دعون لضرورة قراءة النشرة الغذائية

هديل صابر

  •  غنوة الزبير: تبسيط ثقافة الطعام الصحي ضرورة
  •  روى رفاعي: الأطعمة غير الصحية الأكثر طلباً
  •  غادة عبد العزيز: “صحي” عبارة فضفاضة
  •  كريستينا لطفي: ضعف الوعي أحد الأسباب     

 

دعا عدد من أخصائيات التغذية العلاجية إلى عدم التسليم المطلق ببعض العبارات كـ “طعام صحي أو طعام للحمية”، دون قراءة النشرة الغذائية على المنتج المتضمن لمكوناته، إذ إن بعض الشركات تتحايل على المستهلك بإضافة عنصر صحي إلا أن المنتج يتضمن زيوتا مهدرجة أو مكونات لا تتسق وكلمة “صحي” أو كلمة “حمية” بغرض تسويق منتجها لفئة بعينها.

ورأت أخصائيات التغذية في تصريحات لـ”الشرق”، أن الأطعمة كالدقيق الأبيض والسكر الأبيض والزيوت النباتية، قد تلقى رواجاً لأسباب منها دعم الدول لها على اعتبارها عناصر يتم استهلاكها بصورة أكبر من غيرها من الأغذية، فضلا عن انخفاض ثمنها الذي يراه السواد الأعظم من المستهلكين هو أهم عامل يدفعهم لاستهلاكها دون غيرها.

واقترحت عدد من أخصائيات التغذية حزمة من الحلول تجلت في ضرورة تبسيط مفهوم الطعام الصحي، إذ من المهم أن يخرج من عباءة أن الطعام الصحي طعام باهظ الثمن أو ليس بمتناول الجميع، كما أن من المهم أن يتم فرض الضرائب على الأطعمة غير الصحية بصورة مضاعفة كالمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة إلى جانب الأطعمة التي يدخل فيها زيوت نباتية ودهون مشبعة تسهم في زيادة الأمراض لاسيما غير الانتقالية كالضغط والسكر وأمراض القلب إلى جانب احتمالية الإصابة بالسرطانات بناء على ما أوضحته منظمة الصحة العالمية، مؤكدات أنَّ التغذية الصحية المتوازنة تتطلب رفع وعي المجتمع من خلال ورش عمل تقام في المدارس والجامعات وحتى في الأماكن العامة، حتى يتم تغيير سلوك الأفراد نحو الأطعمة أو العناصر الغذائية الأساسية كالخضراوات والفواكه واللحوم بأنواعها والبقوليات والألبان بهدف أن يصبح هذا سلوكا ونمط حياة.

وقالت غنوة الزبير- أخصائية تغذية علاجية، إنَّ الأطعمة غير الصحية كالطحين والزيوت المهدرجة يتم دعمها من قبل الدول لتوفيرها لمواطنيها كونها من الأغذية الأساسية في ظل أنَّ النسبة الأكبر من سكان العالم لا يستطيعون توفير الأطعمة الصحية، فالسبب الأول اقتصادي بحت، والأمر لا يقف هنا، بل المشكلة تمتد لتطال الأطعمة المصنعة التي تعد أرخص من غيرها مقارنة بالأطعمة الصحية، فدوما الأشخاص يتعذرون بغلاء سعر الأطعمة المدرجة تحت اسم صحي، وزيادة الطلب عليها، فالهايبر ماركت توفر ما يطلب من قبل المواطنين ويتم استهلاكها بصورة أكبر.

وأوضحت: “إنَّ أولى خطوات دعم قرارات الأطعمة الصحية هو خفض أسعارها لتكون في متناول الجميع، ودعمها من قبل الحكومات، وأكرر هنا أنَّ الأطعمة التي يكتب عليها “صحي أو حمية” ليس بالضرورة أن تكون 100 % صحية، فقد لا تتضمن مكوناتها السكر الأبيض لكنها تحتوي على الزيوت المهدرجة التي تتنافى مع الطعام الصحي أو حتى الملونات أو المنكهات فكلمة “صحي” لا تعني أنها غير محتوية على مواد حافظة”.

كما رأت رِوى رفاعي – أخصائية تغذية علاجية، أنَّ من أهم أسباب عدم دعم الأطعمة الصحية مقابل غير الصحية هو عامل اجتماعي وتقليد الآخر بصورة واعية أو غير واعية، لافتة إلى أنَّ الأطعمة غير الصحية تعد الأكثر رواجاً لانخفاض ثمنها من جانب وانخفاض ثقافة الطعام الصحي من جانب آخر، كما أنها متوفرة في متاجر بيع الأطعمة بصورة كبيرة خلافاً للأطعمة الصحية باهظة الثمن كما أنَّ الإقبال عليها لا يعد كبيراً، إلا أنَّ البعض بات لديه ثقافة اختيار الطعام الصحي إلى حد ما مشيرة إلى أنَّ تغيير السلوك لن يأتي بين ليلة وضحاها.

وحمَّلت السيدة غادة عبد العزيز – أخصائية تغذية علاجية – صناع القرار على المستوى العالمي وأفراد المجتمعات في عدم دعم الأطعمة الصحية رغم توصيات منظمة الصحة العالمية حتى يزيد الطلب عليها، مشيرة أنَّ الأسباب التي تقف وراء عدم دعم هذا النوع من الأطعمة هي أسباب تجارية بحتة تتعلق بالعلامات التجارية الشهيرة، مؤكدة أنّ عبارة “صحي” كلمة فضفاضة أي بمعنى من الممكن أن يكون المنتج صحيا من حيث أن نسبة الدهون المشبعة قليلة إلا أنه غير صحي لاحتوائه على نسبة مرتفعة من الأملاح أو يحتوي على غلوتومات أحادية الصوديوم، كما أنَّ المنطقة العربية لا يوجد بها رقابة على التوصيات والإرشادات الصحية التي تكتب على المنتجات الغذائية للتأكد من مدى دقتها.

واعتقدت غادة أن أحد الحلول لتشجيع أفراد المجتمع على استهلاك الأطعمة الصحية هو فرض ضرائب على الوجبات السريعة والخيارات غير الصحية، ودعم الخيارات الصحية في العقود المبرمة ما بين الجامعات والمطاعم لتعويد الشباب من كلا الجنسين على العادات الغذائية الصحية.

فيما شددت السيدة كريستينا لطفي – أخصائية تغذية علاجية – على أن ضعف الوعي بالثقافة الغذائية الصحية هي أحد الأسباب وراء استهلاك الأطعمة غير الصحية، لذا من المهم تعزيز الوعي لدى الأطفال من عمر التأسيس إلى الفئات الأكبر سناً فيما يتعلق بكيفية اختيار الأطعمة الصحية، وأهمية الخيارات الصحية في التغذية وتأثيرها على صحة الفرد، وكمياتها وأنواعها.وبينت أنَّ من المهم الخروج من قوقعة أن الطعام الصحي أو المخصص لخفض الوزن هو جيد بالمطلق، فمن المهم أن تتم قراءة الملصق عليه والتأكد من العناصر التي يتضمنها المنتج.

شاركها.
Exit mobile version