عجلون – تشعر أنك في رحلة عبر الزمن وأنت تدخل قلعة عجلون الأردنية، التي تعد أحد أهم المعالم الأثرية السياحية في الأردن.

وتقع قلعة عجلون على رأس جبل منيف، وبنيت في العام 580 الهجري الموافق للعام 1184 الميلادي على قمة تل مكسّو بالأشجار الحرجية على يد عز الدين أسامة بن منقذ أحد قادة صلاح الدين الأيوبي، لتكون حصنا منيعا في وجه هجمات الصليبيين، ومركزا يشرف على مراقبة الطرق التجارية.

وإلى جانب القلعة، كشفت الحفريات الأثرية عن بقايا كنيسة تعود إلى العهد البيزنطي المبكر.

جولة خاصة للجزيرة

ويقول علي زيدان عناب رئيس قسم المهن السياحية وضبط الجودة في سياحة عجلون، في جولة خاصة في القلعة للجزيرة، إن القباب المعلقة هي من أهم معالم قلعة عجلون، وهي تعلو ممرات الدخول وتوفر إضاءة كافية لها.

وحول هندسة البناء، قال زيدان إنها تتشكل من مثمنات، وهي تحمل الثقل من الوسط وتوزعه على الجدران على أكتاف حجرية ضخمة من الحجر الصلب حتى تتحمل وزن عمارة البناء.

ويلاحظ وجود فتحات توفر الحماية والإضاءة، وهي تستعمل للتهوية، وأيضا للدفاع عند محاولة اقتحام القلعة.

والمثمنات هي جزء أساسي من تصميم البناء، وهي موجودة في كل قاعات القلعة، وذلك لتوزيع الأثقال وحتى تتمكن الأجيال المقبلة من بناء عدة طوابق.

ويوضح عناب أن استعمال الملاط في بناء القلعة يزيد من قوة البناء.

وكان “يتم تجهيز الملاط عبر خلط الجير المطفي والشيد، وهذا الخليط مع مرور الزمن يزداد صلابة. كما كان يضاف له مسحوق الفخار ومادة النحاس”.

وسبب إضافة مادة النحاس أنه عندما يتأكسد مع وصول الماء أو الرطوبة يعطي لونا مختلفا، فيتغير لون المنطقة من الأبيض إلى الجنزاري، وهذا يشير إلى أن هناك تسربا مائيا فيقوم المسؤولون بإصلاحه.

مناجم الحديد

وتشرف قلعة عجلون على المعابر الرئيسية، وأهمها وادي كفرنجة ووادي راجب ووادي الريان. ويعتبر موقعها إستراتيجيا لأنها تسيطر على طرق المواصلات بين سوريا وجنوب الأردن.

وكان من أهداف بناء قلعة عجلون رصد تحركات الصليبيين من حصن كوكب الهواء، واستغلال مناجم الحديد في جبال عجلون التي تسمى مغارة وردة.

وتدعم القلعة أربعة أبراج مربعة فتحت في جدرانها نوافذ صغيرة ضيقة.

شاركها.
Exit mobile version