يعتقد البعض أن ربط هدف أو قرار بيوم معين أو وقت معين من العام، مثل يوم عيد ميلاد أو يوم رأس السنة أو أول يوم في فصل الربيع، يزيد من فرصة النجاح. ويشير العلم إلى تلك الظاهرة باسم “تأثير البداية الجديدة”.

وعادة ما تجعل المناسبات الخاصة أو المحطات الزمنية، مثل العام الجديد، الأشخاص يفكرون في حياتهم بطريقة مختلفة، يعددون ما حققوه ويفكرون فيما يريدونه، وتلهمهم تلك المناسبات اتخاذ قرارات جديدة وتحديد أهداف لحياة أفضل، كممارسة المزيد من الرياضة، أو تنظيم إنفاقهم، أو العثور على شريك حياة أو وظيفة جديدة.

تسهم البدايات الجديدة في إعادة تعريف الهوية الشخصية وتعزز الرغبة في تحقيق الأهداف والأحلام، كما توفر فرصا للتعلم والنمو الشخصي، من خلال الخروج من مناطق الراحة ومواجهة تحديات جديدة، حيث يمكن للأفراد توسيع معارفهم ومهاراتهم وتطوير ذواتهم، لكن اتخاذ القرار وحده لا يكفي.

البدايات الجديدة تسهم في تعزيز الرغبة في تحقيق الأهداف والأحلام (بيكسلز)

كيف يمكن البدء من جديد؟

مع كل محطة زمنية، يتخذ الشخص قرارات وأهدافا يتمنى تحقيقها في وقت محدد. وأورد موقع “سيكولوجي كامبس” (Psychologycompass)، عددا من النقاط التي تساعد على البدء من جديد، ومنها:

  • تحديد الهدف وتتبعه

الأهم من تحديد الهدف هو تتبعه عن كثب، فإذا فشل الشخص في تحديد موقعه من هدفه، فلن يكون لديه فهم واضح للطريق أو الاتجاه.

وتعتبر مقاييس الأداء، جزء من عملية تحديد الأهداف لكن يغفل عنها الكثيرون، رغم أهميتها وضرورتها لقياس التحرك الفعلي نحو الهدف. ويمكن اتباع بعض الأساليب البسيطة لتتبع التقدم الشخصي نحو الهدف، منها:

جدول زمني: لتجنب الانشغال المفرط بالتقييم الشخصي، من الضروري أن يمنح الشخص نفسه مساحة زمنية دورية لتدوين ملاحظات أو التحقق من مستوى التقدم. ويُنصح بضبط الهاتف للتذكرة بموعد أسبوعي لتسجيل الملاحظات وفحص مستوى الإنجاز.

اجعل الأمر بسيطا: عند تتبع الأداء الشخصي، من الأفضل أن تبقى الأمور بسيطة قدر الإمكان. ويمكن أن يقوم الشخص بإنشاء ملف له لتسجيل الأداء اليومي من خلال إجابة بسيطة “نعم أو لا” بدلا من الاضطرار إلى كتابة فقرة كاملة أو إدخال متغيرات متعددة في كل مرة يقوم فيها بالتتبع.

طلب المساعدة: يمكن أن يكون تتبع الأداء بشكل شخصي مشكلة لدى البعض. فإذا وجد الشخص صعوبة في تتبع مقاييس الأداء الخاصة به باستمرار، يمكن أن يطلب ذلك من شخص آخر يثق به لتتبعه سواء كان صديقا أو فردا من الأسرة، فقد يحسّن ذلك، أيضا، من احتمالية أدائه بشكل جيد.

بعد القيام بعمل جيد، يجب تذكير النفس باستمرار بما تحقق حتى يظل حافزا لمواصلة النجاح (بيكسلز)
  • التفكير بطريقة سلسة

عليك التفكير بطريقة سلسة ومستمرة للحفاظ على استمرار نجاحاتك. ففي حال تحقيق النجاح، من المهم الحفاظ عليه وبذل المجهود المستمر لذلك. وبعد القيام بعمل جيد، يجب تذكير النفس باستمرار بما تحقق حتى يظل حافزا لمواصلة النجاح.

  • تحديد وقت الاعتماد على البداية الجديدة

قد يتخذ الشخص قرارا للوصول إلى هدف محدد ويفشل في تحقيقه، ولا يجب هنا أن يستسلم بل عليه اتخاذ القرار مرة أخرى، وتحديد موعد البدء في مطاردة هدفه.

ومن أفضل الطرق لاعتماد بداية جديدة هو مراجعة القرار بعد مضي شهر واحد من اتخاذه. عندما يجد الشخص بعد مراجعة المتابعة خلال شهر أن هناك الكثير من التقصير وعدم الإنجاز أو الفشل، فعليه أن يتمسك بالبدايات الجديدة ويضيق نطاق تركيزه حتى يصل إلى الهدف في فترة زمنية محددة.

ليس من الضروري أن تكون كل البدايات كبيرة أو جذرية، كشراء بيت أو الحصول على وظيفة جديدة أو الانتقال إلى بلد آخر. يمكن أن يبدأ الشخص في اتخاذ قرارات صغيرة في يوم مولده، أو مع بداية العام الجديد.

قد تتنوع تلك البدايات الصغيرة من تغيير عادات سلبية مثل الإقلاع عن التدخين أو ممارسة عادات جيدة مثل قراءة كتاب يومي أو الحفاظ على تناول طعام صحي أو غيره، ورغم كونها بدايات صغيرة، قد تحتاج أيضا إلى إستراتيجية لاتباعها. وتنصح صحيفة “واشنطن بوست” (Washingtonpost)، بعدد من الطرق البسيطة للحصول على بدايات جديدة، منها:

  • وضع دفتر ملاحظات على منضدة السرير واستخدامه لتدوين كل الأفكار والمخاوف قبل النوم.
  • الالتزام بجدولة موعد طبي للاطمئنان على الصحة.
  • التخطيط لرحلة، فالشخص يشعر الشخص بالسعادة لمجرد التخطيط لقضاء إجازة ممتعة.
  • تخصيص وقت محدد في اليوم لقراءة جزء من كتاب مع تحديد موعد الانتهاء منه.
  • تنظيم كلمات المرور لكافة التطبيقات المشترك فيها وإزالة التطبيق غير المستخدم.
  • البحث والقراءة عن تطبيقات التخطيط المالي.
  • تخصيص وقت محدد لممارسة التأمل من أجل تصفية الذهن وتجديد الطاقة لتحديد أهداف كبيرة في الحياة.
شاركها.
Exit mobile version