أجواء مبهجة في سوق واقف خلال عيد الفطر

الدوحة – قنا

 باتت دولة قطر، على مدى السنوات الأخيرة، وجهة سياحية مثلى، وإحدى الوجهات المفضلة للزوار والباحثين عن التنوع والتجارب التي يمتزج فيها عبق الماضي بالحاضر والمستقبل.

وتمتلك قطر كافة مقومات الجذب السياحي التي تناسب مختلف الثقافات، من محميات طبيعية وقلاع أثرية وسلسلة منتجعات وفنادق عالمية وحدائق عامة ومتنزهات ومطاعم شهيرة وأسواق تقليدية ومجمعات تجارية كبرى، فضلا عن امتلاكها صفة أكثر الوجهات السياحية أمنا في العالم، ويحظى الزائرون فيها بفرصة اكتشاف كرم الضيافة والأصالة التي تميز الثقافة القطرية خاصة والعربية عامة.

وتوجت قطر جهودها في القطاع السياحي بالإعلان رسميا أن “الدوحة عاصمة السياحة العربية 2023” من المنظمة العربية للسياحة، في فبراير الماضي، وهو ما يعد شهادة على المستويات الرائعة التي تقدمها قطر في قطاعي الترفيه والضيافة، في ظل طموحات متمثلة في اجتذاب 6 ملايين زائر سنويا بحلول عام 2030.

ولدعم هذا المسار، مددت وزارة الداخلية صلاحية بطاقة هيا للمشجعين والمنظمين والتي كان معمولا بها خلال فترة كأس العالم FIFA قطر 2022 حتى 24 يناير من العام 2024، ما يتيح لحاملها من الزوار وفقا لهذا التمديد استخدام خدمة (هيا معي) للتقديم لثلاثة من أفراد عائلته أو أصدقائه لزيارة الدولة من خلال تطبيق أو منصة هيا، والدخول والخروج من وإلى البلاد لسفرات متعددة، واستخدام البوابات الإلكترونية في منافذ الدولة، كما لا تتطلب دفع أي رسوم، وهي خطوة مهمة لتعزيز القطاع السياحي.

وقد وضعت قطر قطاع السياحة كأحد القطاعات الخمسة ذات الأولوية ضمن استراتيجية قطر الوطنية 2030، والتي يمكن من خلالها بناء اقتصاد أكثر تنوعا وتعزيز مساهمة القطاع الخاص فيه، وتعتمد في هذا الإطار على الموقع الاستراتيجي الحيوي الذي تلتقي فيه الطرق بين الشرق والغرب، إذ يتراوح عدد ساعات الطيران التي تفصلها عن العديد من عواصم العالم الرئيسية ما بين 6 إلى 7 ساعات فقط.

وتشكل ميزة سهولة الوصول إحدى دعامات الجذب السياحي في دولة قطر، إذ يستطيع 80% من سكان العالم الوصول إليها بعد رحلة طيران لا تزيد على 6 ساعات، كما يمكن لأكثر من ثلثي سكان العالم الدخول إلى أراضيها من دون تأشيرة، تحت شعار: دولة قطر ترحب بالعالم.

وتسير الخطوط الجوية القطرية، الناقلة الوطنية لدولة قطر والحائزة على أرفع الجوائز في عالم الطيران، رحلاتها إلى أكثر من 150 وجهة حول العالم، والتي تضم أهم عواصم العالم في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا وإفريقيا وآسيا وأستراليا والأمريكيتين الشمالية والجنوبية، كما يقدم مطار حمد الدولي خدماته لأكثر من 50 شركة طيران عالمية.

وتتنوع العروض السياحية بين: السياحة الساحلية والسياحة الصحراوية والسياحة الثقافية وسياحة المعارض والمؤتمرات والسياحة الرياضية وسياحة الترفيه العائلي والحضري، والسياحة البحرية، بما يكفل تحقيق التوازن بين العرض والطلب في قطاع الضيافة، وتنويع خيارات الإقامة السياحية.

وقد حرصت دولة قطر منذ الفوز بشرف تنظيم بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 على تحقيق نهضة شاملة، كان أحد أساساتها إمداد القطاع السياحي بالكفاءات والكوادر الكافية واللازمة، بجانب تشجيع الاستثمارات الدولية عبر تبسيط الإجراءات، باعتبارها ركيزة أساسية للنهوض بصناعة السياحة وتطويرها على نحو يضمن تقديم أفضل التجارب السياحية الفريدة والمتنوعة للزوار، فحظي المستثمرون بميزة تنافسية فريدة لإنشاء شركاتهم، كونهم في طليعة الشركات التي تدخل سوقا سريعة النمو.

وعملت قطر للسياحة ، خلال عقد كامل، كهمزة وصل وتنسيق بين المستثمرين والشركات المحلية والدولية والجهات الحكومية المعنية في القطاع السياحي، كما تم إطلاق نظام الترخيص الإلكتروني ضمن مبادرة النافذة الواحدة، التي تقدم جميع الخدمات الحكومية التي يحتاج إليها المستثمر في مكان واحد، بما يضمن تسريع المعاملات السياحية.

وفي هذا الصدد، نوه الدكتور عبدالرحيم الهور الكاتب والأكاديمي الاقتصادي، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية قنا، إلى النقلة النوعية التي حققها القطاع السياحي القطري، خلال الآونة الأخيرة، وما رافقه من تطور ملحوظ على صعيد تنويع مرافق القطاع الحيوي الهام، وتهيئة وتعزيز البنية التحتية، لجعله أكثر شمولية وتلبية في الوقت ذاته لتطلعات ورغبات السياح بفئاتهم المختلفة، كالسياحة الفندقية، والتعليمية، والعلاجية، والرياضية، والثقافية، بما فيها سياحة المؤتمرات والندوات.

ودعا الهور إلى تكاتف الجهود من أجل توظيف هذه النجاحات في تعظيم مكاسب القطاع السياحي والبناء عليها، وصولا إلى تقديم خدمات سياحية متكاملة ومتنوعة في آن واحد، وبأسعار تنافسية، تضفي مزيدا من الزخم على عمليات القطاع، وتعزز مكاسبه، مؤكدا أن دولة قطر قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال، وباتت تحتل مكانة بارزة على الخارطة السياحية العالمية.

كما لفت إلى تحول المفهوم السياحي العالمي من تنافسي إلى تكاملي، مبينا أنه لتحقيق ذلك، يجب المضي قدما في هذا الاتجاه، لجعله قطاعا جاذبا لمختلف سياح العالم، من خارج الإقليم، على غرار نجاح دولة قطر في الاستحواذ على السياح الإقليميين، خصوصا القادمين من المملكة العربية السعودية الشقيقة، لما تتمتع به السياحة العائلية من خصوصية فريدة من نوعها، فضلا عن قرب الموقع الجغرافي.

وعلى الصعيد المحلي، يرى الدكتور الهور ضرورة تدعيم القطاع السياحي بباقة مميزة من الخدمات وبأسعار تفضيلية، تسهم في استقطاب عموم المقيمين على أرض الدولة، وتشجيعهم على الإقبال عليها، لضمان استمرارية تشغيل المرافق السياحية على مدار العام.

وفي سياق متصل، أكد السيد وليد الفقهاء المحلل والخبير المالي، في تصريح مماثل لـقنا، أهمية الدور الذي يلعبه القطاع السياحي القطري في تنويع القاعدة الاقتصادية الوطنية، ومساهمته في تعزيز الناتج الإجمالي المحلي، حيث تركز الدولة حاليا على تحسين مساهمة هذا القطاع في مسيرتها الاقتصادية، ورفع نسبة مشاركته في ذلك إلى نحو 12 بالمئة، بحلول العام 2030، مشيرا إلى أن هذا القطاع سجل في الفترة الأخيرة نجاحا مميزا في استيعاب الأعداد المتزايدة من زوار دولة قطر والمتوافدين إليها من أجل حضور مباريات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022.

وأضاف أن الإعداد الجيد والمدروس لمختلف أنواع الفعاليات الترفيهية، التي تقيمها الدولة على مدار السنة، ساهم في استقطاب المزيد من السياح، كما أدى ذلك إلى تعزيز تنافسية القطاع السياحي القطري، الذي أصبح له حضور واضح ومميز.

جدير بالذكر أن قطاع السياحة البحرية في دولة قطر يجذب أكثر من 100 ألف زائر سنويا، خصوصا بعد افتتاح عدد من الشواطئ وتزويدها بتجهيزات ومبان حديثة متخصصة، ويتيح الموقع الحيوي لميناء الدوحة للزوار البدء في استكشاف أجمل المعالم في الدولة فور وصول بواخرهم.

وأصبح ميناء الدوحة، بعد مشروع التطوير الذي خضع له مرفأ دائما لاستقبال البواخر السياحية، وأحد المعالم السياحية في قلب العاصمة الدوحة، في ظل طاقة استيعابية تسمح باستقبال باخرتين عملاقتين في آن واحد، وتشير توقعات القائمين على قطاع السياحة إلى جذب 500 ألف زائر على متن البواخر السياحية بحلول عام 2026.

ويتميز الميناء بأنه يبعد دقائق معدودة عن معظم المواقع السياحية في المدينة، بما فيها سوق واقف ومتحف الفن الإسلامي وكورنيش الدوحة ومتحف قطر الوطني والحي الثقافي كتارا وصولا إلى مدينتي اللؤلؤة ولوسيل اللتين تتمتعان بمرافق ترفيهية فاخرة، بالإضافة إلى أنه يوفر قوارب متخصصة لزيارة بحرية نحو جزيرة البنانا الترفيهية.

ولعشاق الاستجمام على الرمال والبحر، طورت دولة قطر عددا من الشواطئ المتميزة على الخليج، ومنها منتجع شاطئ سيلين في منطقة مسيعيد الجنوبية، الذي يقدم لزواره تجربة متفردة تجمع بين الاسترخاء والمغامرة من خلال الرياضات المائية ورحلات السفاري الصحراوية وركوب الخيل والجمال، بالإضافة إلى الكرة الطائرة الشاطئية، ويقع المنتجع قرب شاطئ خور العديد، الذي يعتبر أحد الأماكن القليلة في العالم التي تلتقي فيها الكثبان الرملية بالبحر.

وفي الجانب الشمالي من قطر افتتحت قطر للسياحة شاطئ فويرط للألعاب المائية وركوب الأمواج قبيل بطولة كأس العالم، بجانب توفير رحلات متميزة لمحبي السياحة البيئية من خلال زيارة محمية الذخيرة التي توفر رحلات قوارب الكاياك لزيارة الجزيرة الأرجوانية والوصول إلى أشجار المانغروف ومحميات الطيور الطبيعية، ناهيك عن الجولة التاريخية التي تأخذ عشاقها إلى قلعتي الزبارة وزكريت التاريخيتين.

كما أن دولة قطر تستضيف أكثر من 80 فعالية رياضية وبطولة عالمية سنويا في العديد من المجالات الرياضية، فسطرت قطر اسمها في سجلات التاريخ الرياضي باعتبارها أول دولة في الشرق الأوسط تحظى بشرف استضافة بطولة العالم لألعاب القوى (2019)، وبطولة العالم لألعاب الشركات (2019)، فضلا عن بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وكذلك بطولات العالم للسباحة فينا (2023).

 

شاركها.
Exit mobile version