجد لكن تحاول تواسي نفسك
كم من مواطن سيصوم دون #سحور#رمضان_في_شمال_غزة
— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) March 11, 2024
وعشية رمضان وثق الصحفي الفلسطيني مشهدا من خيبة أمل كبيرة تعرض لها مواطنون بعد تجمعهم بالآلاف في أقصى شمال غزة للحصول على مساعدات جوية سقطت بالقرب من مستوطنة زيكيم.
فبعد أن كافح المواطنون للوصول إلى المكان وعرّضوا أنفسهم للخطر، فوجئوا بأن معظم هذه المساعدات عبارة عن زجاجات مياه وأكياس فارغة.
Great disappointment among citizens after they gathered in the thousands in the northernmost area of Gaza to obtain aid by air that fell near the Zikim settlement.
After the citizens struggled to reach the place and exposed themselves to danger, they were shocked that most of… pic.twitter.com/HOpmEg6Ipr— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) March 10, 2024
وعلق في منشور آخر قائلا، “في شمال غزة نواجه ظروفا صعبة جدا بسبب الحصار والمجاعة ومع حلول شهر رمضان المبارك، يثير الناس الكثير من الأسئلة حول كيفية صيامنا ونحن ندخل الشهر السادس من الجوع والحرمان”.
وتساءل “كيف سيكون السحور والإفطار في ظل ندرة المواد الغذائية وانقطاعها عن الأسواق؟! كيف سنؤدي صلاة التراويح دون مساجد ودون أذان؟! كيف سنتمكن من الاحتفال بالشهر الكريم وزيارة الأقارب بعد هدم منازلهم وتشريدهم؟!”.
غزة و #رمضان هذا العام
في شمال غزة نواجه ظروفاً صعبة جداً بسبب الحصار والمجاعة ومع حلول شهر رمضان المبارك، يثير الناس الكثير من الأسئلة حول كيفية صيامنا ونحن ندخل الشهر السادس من الجوع والحرمان.
كيف سيكون السحور والإفطار في ظل ندرة المواد الغذائية وانقطاعها عن الأسواق؟!
كيف…— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) March 10, 2024
وعشية أول يوم رمضان أيضا، وثّق أحد الناشطين مشهد طفلة حافية القدمين تبحث عن طعام يسد جوعها وتقف أمام أحد باعة المخبوزات حيث دفع لها أحد المارة نقودا للبائع كي تحصل الطفلة على واحدة فقط من هذه المخبوزات.
نستقبل شهر رمضان هذي السنة لنتقاسم مع اهلنا في غزة شيئا بسيطا من المعانة الجوع والظمأ
لكن نحن نجد الفطور والسحور وهم قد لا يجدون
حتى كسره الخبز او شربة ماءالله يطعمهم ويسقيهم pic.twitter.com/eUXO08ZJbT
— Rashid_Almethen (@rashidalmethen) March 10, 2024
وفي مشهد قاس ومؤلم أظهر مقطع فيديو، صباح اليوم الثلاثاء، أطفالا يجمعون حبات المعكرونة المتناثرة على الأرض شمال قطاع غزة.
ووثق الفيديو لحظة هرولة طفل فلسطيني لمكان تناثر بقايا المساعدات عقب سقوطها من الطائرات، وجمعها في حقيبته المدرسية رغم تلوثها واختلاطها بالرمال ليحملها إلى أهله علها تساعدهم في تناول وجبة الإفطار ثاني أيام رمضان.
ووصفت سيدتان من غزة صعوبة الوضع في تجهيز وجبات الإفطار والسحور في رمضان في ظل شح المواد الغذائية التي تقدم للنازحين في مدارس الإيواء.
ونشر الصحفي الفلسطيني حسن إصليح، مقطع فيديو لسيدة تحمل رضيعتها، قائلة “تسحرت شوية زعتر وشربت شاي دون سكر لأن السكر غالي الثمن”.
وعن وجبة الفطور في ثاني أيام رمضان قالت السيدة “ذهبت إلى مكان توزيع المساعدات بجوار مكان إقامتي وأخذت حبة عدس سأطبخه لزوجي وأولادي وعندي خبز يابس من أول أمس سأخلطه مع العدس وأجهز لهم فتة عدس على الإفطار”.
وقالت سيدة أخرى “تسحرنا فول دون طحينة ودون ليمون لعدم توفرهما وشربنا الشاي دون سكر، أما وجبة الفطور ستكون العدس دون ملح طعام فهو غالي الثمن ولا نجده”.
وفي مشهد آخر حرص فلسطينيون على تناول إفطار أول يوم رمضان فوق ركام منازلهم المدمرة في غزة.
والأحد، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة إن أكثر من ألفي كادر صحي شمالي القطاع سيبدؤون شهر رمضان بلا وجبات سحور أو إفطار، مؤكدا أن الطواقم الطبية شمالي غزة نحلت أجسامهم نتيجة عدم توفر وجبات طعام.
وحذرت بلدية مدينة غزة، من أن أزمة الجوع تتسارع وتحصد أرواح العديد من الفلسطينيين، مشيرة إلى تقلص حصة الشخص الواحد من المياه إلى لترين يوميا بدلا من 90 لترا قبل الحرب الإسرائيلية على القطاع، وهو ما يفاقم المعاناة مع حلول شهر رمضان.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، أسفرت حتى اليوم الثلاثاء عن استشهاد 31 ألفا و184 فلسطينيا و72 ألفا و889 مصابا، معظمهم أطفال ونساء. كما تسبب العدوان في تدمير هائل للبنية التحتية، مخلفا “كارثة إنسانية غير مسبوقة”، وفقا لتقارير فلسطينية ودولية.