ضربت فيضانات واسعة عددا من دول العالم في الساعات القليلة الماضية، مما تسبب في سقوط عدد من القتلى والمصابين ونزوح آلاف الأشخاص من منازلهم، بالإضافة إلى غرق المئات من السيارات.

وشملت الفيضانات عدة دول في قارة آسيا مثل إندونيسيا ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، كما وصلت إلى بلدان أخرى في قارة أوروبا مثل فرنسا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا وجبال الألب في سويسرا.

الإمارات وعمان.. إنذار مبكر

وأصدرت المراكز الوطنية للأرصاد العمانية والإماراتية إنذارا مبكرا لبدء هطول أمطار غزيرة ومتوسطة ومتفاوتة، وطالبت بأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر وعدم المجازفة بعبور الأودية.

وأظهرت مشاهد مصورة تعرض شوارع مدينة دبي الإماراتية لأمطار وفيضانات شديدة تأثرا بمنخفض الهند الموسمي الذي ضرب المنطقة مؤخرا.

وقالت اليوم الأحد صحيفة “الإمارات اليوم” إن شرطة الشارقة أعلنت إغلاق بعض الأنفاق والطرق حتى انتهاء الحالة الجوية.

ودعت شرطة الشارقة السائقين لتوخي الحيطة والحذر، واتخاذ الطرق البديلة خلال وقت الإغلاق، وعدم الاقتراب من أماكن جريان الأودية والسدود حفاظا على سلامتهم.

وتوقع المركز الوطني للأرصاد بالإمارات أن تتأثر الدولة خلال النصف الثاني من الشهر الجاري بمنخفض الهند الموسمي تدريجيا، خصوصا في المناطق الشرقية، لاسيما الجبلية منها، مما يؤدي إلى تكوّن سحب ركامية ورعدية ممطرة.

وفي فبراير/شباط الماضي، تسببت الأمطار الغزيرة في إحداث دمار على الساحل الشرقي لدولة الإمارات، مما أدى إلى غمر المنازل بمياه الفيضانات.

وفي عام 2022، أعلنت وزارة الداخلية الإماراتية عن سقوط 7 قتلى من الجنسيات الآسيوية جراء سيول ضربت عدة مناطق في البلاد.

حينها، نقلت الحكومة حوالي 4 آلاف شخص إلى ملاجئ مؤقتة في مناطق الفجيرة والشارقة ورأس الخيمة، حيث قالت السلطات إن الأمطار التي ضربت الفجيرة هي الأغزر في تاريخ المنطقة منذ 30 عاما.

السيول تضرب سلطنة عمان

ومنذ الساعات الأولى لصباح اليوم الأحد، ضربت السيول عدة محافظات في شمال شرق وجنوب شرق سلطنة عمان، وألحقت أضرارا ببعض المنازل.

وكانت هيئة الأرصاد الجوية العمانية أعلنت قبل أيام عن منخفض جوي أطلقت عليه “أخدود الريان”، ونفذ طيران الشرطة فجر اليوم الأحد، بالتعاون مع فريق الدفاع المدني والإسعاف، عملية إنقاذ لعدد من العالقين في ممرات الأودية والسيول بعمان.

وتداول ناشطون عمانيون لقطات مصورة، تظهر تدفق مياه السيول والأودية ودخولها لبعض الأسواق، مما أدى إلى جرف ممتلكات المواطنين، كما أظهرت مقاطع أخرى سيولا جارفة بعدد من المدن.

وقالت وكالة الأنباء العمانية إن ولاية عبري سجلت أعلى كمية أمطار بلغت 110 ملم، ثم ولاية خصب بـ90 ملم، وولايتي سناو وآدم بـ80 ملم خلال الفترة من 8 إلى 10 مارس/آذار الجاري جرّاء الحالة الجوية التي تتأثر بها البلاد.

وخلال الأيام الماضية، أعلنت السلطات العمانية تعليق التعليم في بعض محافظات البلاد نظرا لسوء الأحوال الجوية.

وتمكنت فرق الإنقاذ بإدارة الدفاع المدني والإسعاف بمحافظة شمال الشرقية من إنقاذ شخص احتجز بداخل مركبه في مجرى أحد الأودية بولاية إبراء.

إندونيسيا.. قتلى ونازحون

وفي إندونيسيا، قال مسؤولون إن جزيرة سومطرة شهدت فيضانات مفاجئة وانهيارات أرضية أدت إلى مقتل 21 شخصا على الأقل وفقدان 7 آخرين.

وقال رئيس الوكالة المحلية لإدارة الكوارث دوني يسريزال اليوم الأحد إن 80 ألف شخص فروا إلى ملجأ حكومي مؤقت بعد أن دفنت الفيضانات والانهيارات الأرضية 14 منزلا، في وقت غمرت فيه المياه 20 ألف منزل حتى الأسطح.

وأضاف أن الطين والصخور والأشجار المقتلعة تساقطت على سفح الجبل، وغمرت قرى في منطقة بيسيسير سيلاتان بإقليم سومطرة الغربية في وقت متأخر من يوم الجمعة الماضي بعد هطول أمطار غزيرة.

وتعد الفيضانات والانهيارات الأرضية أمرًا شائعا في إندونيسيا، حيث يعيش ملايين الأشخاص بالقرب من السهول الفيضية، خاصة خلال موسم الأمطار.

عاصفة ضخمة فوق شرق المحيط الأطلسي

أما في أوروبا، فتشكلت قبل يومين عاصفة ضخمة فوق شرق المحيط الأطلسي، واتجهت مباشرة نحو جنوب غرب القارة، وحذر خبراء الأرصاد الجوية من أمواج يصل ارتفاعها إلى أمتار، ومن أمطار غزيرة وعاصفة قوية في جبال الألب.

وعُدّ 7 أشخاص في عداد المفقودين شمال مدينة نيم بجنوبي شرقي فرنسا، بينهم طفلان من عائلة واحدة، معظمهم فقدوا خلال محاولاتهم العبور بسياراتهم جسورا غمرتها المياه بسبب الأمطار الغزيرة.

وحلقت مروحية فوق قرية ديون في حين انهمك عناصر الإطفاء في البحث عن مفقودين آخرين بمساعدة طائرات مسيرة وكلاب مدربة.

كما تلقت أجهزة الإسعاف طلب مساعدة من سائقيْن يواجهان صعوبات في غودارغ قبل أن ينقطع الاتصال بهما صباح اليوم الأحد، ولا يزال البحث عنهما جاريا.

وفي منطقة أرديش المجاورة، أُعلن عن فقدان رجل منذ مساء أمس السبت في قرية سان مارتان دو فالاما بسبب الأمطار الغزيرة.

وأعلنت حالة التأهب البرتقالية في 6 مناطق بجنوبي شرقي فرنسا جراء الأمطار غير المسبوقة المرتبطة بالعاصفة مونيكا.

وفي سويسرا، أعلنت الشرطة إطلاق عملية بحث واسعة في جبال الألب عن 6 أشخاص فقد أثرهم بمنطقة تيت بلانش في كانتون فاليه (جنوب غرب) منذ أمس السبت، مشيرة إلى أن الأحوال الجوية السيئة تعقّد جهودها.

ويعتبر نظام هطول الأمطار المتغير بسبب تغير المناخ وانبعاثات الكربون والعوامل البيئية المختلفة من أهم أسباب حدوث الفيضانات، ويحذر العلماء باستمرار من أن الفيضانات قد تحصد مزيدا من الأرواح.

كما أن أسبابا مثل التخطيط الحضري غير الصحيح في مناطق الكوارث، وعدم كفاية بناء السدود، وعدم الإسراع في إعلام السكان باحتمال هطول الأمطار الغزيرة وحدوث الفيضانات، تزيد من الخسائر في الأرواح.

أبرز كوارث الفيضانات عبر التاريخ

وتعرف هولندا تاريخيا بأنها واحدة من أكبر ضحايا كوارث الفيضانات، إذ تشير التقديرات إلى أن نحو 60 ألف شخص ذهبوا ضحايا فيضان بحر الشمال والذي بدأ في يونيو/حزيران 1212 واستمر لأكثر من 6 أشهر.

كما يعد فيضان سانت فيليكس بهولندا أكثر الفيضانات الدموية في تاريخ أوروبا، إذ أودى بحياة نحو 120 ألف شخص في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 1530.

أما فيضان نهر يانغتسي عام 1931 فهو أكبر فيضان عرفه التاريخ، حيث تسبب في وفاة نحو 4 ملايين شخص، فارق معظمهم الحياة بسبب المجاعة والأوبئة التي تلت الفيضان.

وشهدت الصين أيضا في العام 1975 واحدا من أسوأ الفيضانات في تاريخ البلاد حين انهار سد بانكياو بسبب إعصار نينا، حيث توفي نحو 230 ألف شخص، بينهم 86 ألفا بسبب الفيضانات فقط.

وفي عام 1971، تعرضت فيتنام لفيضان النهر الأحمر عندما التقت الأنهار القريبة من كمبوديا ولاوس (جنوبي شرقي آسيا) نتيجة الأمطار الموسمية، ولقي أكثر من 100 ألف شخص حتفهم.

وأجبر الفيضان حينها مئات الآلاف من الأشخاص على مغادرة منازلهم، وتعرضت المنازل وأماكن العمل والبنية التحتية لأضرار بالغة، واستغرق الأمر أكثر من عامين حتى تعافت هولندا من آثار هذا الفيضان.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + مواقع التواصل الاجتماعي

شاركها.
Exit mobile version