13/5/2024–|آخر تحديث: 13/5/202411:08 م (بتوقيت مكة المكرمة)
فاجأت طالبة في كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة كولومبيا الحضور بتمزيق شهادة تخرجها، احتجاجا على تواطؤ جامعتها مع إسرائيل في الإبادة الجماعية بقطاع غزة.
وأظهر مقطع فيديو، انتشر على منصات التواصل الاجتماعي، الطالبة وهي تصعد إلى المسرح وتتجه نحو المنصة مقيدة اليدين، وفور تسلمها شهادة التخرج رفعتها وقامت بتمزيقها بكلتا يديها.
وشهدت العديد من حفلات التخرج في الجامعات الأميركية مظاهر تضامن متنوعة مع القضية الفلسطينية، واحتجاجات ضد الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث اختار خريجو كلية بيتزر الأميركية الرد على رئيس مجلس الكلية ستروم ثاكر خلال حفل التخرج، الذي أقيم السبت 11 مايو/أيار 2024، عبر ارتداء الكوفية وإهدائه عَلم فلسطين، وذلك بعد رفضه مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها.
Students in keffiyeh stoles hand Palestinian flags to President Thacker, who worked with the Board of Trustees to refuse divestment from israeli genocide & veto an academic boycott resolution endorsed by Pitzer’s highest democratic body. https://t.co/7OaS97Al2V pic.twitter.com/IT6QzT7sy3
— National Students for Justice in Palestine (@NationalSJP) May 11, 2024
ووثق مقطع فيديو، انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي، لحظة صعود عدة طلاب إلى منصة التتويج متوشحين بالكوفية، وفي يد كل واحد منهم عَلم فلسطين، وحينما صعد كل منهم للتكريم صافح رئيس الكلية ستروم ثاكر ومنحه عَلما فلسطينيا صغيرا.
والسبت أيضا، انسحب طلاب جامعة فرجينيا كومنولث من حفل تخرجهم لعام 2024 في مركز مؤتمرات ريتشموند، خلال كلمة حاكم ولاية فيرجينيا جلين يونجكين، رفضا لدعمه إسرائيل في حربها على غزة.
وحضر الحاكم كمتحدث أساسي في الحفل، وبمجرد أن اعتلى المسرح، خرج الطلاب رافعين الكوفية ولافتات عليها عبارات مثل “لا للتخرج كالمعتاد” و”قيادة غير مقبولة”، اعتراضا على دعم الحاكم للاحتلال وجرائمه من بداية الحرب، ورفضه سحب الاستثمارات من الشركات ذات المشروعات الاستيطانية في الأراضي المحتلة.
وأمس الأحد، أظهر مقطع فيديو لحظة انسحاب عشرات الطلاب من حفل التخرج بجامعة ديوك في ولاية كارولينا الشمالية بأميركا، احتجاجا على إلقاء الممثل الكوميدي جيري ساينفيلد (70 عاما) كلمة خلال الحفل.
student walkout at Duke university commencement as Jerry Seinfeld’s speech is announced. his introduction by university president is being drowned out by “free free Palestine” chants ❤️🔥🇵🇸 pic.twitter.com/oNLesaput3
— the great clown snorman (@iamschvitzing) May 12, 2024
وأظهرت المشاهد خروج عشرات الطلاب بشكل جماعي من حفل التخرج، بمجرد إعلان رئيس الجامعة فنسنت برايس عن صعود نجم هوليود إلى خشبة المسرح في ملعب كرة القدم بالجامعة لإلقاء كلمة.
وانسحب الطلاب من الحفل حاملين الأعلام الفلسطينية، في حين هتف بعضهم “فلسطين حرة”. كما رفع المنسحبون علما فلسطينيا كبيرا ولافتة تدين استمرار استثمارات جامعتهم في شركات تموّل “الإبادة”.
وأبدى بعض الطلاب اعتراضهم على تخصيص خطاب للممثل الكوميدي ومنحه شهادة فخرية من قِبل رئيس الجامعة، التي التحق بها ابنه وتخرجت منها ابنته.
جامعة كولومبيا.. شرارة الاحتجاجات الطلابية بأميركا
وتعد جامعة كولومبيا هي من أطلقت شرارة الاحتجاجات الطلابية في جامعات أميركا يوم 17 أبريل/نيسان الماضي، عندما قرر طلاب الجامعة الاعتصام داخل الحرم الجامعي مناصرة لفلسطين.
وفي اليوم التالي لبدء الاعتصام، اقتحمت شرطة نيويورك الحرم الجامعي، واعتقلت عددا من طلاب الجامعة المحتجين، الذين أقاموا مخيما رفضا للحرب على غزة وللمطالبة بوقفها.
وتصاعدت لاحقا الاحتجاجات داخل جامعة كولومبيا مع توافد المئات إلى الجامعة -على رأسهم الممثلة الأميركية سوزان ساراندون، والأستاذ الجامعي نورمان فينكشتاين- للانضمام إلى الاعتصام.
ويوم 24 أبريل/نيسان الماضي، تصاعدت الأمور عندما قال رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون للمتظاهرين إن رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق يجب أن تستقيل “إذا لم تتمكن من إحلال النظام في هذه الفوضى”.
وأضاف جونسون “إذا لم يتم احتواء هذا بسرعة.. فهناك وقت مناسب للحرس الوطني”.
ويوم 26 أبريل/نيسان الماضي، زارت ألكساندري أوكاسيو كورتيز، النائبة الديمقراطية في الكونغرس الأميركي، مخيم الطلاب المؤيدين لفلسطين في جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك، مؤكدة موقفها المساند والداعم للطلبة.
AOC visits students in the Columbia University protest encampment today. @CBSNewYork pic.twitter.com/ydx8LkVOBj
— Ali Bauman (@AliBaumanTV) April 26, 2024
ويوم 27 أبريل/نيسان الماضي، تعرضت رئيسة جامعة كولومبيا لضغوط متجددة، عندما وجهت لجنة الإشراف في الحرم الجامعي توبيخا حادا لإدارتها بسبب قمعها الاحتجاجات.
وبعد اجتماع استمر ساعتين، وافق مجلس شيوخ جامعة كولومبيا على قرار مفاده أن إدارة شفيق قوضت الحرية الأكاديمية، وتجاهلت الخصوصية وحقوق الإجراءات القانونية الواجبة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وذلك باستدعائها الشرطة وإغلاق الاحتجاج السلمي.
ولم يذكر مجلس الشيوخ، الذي يتألف في معظمه من أعضاء هيئة التدريس وغيرهم من الموظفين بالإضافة إلى ممثلي الطلاب، اسم شفيق في قراره، وتجنب استخدام اللغة الأكثر قسوة المتمثلة في توجيه اللوم.
وفي الثالث من مايو/أيار الجاري، تظاهر طلاب ونشطاء في نيويورك أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا، للتنديد بموقفها المعارض لاعتصام الطلاب بالجامعة الداعم لفلسطين.
Students at @Columbia doing a midnight primal scream—a Columbia tradition—outside of President Shafik’s mansion. You’d think that hospitalizing her own students would make it difficult to sleep at night. Since she’s heartless, students decided to give her a wake up call instead. pic.twitter.com/f9Nn3ewyE9
— Columbia Students for Justice in Palestine (@ColumbiaSJP) May 3, 2024
وهتف المتظاهرون ضد رئيسة الجامعة “العار عليكِ”، و”لن نهدأ ولن نرتاح”، تنديدا بموقفها الرافض لمطالب المعتصمين، واستدعائها الشرطة لتفريقهم بالقوة، مجددين مطالبهم التي بدؤوا من أجلها الاعتصام، وهي سحب الاستثمارات من الشركات الداعمة لإسرائيل، وإلغاء الشراكات مع الجامعات الإسرائيلية.
وكانت نعمت شفيق قد وجّهت رسالة في اليوم ذاته تحدثت فيها عن الأحداث التي شهدتها الجامعة خلال الأسبوعين الماضيين، والجهود التي بُذلت لحل قضية الاعتصام داخل الحرم الجامعي.
A message from President Shafik. pic.twitter.com/zd8i2DE4wp
— Columbia University (@Columbia) May 3, 2024
وفي 7 مايو/أيار الجاري، وثق مقطع فيديو لحظة توبيخ إحدى الطالبات رئيسة جامعة كولومبيا الأميركية نعمت شفيق، ومطالبتها بالاستقالة من منصبها بسبب موقفها من احتجاجات الطلاب الداعمين لفلسطين واستدعائها الشرطة للتعامل معهم.
وقبل أيام، اعتقلت الشرطة أكثر من 100 شخص في حرم جامعة كولومبيا، وأزالت خيام المتظاهرين من الحديقة الرئيسية للحرم الدراسي في مانهاتن، لكن المتظاهرين سرعان ما عادوا ونصبوا الخيام مرة أخرى.
وأدى الاعتقال الجماعي في كولومبيا إلى احتجاجات مماثلة، وإقامة معسكرات في عدة جامعات أخرى بالولايات المتحدة.
يذكر أنه في عام 1968، احتل طلاب جامعة كولومبيا عددا من مباني الحرم الجامعي للاحتجاج على القصف الشامل واستخدام “النابالم” ضد الشعب الفيتنامي، مما ألهم طلاب الجامعات الأميركية الأخرى أن يحذوا حذوهم.