من المناسب القول إن 2023 كانت سنة صعبة من نواح كثيرة. فبالإضافة إلى الحروب المدمرة، كما في قطاع غزة والسودان، وأوكرانيا، كانت هذه السنة أيضا الأشد حرا على الأرض في تاريخ البشرية، حيث تحطم العديد من الأرقام القياسية المناخية. وشهدت الولايات المتحدة في هذه السنة أيضا عددا من عمليات القتل الجماعي أكبر من أي سنة منذ 2006 على الأقل.

ومع ذلك، كما ذكر تقرير لصحيفة واشنطن بوست اليوم، شهد عام 2023 أيضا تطورات إيجابية كبيرة، كما في مجال البحث العلمي والطب. وعلى مدار العام تألقت لحظات من التواصل والإنسانية الحقيقية من خلال الأخبار السيئة. فقد أشارت الأبحاث إلى أن الأخبار المفرحة يمكن أن تقيم حاجزا عاطفيا ضد الأخبار المؤلمة ومشاعر اليأس؛ بل وتشجع على التفاؤل أو العمل. ومن هذا المنطلق أورد التقرير بعض التطورات الأكثر تحفيزا التي ربما فاتتنا هذا العام، ومنها:

موافقة منظمة الصحة العالمية على لقاح جيد للملاريا وبأسعار معقولة في أكتوبر/تشرين الأول. وهي المرة الثانية فقط التي يُنتج فيها لقاح ضد هذا المرض الفتاك.

ويتوقع أن تبلغ تكلفة الجرعة الواحدة من 2 إلى 4 دولارات. وقد ثبت أنه يقلل الأعراض بنسبة 75% بعد 3 جرعات في غضون عام، وسيكون متاحا بحلول منتصف عام 2024.

موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية على حبة منع الحمل مبتكرة هي الأولى من نوعها لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة الذي يؤثر على نحو واحدة من كل 5 نساء، ويمكن أن تتسبب هذه الحالة الشديدة والموهنة في إصابة الأمهات الحوامل والجدد باليأس الشديد؛ وفي حالات نادرة بالذهان، ويمكن أن تستمر لسنوات.

موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية على اثنين من علاجات مرض الخلايا المنجلية (فقر الدم المنجلي) في ديسمبر/كانون الأول. وهي حالة نادرة ومنهكة تؤثر في نحو 100 ألف أميركي، جلهم من السود. ويسبب المرض ألما شديدا ومستمرا ويمكن أن يخفض بشكل كبير من عمر المصابين.

معرفة المزيد عن الخرف وفقدان الذاكرة، وطريقة الوقاية منهما. فقد أحرز العلماء تقدما في فهم واحدة من أكبر المخاوف الصحية في البلدان التي تعاني من شيخوخة السكان (الخرف) الذي يمكن أن يكون له تأثيرا مدمرا، حيث يحرم الناس من القدرة على المشاركة في المهام اليومية. كما منحت إدارة الغذاء والدواء موافقة كاملة، للمرة الأولى، لعقار يبطئ المرض.

موافقة أكثر من 190 دولة في مايو/أيار على اتفاقية لحماية المحيطات، بعد 20 عاما من المباحثات. فبعد أن كانت صحة الإنسان هي المجال الوحيد المراد تحسينه هذا العام، التفت العلماء إلى الحالة الصحية للأرض وأثمرت جهودهم هذه المعاهدة التي ستتيح للدول البدء في إنشاء مناطق حماية بحرية جديدة في أعالي البحار لأول مرة.

ولقيت الاتفاقية ترحيبا كبيرا باعتبارها بداية ملحة على طريق حماية 30% من يابسة الكوكب وبحره بحلول عام 2030، وهو هدف أعلن عنه في قمة التنوع البيولوجي الأممي في أواخر عام 2022.

تراجع إزالة غابات البرازيل بعد وصولها إلى أعلى مستوى لها منذ 15 عاما. ويرجع الفضل في ذلك إلى لولا دا سيلفا، الذي عاد لرئاسة البلاد في يناير/كانون الثاني من هذا العام، حيث أظهرت الأشهر الستة الأولى لولايته علامات إيجابية، وقالت الحكومة إن إزالة الغابات انخفضت بنسبة 50%.

شاركها.
Exit mobile version