يعتبر مصطلح “بعد العيد” أحد أبرز التعبيرات الشائعة في المجتمعات العربية للدلالة على التأجيل وتسويف القرارات المصيرية، وقد تحول هذا إلى ظاهرة مجتمعية تعكس خللاً في منظومة الإدارة والمسؤولية.

وقدمت حلقة 2025/3/29 من برنامج “الشبكة” نقدا لاذعا لظاهرة التأجيل المستمر للقضايا المهمة تحت شعار “بعد العيد” حيث استعرض مجموعة من المواقف الكوميدية التي تكشف عن خلل مجتمعي يتسبب في تعطيل مصالح المواطنين وتنمية البلدان.

وبدأت الحلقة بتجسيد فريق البرنامج لاجتماع مجموعة يُرمَز إليها بـ”الشياطين” في مكان موحش، حيث يناقشون خططهم لإفساد المجتمعات العربية.

وكشف مشهد الساخر آخر عن إستراتيجيات متعددة يتبعها من أطلقت عليهم الحلقة وصف “المخربين” وهم يناقشون خططهم لإفساد الأمة العربية ويتحدثون عن “التطبيع، وكيف يمكن أن يكونوا طرفا حياديا في القضية الفلسطينية، وخططهم لزرع الفتن الطائفية في بعض الدول، وعمل الحروب الأهلية.

وينتهي المشهد بأغنية ساخرة تقول كلماتها “اجتمعنا على الخراب والفتن، هنزرع الشر بلا حساب.. ونخلي حياتهم عذاب”.

كما قدم البرنامج سلسلة من المشاهد الساخرة التي تُظهر كيف يتعامل المسؤولون مع مطالب المواطنين الملحة بالتسويف المستمر، فعندما يُطلب من وزير توقيع أوراق لضمان عدم انقطاع الكهرباء خلال العيد، يرد ببساطة “بعد العيد”.

حتى نظام العدالة

وفي مشهد آخر، عندما طلب موظف مساعدة وزير للتوقيع على اعتمادات للحوالات الدولارية لتلبية احتياجات المستوردين، يرد الوزير “بعد العيد، عايز ألحق مصيف البحر قبل ما يقفل”.

وحتى في نظام العدالة، يظهر محامٍ يطلب إطلاق سراح موكله ليقضي العيد مع أسرته، فيأتي الرد “بعد العيد”.

ولم يغفل البرنامج معاناة المواطنين اليومية مع الإجراءات الأمنية وحواجز الطرق، حيث يظهر مشهدٌ ركابا محتجزين عند حاجز أمني، ويُطلب منهم التنسيق لفتح الطريق، ليأتي الرد المتوقع “بعد العيد إن شاء الله”.

وكأن البرنامج يشير إلى أن المواطن العربي يعيش في دوامة انتظار لا تنتهي، فكل شيء مؤجل، وكل حل يكون “بعد العيد” بينما تستمر المشاكل والأزمات في التراكم.

كما سلط الضوء على الأطراف التي تستفيد من حالة الفوضى والانقسام، والتي تعمل بشكل منهجي على تعميق الخلافات وإثارة النعرات الطائفية والحروب الأهلية، مستخدماً الكوميديا غطاء لطرح قضايا حساسة قد يصعب مناقشتها بشكل مباشر.

شاركها.
Exit mobile version